الأسمدة VS الآمونيا.. من ينتصر في معركة تغذية الزراعات؟

الأربعاء، 27 فبراير 2019 11:00 ص
الأسمدة VS  الآمونيا.. من ينتصر في معركة تغذية الزراعات؟
الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

 

تعتبر الأسمدة بمختلف أنواعها، من العناصر المهمة والضرورية للزراعة حالياً، سواء كانت هذه الأسمدة كيماوية أم طبيعية أو حيوية "عضوية"، نتيجة للمجهودات والضغوط المستمرة على التربة وإنهاكها، وتعرضها للضعف بسبب الزراعة المستمرة عليها، وعدم وجود فترات لإراحتها، كما سببت الكيماويات، التي تصل إلى الأراضىي،عن طريق الري بمياه ملوثة بالمعادن والعناصر الضارة بالتربة، في احتياجها للأسمدة أو الآمونيا، ناهيك عن متبقيات المبيدات والأسمدة، التي تظل فى التربة لسنوات طويلة فتؤدى إلى إضعافها.

 

1-124-300x214
تسميد الزراعات


احتياجات النبات

 تزخر تقارير وبحوث ودراسات مكتبات كليات الزراعة والمعاهد، وكذلك مراكز البحوث الزراعية، بالعديد من الموضوعات والدراسات عن الأسمدة وأنواعها، وحاجة النبات إليها ومقنناتها فى أنواع الأراضي المختلفة، كما تختلف الأراضي والتربة، في احتياجاتها لكميات الأسمدة والمقننات الزراعية، فالأراضي الصحراوية تختلف عن الأراضى الطينية القديمة، وكلٌ منهما يحتوى على أنواع من الأراضى والتربة أيضاً، ومعه تختلف نوعية الأسمدة وكمياتها، على الرغم من أن أفضل أنواع الأسمدة، هي الأسمدة الطبيعية وكذلك  الحيوية"العضوية"، لأنها لا تترك آثاراً ضارة على التربة ولا النبات، غير أن هذا النوع من الأسمدة قليلٌ، ولا يلبّي حاجات الزراعة في العالم، ولذلك يتم الاتجاه نحو الأسمدة الكيماوية والآزوتية، لتعويض النبات بما يحتاجه من عناصرغذائية، وهو مايساهم في زيادة الانتاجية وجودتها، كما يؤدي إلى الحصول على إنتاجية كبيرة ومضاعفة، من مساحات صغيرة.

206
الأسمدة العضوية


إنتاج الأسمدة فى مصر

التقارير الزراعية، تؤكد أن صناعة الأسمدة النيتروجينية فى مصر، حققت طفرة نوعية فى مجال زيادة الكميات، وأيضاً فى تنوع المنتجات، حيث توجد 8 شركات منتجة للأسمدة النيتروجينية، كما يبلغ إجمالى إنتاج مصر من الأسمدة الآزوتية وخاماتها، حوالي 21 مليون طن،بنسبة آزوت 15.5%،يتم استهلاك حوالى 9.5 مليون طن سنويا محلياً داخل مصر،بنسبة آزوت 15.5%،والباقى تم تخصيصه للتصدير الخارجى ويحقق عوائد دولارية متميزة،كما بلغ عدد الدول التى يتم التصدير لها،حوالى 20 دولة عربية وأوروبية وأمريكية وغيرها،ويقدر حجم الإنتاج العالمى للأسمدة لعام 2017 حوالى 255 مليون طن عنصر غذائي، ومن المتوقع أن يتنامى هذا الرقم بنسبة 6% ليصل لحوالى 270 مليون طن عنصر غذائى بحلول عام 2020. 

46391
أسمدة كيماوية


مضاعفة استهلاك الغذاء

كما تشير التقارير إلى أن صناعة الأسمدة تمثل مدخلاً رئيسيا لقطاع الزراعة، حيث سيصل تعداد سكان العالم لحوالى 8 مليارات نسمة بحلول عام 2020، وحوالي 9 مليارات نسمة عام 2050، وهذا سيضاعف من استهلاك الغذاء، مع ثبات الرقعة الزراعية،وهو ما يحتم على منتجى الأسمدة تطوير منتجاتهم،حيث يساهم استخدام الأسمدة فى ارتفاع كمية إنتاجية المحاصيل الزراعية،بحوالى من 30 % إلى 50%.

3488157_1463926464
الاستعداد لتسميد الزراعات


حقن التربة بالآمونيا يقلل استهلاك الأسمدة

 

من ناحيته، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين إن حقن التربة بالآمونيا يرفع إنتاجية المحاصيل بنسبة 28%،ويقلل من استهلاك الأسمدة بنسبة 50 %،وطالب أبوصدام وزارة الزراعة  ،بتعميم حقن التربة الزراعية بالآمونيا،والذي يتم تنفيذه على نطاق محدود،لقلّة المعدات المتاحة لتعميم التجربة،ولفت نقيب عام الفلاحين إلى أن الحقن بالآمونيا،يعطي نتائج أفضل من السماد،تؤدى إلى زيادة إنتاجية الأرض،إلى جانب قتل الفطريات في جوف التربة كما يقاوم النيماتودا،ومن فوائد الحقن بالآمونيا أيضا،أنه يوفر جهدا كبيرا للفلاح، لأن عملية التسميد وتوزيع السماد،تتطلب مجهودا  كبيرا،حيث يقوم الفلاح أو المزارع بتوزيع السماد بيده،علاوة علي أن توزيع السماد باليد،يكون بطريقة غير متساوية على سطح التربة،كما أن رش السماد على سطح الأرض،يؤدى إلى تكثيف السماد بمكان واحد عند الرى،وبالتالى لا تستفيد منه كل النباتات كما يجب.

s420142320622
الأسمدة الكيماوية تؤدى إلى زيادة الإنتاجية

 

برامج إرشادية لتقليل الفاقد

وأضاف أبوصدام:أن الآمونيا بها أعلى نسبة نيتروجين،حيث تحتوى على 82% من هذه المادة، وأوضح أبوصدام أن عملية توزيعها بالحقل،تتم عن طريق ملأه بالمياه،لمدة 4 أيام قبل الزراعة مباشرة، وبعد ذلك يتم حقن الآمونيا المضغوطة بالخزان عند 25 بار بالأرض حسب نوع المحصول،وأكد أبوصدام  أن الحقن بالآمونيا يرفع الإنتاجية،وطالب بتكثيف  برامج التوعية للمزارعين،حول كيفية طُرق الرى والتسميد لزيادة الإنتاج،وعمل برامج إرشادية لتقليل الفاقد،سواء كان أثناء حصاد أو جني المحاصيل أو في مراحل النقل والتخزين،وكيفية مواجهة الأمراض والآفات التى تهدد إنتاجية المحاصيل،وأشار الحاج حسين إلى أن  وزارة الزراعة،تقوم بجهد متواضع في هذا الشأن،وخاصة مركز البحوث الزراعية ،والحملات التي تضم العديد من اللجان،منها بحوث القمح وأمراض النبات وإنتاج وفحص التقاوى، والمعمل المركزى للحشائش،والتي تقوم بالتوعية والإرشاد من خلال  الندوات والدروس العلمية والعملية،والتي يحضرها الكثير من المزارعين وطلاب المدارس الثانوية الزراعية،والتي تعمل على التوسع فى نشر الحقن بالآمونيا والتسوية بالليزر والزراعة على مصاطب،خاصة فى محصول القمح ،للتغلب على نقص الأسمدة الآزوتية وقلّة الأيدى العاملة،وتوفير مياه الرى وتقليل تكاليف الزراعة، مطالبا الوزارة بزيادة الجهد وتعميم الندوات لتصل إلي كل مزارعى مصر.

زراعات
زراعات

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق