في اليوم العالمى للمرأة.. سيدات حفرن أسماءهن من ذهب بداية من حتشبسوت حتى الآن

السبت، 09 مارس 2019 02:00 م
في اليوم العالمى للمرأة.. سيدات حفرن أسماءهن من ذهب بداية من حتشبسوت حتى الآن
اليوم العالمى للمرأة
نرمين ميشيل

تعد المرأة هى أهم ضلع من ضلوع الدولة المصرية، ولها تاريخ لا ينسى فى العديد من المجالات، بداية من الملكة حتشبسوت" التي تولت حكم مصر قرابة الـ22 عاما، إلى الآن.

نتحدث اليوم عن بعض السيدات اللاتى حفرن أسماؤهن من ذهب فى التاريخ مثل: "هدى شعراوي"، و"ملك حفني ناصف"، و"سميرة موسى"، اللاواتي حققن إنجازات عظيمة على المستوى العلمي والسياسي.

download

هدى شعراوى

1- المصريات في النشاط النسائي، خاصة في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، حيث بدأت هدى شعراوى نشاطها أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت مجلة "الإجيبسيان"، والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.

وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي، السياسي الملحوظ في ثورة 1919، وعلاقته بسعد زغلول، أثرا كبيرا على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات النساء عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات"، وقامت بالإشراف عليها.

حضرت "شعراوي"، أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923م، وكان معها نبوية موسى، وسيزا نبراوي، وحينما عادت من المؤتمر كونت الاتحاد النسائي المصري سنة 1927، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947، كما كانت عضوا مؤسسا في "الاتحاد النسائي العربي"، وصارت رئيسته في العام 1935، وبعد عشرين عاماً من تكوين هذا الاتحاد قامت بعقد ما سمي بالمؤتمر النسائي العربي سنة 1944م.

وحازت "شعراوي" في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة في العهد الملكي، وأطلق اسمها على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر في حينها.

وتوفيت "شعراوي" بالسكتة القلبية، وهي جالسة تكتب بياناً في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفاً واحداً في قضية فلسطين، بعد صدور قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947.

download (1)

 

2- صفية زغلول

ولدت صفية مصطفى فهمي، أو "صفية زغلول" كما كان لقبها نسبة لزوجها سعد زغلول في ديسمبر 1878، لأب يعد من أوائل رؤساء وزراء مصر، ولقبت باسم "صفية زغلول" نسبة إلي اسم زوجها سعد زغلول، كما لقبت بـ"أم المصريين" إثر مشاركتها في المظاهرات النسائية إبان ثورة 1919.

كان لصفية زغلول، دورا بارزا في الحياة السياسية المصرية، حيث ساهمت بشكل فعال في تحرير المرأة المصرية، ووقفت "زغلول" بمشاركة زوجها في مواجهة الاحتلال، من أجل هذا الشعب، حتى أصبح بيتها هو "بيت الأمة" لكل المصريين، حيث بدأت مع زوجها رحلة كفاح ونضال وحياة غير تقليدية، وكانت تؤمن بقضيته، وكان عطائها زاخرا من أجل قضية الوطن العربي والمصري.

حملت "زغلول" لواء ثورة 1919، مع زوجها، وخرجت على رأس المظاهرات النسائية، من أجل المطالبة بالاستقلال حتى تم نفي زوجها إلى جزيرة "سيشل"، ووقفت إلى جانب زوجها في محنته.

وكانت "زغلول" أول زوجة لزعيم سياسي عربي تظهر معه في المحافل العامة والصور دون نقاب، وذلك في عام 1921، عندما خلعت النقاب لحظة وصولها مع زوجها إلى الإسكندرية.

وعقب وفاة سعد زغلول، عاشت زوجته "صفية" عشرين عامًا لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل صدقي" وجه لها إنذاراً بأن تتوقف عن العمل السياسي، ولكن لم يحدث ذلك حتى لحقت بزوجها.

7827927201458816478
 
3- ملك حفني ناصف

ملك حفني ناصف، ناشطة وأديبة مصرية ولدت في ديسمبر 1886، بمدينة القاهرة، وهي ابنة الشاعر المصري حفني ناصف القاضي، أحد المشاركين في تأسيس الجامعة المصرية، اتخذت اسم باحثة البادية اشتقاقاً من بادية الفيوم التي تأثرت بها.

اعتبرت "ناصف" أول امرأة جاهرت بدعوة لتحرير المرأة المصرية، والمساواة بينها وبين الرجل، كما اعتبرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية العام 1900، كما حصلت على شهادة في التعليم العالي لاحقا.

عرفت "ناصف" بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى، وهذا ما ساعدها في عملها.

كما أسست "ناصف" عددًا من الجمعيات للنهوض بالمرأة، كجمعية "التمريض" على غرار "الصليب الأحمر"؛ لإرسال الأدوية والأغطية والأغذية والملابس إلى الجهات المنكوبة بمصر والبلاد الشقيقة، فأرسلت إلى المجاهدين في ليبيا ضد الاحتلال الإيطالي بعض ما يحتاجونه، وأنشأت مدرسة لتعليم السيدات التمريض، على حسابها، وجعلت منزلها في القاهرة مقرًا للجمعية، وأزمعت إنشاء مشغل للفتيات وملجأ للفقيرات، وقررت أن توقف له خمسة وثلاثين فدانا على هذا المشروع لكن موتها اغتال هذا المشروع النبيل.

3- سميرة موسى

سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية، ولقبت باسم "مس كوري الشرق"، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة القاهرة، ولدت فى 3 مارس 1917 بمحافظة الغربية.

حصدت "موسي" الجوائز الأولي في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولي علي شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل حتى تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.

حصلت "موسى" علي بكالوريوس العلوم، وكانت الأولي علي دفعتها وعينت كمعيدة بكلية العلوم وذلك بفضل جهود الدكتور مصطفي مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب.

حصلت علي شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت علي الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها علي المواد المختلفة.

أسست "موسي" هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948، وحرصت علي إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي.

نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم.

822

 

4- مفيدة عبد الرحمن (1914-2002) أول محامية 

مفيدة عبد الرحمن، هى أول محامية ناجحة إلى جانب كونها ناشطة وعضوة فى عدة منظمات ونائبة فى البرلمان لأكثر من 17 عاما، والمدهش أنها كانت فى الوقت نفسه زوجة وأماً لتسعة أبناء.

كانت «مفيدة» من أولى خريجات جامعة فؤاد الأول، وأول من تخرج منهن فى كلية الحقوق بعد أن شجعها زوجها على الالتحاق بها عام 1933، وكانت حينئذ أماً لخمسة أبناء.

كانت القضية الأولى التى ترافعت فيها مفيدة عبد الرحمن هى قضية قتل خطأ، عندما نجحت فى اقناع رئيسها فى العمل بقدرتها على تولى القضية، فأعطاها الفرصة، وكسبت مفيدة القضية وذاع صيتها كمحامية بارعة، فأسست مكتبا للمحاماة خاص بها بعد عدة سنوات.


من أهم القضايا التى ترافعت فيها مفيدة عبد الرحمن قضية الناشطة السياسية درية شفيق، والتى واجهت تهمة اقتحام البرلمان المصرى أثناء انعقاده مع 1500 سيدة أخرى، لعرض قائمة بمطالبهن، وكان فى مصر وقتها عدد لا بأس به من المحاميات، إلا أن مفيدة عبد الرحمن كانت أبرعهن، وقد نجحت بالاشتراك مع هيئة الدفاع الذين تطوعت للدفاع عن درية شفيق أن تحيل القضية للحفظ.

وقد تم إشراك مفيدة عبد الرحمن، كعضو مع اللجنة التى تولت إجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية فى الستينيات من القرن الماضى، وكان من مهام تلك اللجنة مراعاة تطور المجتمع المصرى ودخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها فى الحياة العامة. 

220px-روز_اليوسف

5- روز اليوسف (1898-1958) ناشرة 

ولدت «روز» فى لبنان، وعندما بلغت العاشرة من عمرها جاءت إلى مصر وعاشت فى الإسكندرية مع أسرة إسكندر فرج، صاحب الفرقة المسرحية، ومن هنا جاءت بداية علاقتها بالمسرح.

عملت «روز» كممثلة مسرحية فى فرقة عزيز عيد، ثم فرقة عكاشة، وأخيراً فى فرقة رمسيس، حيث نجحت فى أن تصنع لنفسها اسماً وشهرة، وفى عام 1925 اعتزلت التمثيل وتقدمت بطلب ترخيص لإنشاء دار نشر، ونجحت بمواردها المحدودة ومساندة أصدقائها فى الوسط الفنى أن تنشىء مجلة وصفتها ابنتها آمال طليمات، بأنها مجلة "بدون مكتب، ولا رواتب، ولا لحظة راحة"، وكانت تلك هى بداية مشوارها فى عالم الصحافة والنشر الذى خلد اسمها.

أسست روز مجلة حملت اسمها "روز اليوسف" بدأت كمجلة أدبية ثقافية، ثم تحولت إلى مجلة ذات طابع سياسى، ودفعت «روز» ثمن اقتحام مجلتها عالم السياسة، خاصة أثناء فترات الاضطرابات السياسية فى مصر، فقد سُحبت رخصة المجلة منها، فاضطرت لإصدارها تحت اسم جديد مؤقتاً، لتستمر فى نشر المقالات النارية ضد الاتحتلال الإنجليزى التى أثارت الحكومة، وتعرضت للاعتقال أكثر من مرة.

عاشت روز اليوسف أكثر من قصة حب، وقد تزوجت محمد عبد القدوس، المهندس الذى عشق التمثيل وعمل به، وأنجبت منه إحسان، الذى أصبح أحد أشهر الروائيين المصريين، ثم تزوجت زكى طليمات، وكلا الزيجتين لم يكتب لهما الاستمرار طويلاً

ومازالت دار النشرالعريقة التى أنشأتها والمجلة الرئيسية التى تصدر عنها ملء السمع والبصر حتى اليوم، ومازالتا تحملان اسم روز اليوسف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق