يصل إلى 30%..

فاقد المنتجات والمحاصيل يربك الأسعار ويزيد خسائر المزارعين

الأحد، 10 مارس 2019 05:00 م
فاقد المنتجات والمحاصيل يربك الأسعار ويزيد خسائر المزارعين
الدكتور عز الدين أبو ستيت- وزير الزراعة
كتب- محمد أبو النور

 
يمثل الهدر أو الفاقد الزراعي للمحاصيل، خلال مراحل الحصاد أو الجمع أو الجني، ثم النقل والتعبئة والتسويق أو التوريد، أزمة ومشكلة للمحاصيل والإنتاجية الزراعية، إذ يستنزف منها كميات كبيرة، تقدرها الدراسات الاقتصادية الزراعية بحوالي 30% ببعض المحاصيل، بينما تراها دراسات أخرى أكثر من ذلك بكثير، وتختلف نسبة الفاقد أو الهدر باختلاف المحاصيل، فالحاصلات البستانية بها نسبة فاقد غير الحبوب، وهما يختلفان عن القطن، وقد قطعت الحكومة شوطا كبيرا في الحد من الفاقد أو الهدر الزراعي، بأكثر من وسيلة وطريقة وأسلوب، حتى نستفيد كمستهلكين من هذا الفاقد. 
 
دراسات الفاقد الزراعي
 
تزخر الوزارات والجامعات والمعاهد ومراكز البحوث، بعشرات من التقارير والدراسات والإحصائيات ورسائل الماجستير والدكتوراه، التي ترصد الفاقد الزراعي في كافة مراحل المنظومة الزراعية، وقد قدّرت إحدى الدراسات الفاقد الزراعي السنوي، بحوالي 5 مليارات جنيه، على الرغم من أننا في أشد الحاجة لكل حبة قمح أو جرام من الخضروات أو الفاكهة.
 
وحسب رأي خبراء الزراعة، تتراوح نسبة الفاقد في المحاصيل البستانية، من الخضر والفاكهة ما بين 20 إلى 30 % سنويا بسبب عمليات تداول المحصول من نقل وتخزين وأحوال جوية متقلبة، تشمل الصقيع ودرجة الحرارة والرطوبة، وأساليب التعبئة والتغليف السيئة، إذ تؤدي هذه العوامل إلى آثار سلبية على الاقتصاد القومي.
 
19445648-0ca7-4bfc-812b-3fa552bca9d8
ندوة تقليل الفاقد
 
وهو الأمر الذي يدفع الوسطاء من شركات تسويق وتجار جملة وتجزئة إلى تعويض خسائرهم الناتجة عن ارتفاع نسب الفاقد والهدر في المحاصيل الزراعية، بانخفاض في حجم وأوزان المحاصيل الزراعية أثناء عمليات التداول الكثيرة عن طريق وسائل النقل، والتخزين غير الصحي والتعبئة غير الجيدة على حساب المستهلك، حيث يتم التعويض في صورة ارتفاع أسعار على حساب المستهلك.
 
وطبقا لرأي خبراء الزراعة، تصل نسبة الفاقد في محصول الفاصوليا الخضراء إلى ما يقرب من 17% والخيار إلى 18%، ويقدر الفاقد بحوالي 25% في الطماطم والقمح، بينما يبلغ الفاقد في محصول الفلفل 13% والبصل 10% والبرتقال 9 % والتفاح 17 %، و7% نسبة الفاقد في إنتاج الموز والعنب و12% في محصول المانجو.
 
الزراعة و«الفاو» وتقليل الفاقد
 
من أجل تقليل الفاقد والهدر في الحاصلات الزراعية، كانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قد أطلقت ورشة العمل الافتتاحية لوحدة متابعة وتقييم الفاقد والهدر في المنتجات الزراعية، التي نظمها معهد بحوث الاقتصاد الزراعي التابع لمركز البحوث الزراعية. 
 
وقالت الدكتورة شيرين عاصم، وكيل معهد البحوث الزراعية لشئون البحوث، إن هناك معدلات مرتفعة من الفاقد في المنتجات الزراعية، خاصة بين صغار المنتجين الذين يسيطرون على أنظمة العرض التقليدية، وأن العمل على خفض هذا الفاقد، يأتي على رأس أولويات وزارة الزراعة في المرحلة الحالية، ولذلك تم إنشاء وحدة متابعة وتقييم الفاقد والهدر في المنتجات الزراعية، بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو».
 
الإرشاد-الزراعى-بالغربية-e1475004745529
الفاقد في القطن
 
وأوضحت الدكتورة شيرين عاصم، أن استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030، أشارت إلى أن نسب الفاقد قد تتجاوز 30% في الخضر والفاكهة وحوالي 20% من البقول الدرنات، ونحو 10% بالنسبة للحبوب إلى جانب أن هناك فاقد آخر نوعي يربك الأسعار وتزداد معه خسائر المزارعين، لافتة إلى أن الإجمالي يشكل نسبة تتراوح مابين 10 إلى 15% من الدخل الزراعي.

الفاقد في القمح
 
وأكدت الدكتورة شيرين أن مبادرة إنشاء وحدة متابعة وتقييم الفاقد والهدر في المنتجات الزراعية، بموجب القرار الوزاري رقم 451 لسنة 2018، جاءت لتكون كيان يعمل علي تنسيق كافة الجهود، التي تعمل علي تقليل الفاقد بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، حيث أصبح الحد من الفاقد يمثل تحدياً رئيسيا للتنمية الزراعية المستدامة، وهو الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود للحد من هذه الخسائر.
 
من ناحيته، قال الدكتور حسين جادين، ممثل الفاو في مصر، إن إنشاء الوحدة يعد إحدى ثمار جهود منظمة الفاو في مصر، بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، من أجل العمل على تقليل الفاقد والهدر في الغذاء بشكل عام.
 
94cc40e2-8a24-48c5-b441-43c91bfb3b02
خطوة على طريق تقليل الفاقد
 
ولفت إلى أنه تم في أكتوبر 2015 إطلاق مشروع تقليل الفاقد والهدر في الغذاء، وتطوير سلسلة القيمة بضمان الأمن الغذائي في مصر، وبتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي بين جهود ومشاريع أخري لتقليل الفاقد والهدر في الغذاء، خاصة في القمح والثروة السمكية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق