«التعليم» إصلاح وتهذيب.. مدارس تتحول لسلخانات ضرب وتعذيب

السبت، 16 مارس 2019 07:00 م
«التعليم» إصلاح وتهذيب.. مدارس تتحول لسلخانات ضرب وتعذيب
ضرب فى المدارس
ريهام عاطف و سلمى إسماعيل


خلف الزناتي: ثقافة المجتمع تغيرت بعد الثورات وأفسدت مفاهيم الحرية والديمقراطية 

الدكتورة سوسن فايد: شعور المعلم بالانكسار أمام تلاميذه بسبب الدروس الخصوصية جعله يتصرف بعنف
 
«يا عم حمزة حلمك علينا احنا التلامذة وبكرة لينا.. لو العلام بالشكل ده دماغنا هيضيع مش كده.. ونبقى جيل متعصبين ومكلكعين ومحتاريين بين ده وده.. ينجدنا مين يلحقنا مين لو حالنا كان بالشكل ده».. كلمات أغنية شهيرة قدمها الفنان محمد فؤاد تحكى حالة التردى التى وصل إليها التعليم فى مصر فى ظل الاعتداءات المستمرة التى يتعرض لها طلاب المدارس على يد المدرسين الذين حولوا الفصول إلى سلخانات للتعذيب، وهو ما كشفته وسائل التواصل الاجتماعى خلال الأيام القليلة الماضية والتى فضحت قيام بعض المدرسين بالاعتداء بالضرب على التلاميذ داخل الفصول.
 
ولعل واقعة طالب المدرسة الثانوية الصناعية بمنطقة أبيس الرابعة شرقى الإسكندرية والتى انتشرت فيديوهاتها على مواقع الفيس بوك والذى تم الاعتداء عليه من جانب أشرف عطية، مُدرس مادة التبريد النظرى بالمدرسة، هى ما أشعلت ملف الضرب فى المدارس، حيث يظهر المدرس وهو يضرب طالبا بالصف الول الثانوى بالعصا على جسده، واكتفى التلميذ بالصراخ باكيًا وقائلا: «ما خلاص يا أستاذ» ليبرر المدرس الخمسينى الواقعة قائلًا: «إحنا بنتعامل مع بلطجية أضاعوا هيبة المعلم، ولا يصح أن يعتقد الطالب بأنه أشترى المعلم بسبب الدروس الخصوصية، ده غير إن الطلاب فى مرحلة الثانوية يقفون على باب المدرسة وينتظرون خروجى لنفخ هواء السجائر فى وجهى، وعندما توجهت بالشكوى للمدير، قال لى: «ما دام الطالب خارج المدرسة ما لناش حكم عليه». 
 
وأكد المدرس المعتدى فى تبريره لواقعة الضرب أن المدرس أصبح لا يملك سلطة على أى طالب، «أنا أفضل لى اشتعل زبال عن المهنة دى»، ليتم التحقيق مع المعلم، وقد واجهت مديرية التعليم الواقعة بأن العقوبة بحق الطالب تنص على فصله لمدة تتراوح من ثلاثة أيام إلى 15 يوماً، كما تدرس المديرية نقل الطالب من المدرسة بشكل نهائى حال إدانته من جانب الشئون القانونية، وثبوت خطئه فى حق معلمه.
 
ضرب فى المدارس (2)
 
وقائع التعذيب التى رصدتها مواقع التواصل الاجتماعى كثيرة منها مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لمدرسة قامت بتجريد طالب من ملابسه ومده على قدميه بمنتهى القسوة والعنف وسط صراخه بحجة عدم حل الواجب .
 
وفى مدرسة المستقبل الثانوية المشتركة بالإسماعيلية صفع أحد المدرسين طالبا على وجهه وأهانه وسحله داخل الفصل، حيث كان السبب غريبا وهو أن « المدرس مش لاقى القلم بتاعه»، كما قام أحد المعلمين بمدرسة كفر غطاطى بالجيزة بالتعدى بطريقة وحشية على طالب بالعصا، وفى المعهد الأزهرى بقرية بنهاى التابعة لمركز الباجور بالمنوفية تعدى معلم بالضرب على طالب حتى أصابه بثقب فى الأذن اليمنى، وأوضح والد الطالب المعتدى عليه، آنذاك، أن نجله تعرض للإغماء عقب قيام المدرس بضربه، لكنه لم يتركه واستكمل الضرب قائلًا: «قوم أنت هتستعبط؟!». 
 
«الطالب أصبح له اليد العليا فى العملية التعليمية، فضلًا عن الدروس الخصوصية التى أعدمت ثقة المعلم بنفسه».. بهذه الكلمات فسرت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الجنائية أسباب اعتداء المعلمين على الطلاب، مستكملة حديثها قائلة: «إن الدروس الخصوصية أسقطت هيبة المعلم، وبدأ الطالب يشعر أن المدرس مأجور، وأنهم يشغلون المعلمين بأموالهم».
 
وأكدت سوسن فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن المعلم بدأ يشعر بالانكسار أمام طلابه لأنه بحاجة إلى الماديات التى لا توفرها له الوزارة، الأمر الذى يترتب عليه انعدام ثقة المدرس بنفسه.
 
فى سياق متصل قال خلف الزناتى نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، لـ«صوت الأمة» أن النقابة لديها محام فى كل نقابة فرعية بالمحافظات، خاصة مع انتشار هذه الظاهرة فى الآونة الأخيرة، ولعل السبب فى ذلك يعود لثقافة المجتمع التى تغيرت بعد الثورات والتى أفسدت مفاهيم الحرية والديمقراطية لدى أبناء الشعب المصرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق