زوجة وأم وجيران.. قصة من قلب الواقع عندما تعطل فيسبوك

الخميس، 14 مارس 2019 05:00 م
زوجة وأم وجيران.. قصة من قلب الواقع عندما تعطل فيسبوك
أرشيفية
ولاء عكاشة

عشقها للفيس بوك ليس له حدود، تغمرها سعادة كبيرة حين تغوص في أعماق هذا الفضاء الإلكتروني، ربما يكون الحل الوحيد للهروب من حياتها الزوجية، حتى أصبحت «ليلى»، الزوجة والأم لثلاثة أطفال، واحدة من مدمني مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفعها ذات مرة للذهاب لطبيب نفسي، لعلها تجد عنده علاج فعال لهذا النوع من الأدمان، الذي لا يقل خطرا عن المواد المخدرة، لاسيما وأن الزوج المهدور حقوقه الزوجية، كان دائم الشجار معها بسبب إهمالها بيتها وأطفالها، في مقابل تعلقها الشديد بهذه المواقع، حيث أعتاد الجيران في كل ليلة سماع نقاش الزوجين الحاد، بسبب هذه المشكلة، وكانت جميع محاولات الزوج المتكررة، تبوء بالفشل في كل مره، فتعلق الزوجة بـ«الفيس بوك»، يزداد يوما بعد يوم.
 
وجاء تعطل خدمات «فيس بوك» عن العمل، ليعيد إلى الدفء والحنان إلى ذلك البيت مرة أخرى، بعدما خيمت السكينة والهدوء عليه في مشهد لم يعتاده، أهله و جيرانه، كما تعطلت حسابات أخرى كـ«واتس آب»، لتجد «ليلى» نفسها وحيدة، تراجع نفسها في الخطأ التي كانت ترتكبه في حق أسرتها، ففي هذه اليلة تجمعت الأسرة المكونة من خمس أفراد، على مأدبة طعام واحدة، يتثامرون في حكايات شتى، لتلمس الزوجة وقتها مدى جمال الدفء الأسري بعيدا عن مواقع التواصل الأجتماعي، التي جعلت كل فرد في عالم خاص منعزل عن البقية، ومن وقتها قررت البعد عن استخدامها على النحو التي كانت تنتهجه.
 
 «صوت الأمة» أجرى استطلاع رأي عبر الـ«فيس بوك»، من خلال سؤال عن مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، على العلاقات الأجتماعية هذه الفترة، بالتزامن مع وقوع عطل في الـ«فيس بوك»، على إثره أُغلقت حسابات البعض.
 
وتباينت ردود الأفعال على السؤال مابين مؤيد لتجربة «ليلى» التي تقر بأن الـ«فيس بوك» دمر العلاقات الاجتماعية، وآخرين يروا أننا أصبحنا في زمن لا يمكننا فيه مطلقا الاستغناء عن تلك المواقع.
 
تقول صفاء حسين، ربة منزل، إن الـ«فيس بوك» عمل على وجود حالة من العزلة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، كما أنه أصبح منصة لنشر الشائعات المعرضة، مؤكدة أنه إذا توقف الفيس بوك وامتنع البعض عن استخدامه ستنتشر حالة من الدفء الأسري والمحبة بين الناس كما كان في السابق قبل ظهور هذه المواقع.
 
بينما يرى أحمد الفقي، الطالب بكلية الهندسة، أن دراستة ومشروعاته متعلقة بـ«الفيس بوك» فلا يمكن الاستغناء عنه، ومن ناحية أخرى فهو يجد في مواقع التواصل الاجتماعي، الصديق الحميم والمقرب لأي شخص يعاني من العزلة والتهميش في المجتمع، قائلا: «أنا حياتي متعلقة بالفيس بوك جدا».
 
وكان هناك نصيب من التعليقات الساخرة، على توقف الـ«فيس بوك»، عند البعض، فقال أحدهم إنه استمتع جدا بالمنشورات التي كانت تسخر من هذا العطل، وآخرين أبدوا إعجابهم من حدوث هذا العطل، حيث كان يعتقد الكثير منهم أن توقف الموقع على هواتفهم قد يكون بسبب أنتهاء باقة النت الشهرية .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق