حديقة ونافورة الأزبكية تحكيان قصص وحكايات الزمن الجميل

الأحد، 17 مارس 2019 10:00 ص
حديقة ونافورة الأزبكية تحكيان قصص وحكايات الزمن الجميل
حديقة ونافورة الأزبكية
زينب وهبة وتصوير عمرو مصطفى


- خراب «الأزبكية» جاء عقب الاحتلال الفرنسي وحديقة قصر الألفي شهدت مقتل «كليبر» القائد الثاني للحملة

- الخديو إسماعيل أراد القاهرة عاصمة تضاهي باريس وحديقة على نمط حدائق لوكسمبورج 
 
حديقة الأزبكية الكائنة بمنطقة العتبة بقلب القاهرة، لم تنل حظها من الرعاية والاهتمام، وأهملت على مدى تاريخها الطويل منذ عهد الناصر محمد قلاوون، وكانت محاطة بمساحة من البساتين الخضراء المثمرة وغير المثمرة تضفى عليها الكثير من الجمال، لتدخل حيز اهتمام الدولة بوصفها أثرا تاريخيا، كما أنها أصبحت فيما بعد منطقة مفضلة لسكنى الطبقة الأرستقراطية من الشيوخ وكبار التجار. 
 
فى زيارة لحديقة الأزبكية التقت «صوت الأمة» مع مدير منطقة آثار العتبة، والذى استعرض الجانب التاريخى لكل من حديقة الأزبكية ونافورة الأزبكية وجهود الدولة فى الحفاظ على هذا التراث.
 
فى البداية قال كريم أحمد حماد مدير منطقة آثار العتبة، إن تاريخ حديقة الأزبكية يرجع إلى القرون الأولى للإسلام، حيث كانت أرضا زراعية تغمرها مياه النيل أثناء الفيضان، وكان ينتج عن هذا بركة مياه لا تجف لفترة طويلة من العام، مشيرا إلى أنها كانت محاطة بالبساتين، وكانت تضم ثمارا وأشجارا متناثرة مثل السنط وغيرها، إلا أنها أهملت فى عهد الناصر محمد بن قلاوون، ليأتى الأمير سيف الدين أزبك من “ططخ” الأتابكى قائد جيوش السلطان قايتباى 872 هـ-901 هـ  إلى هذه المنطقة، فأزال التلال التى كانت بها وحفر بركتها وأجرى بها الماء من الخليج الناصرى وأنفق على ذلك ما يقرب من 200 ألف دينار وأنشأ الأزبكية عام 880 هـ.
 
يشار إلى أن سيف الدين أزبك من ططخ الظاهرى، وأزبك هو اسمه أما «ططخ» فهو التاجر الذى جلبه صغيرًا إلى مصر ليباع مملوكًا، و«مِن» هى نسبة اعتاد المماليك استخدامها فينسبون بعضهم للتاجر «الجلَّاب»، أما «سيف الدين» فهو لقبه الأول، حيث اعتاد رجال السيف والقلم فى دولة المماليك حمل ألقاب مضافة للدين بعضها ذو صفة مدنية مثل، جلال الدين، تقى الدين، جمال الدين، كريم الدين؛ بينما حمل العسكريون ألقابًا ذات صلة بالبأس والقوة مثل، سيف الدين، ركن الدين، عزالدين.. إلخ.
 
عمرو مصطفى   (2)
 
واستكمل حماد، أن العمران  بعد ذلك انتشر بالأزبكية  وأخذ الناس يبنون الدور والقصور حول البركة، وأنشأ الأمير أزبك قصره ومسجده الجامع وبنى حوله الرباع والحمامات، وظل الأمير أزبك بقصره حتى توفى وصار اسمه يطلق على الأزبكية حتى يومنا هذا.
 
وأوضح حماد أنه فى العصر العثمانى أنشأ محمد بك الألفى قصره الفاخر، وكان يحيط به حديقة كبيرة وقد شهدت حديقة هذا القصر مقتل «كليبر» القائد الثانى للحملة الفرنسية حيث ترصد له سليمان الحلبى فى حديقة هذا القصر.
 
وأشار حماد إلى أن الأزبكية ظلت منطقة مفضلة لسكنى الطبقة الأرستقراطية من الشيوخ وكبار التجار مثل أسرة الشرايبى، وكان خراب الأزبكية عقب الاحتلال الفرنسى وترك الناس قصورهم ودورهم لجنود الحملة الفرنسية. وفى عهد محمد على باشا، أسند إلى برهان بيك رئيس الأشغال العامة مهمة تحويل الأزبكية إلى بستان عام، وأحاطه بسد للحماية من أخطار الفيضان.
 
وفى عهد الخديو إسماعيل أسند إلى المهندس الفرنسى «باريك بك» لإعمار المنطقة وتطوير حديقة الأزبكية وغرس بها الأشجار النادرة من جميع أنحاء العالم وبلغت مساحة الحديقة حوالى 20 فدانا، وأحيطت بسور مرتفع وفتحت بها أربعة أبواب، حيث أراد الخديو إسماعيل أن تكون هذه الحديقة على نمط حدائق باريس، وقد تم إنشاء شوارع جديدة مثل شارع محمد على وشارع الموسكى.
 
وعن نافورة الأزبكية قال كريم حماد، إنها شيدت فى عهد الخديو إسماعيل سنة 1280هـ-1863م، وقد تم جلبها من أحد القصور التى ترجع لعهد إسماعيل، وأعيد تركيبها فى هذا المكان وهى عبارة عن مبنى مستطيل بواجهة رخامية من ثلاثة اتجاهات، فيما عدا الواجهة الرئيسية فى الناحية الشمالية فهى تنقسم إلى خمس مناطق طولية، ويظهر بها براعة الفنان فى عمل الزخارف النباتية البارزة على الرخام وظهور التأثيرات العثمانية فى زخارف هذه النافورة، وكذلك وجود شعار “الهلال والثلاث نجوم” شعار الأسرة المالكة أو الحاكمة من أبناء محمد على باشا وأحفاده.
 
وأكد كريم حماد مدير منطقة آثار العتبة، أن نافورة الأزبكية تم تسجيلها فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار من وزير الثقافة برقم 210 لسنة 1986  وقد أحيطت هذه النافورة بسياج معدنى نظرا للأعمال الجارية بمحطة مترو أنفاق العتبة وذلك لحمايتها والحفاظ عليها لحين الانتهاء من المشروع.
 
وأشار حماد، إلى أن السور المحيط بالنافورة الأثرية تم بالتنسيق بين هيئة تفتيش وسط القاهرة متمثلا فى منطقة وسط العتبة والأوبرا مع جهاز مترو الأنفاق لإحاطة النافورة الأثرية بالكامل بسياج معدنى  للحفاظ عليها خاصة الجزء المتداخل مع الموقع الخاص بمترو الأنفاق، وهى خط العتبة – إمبابة، وذلك بعد الطلب منهم بعدم دخول أى معدات ثقيلة أو أى شىء يهدد سلامة مبنى النافورة الأثرى، وفى فترة لا حقة طلبت تعلية الأسوار  لمنع تسلل أى شخص لمكان النافورة الأثرية، موضحا أنه جار إعداد مشروع متكامل للنافورة الأثرية فى المرحلة المقبلة.
 
وأكد حماد أنه تم الاتفاق مع إدارة مترو الأنفاق لإحاطة جسم النافورة بالكامل بمشمع من البلاستيك لحماية النافورة من الأتربة المتصاعدة والناتجة عن أعمال الحفر الخاصة بمشروع مترو الأنفاق. وأضاف أنه يوجد فى حديقة الأزبكية «كشك الموسيقى» هو ما كانت تقيم أم كلثوم فيه حفلاتها، بالإضافة إلى غير ذلك من جلسات طربية من الموسيقى والعزف، كما توجد أيضا «قبة التاج» وليست مسجلة من قبل الآثار، ويقال إن الملك فاروق كان يجلس عندها.
 
وتضم الحديقة التى تقع على مساحة 20 فدانا أشجاراً نادرة منذ عهد الخديو إسماعيل، والذى اهتم بجلبها من مختلف أنحاء العالم، وتم اقتطاع مساحات كبيرة من الحديقة لافتتاح شوارع جديدة، مثل شارع الجمهورية، وشارع نجيب الريحانى، وشارع الموسكى وشارع محمد على وشارع 26 يوليو (قديما شارع فؤاد)، بهدف أن يجعل القاهرة عاصمة تضاهى باريس كعاصمة حديثة وجعل حديقة الأزبكية على نمط  حدائق لوكسمبورج فى باريس، وتبقى الحديقة الآن على مساحة بسيطة جدا من الـ 20 فدانا.
حديقة الازبكية (1)
حديقة الازبكية (1)

 

حديقة الازبكية (2)
حديقة الازبكية (2)

 

حديقة الازبكية (3)
حديقة الازبكية (3)

 

حديقة الازبكية (4)
حديقة الازبكية (4)

 

حديقة الازبكية (5)
حديقة الازبكية (5)

 

حديقة الازبكية (6)
حديقة الازبكية (6)

 

حديقة الازبكية (7)
حديقة الازبكية (7)

 

حديقة الازبكية (8)
حديقة الازبكية (8)

 

حديقة الازبكية (9)
حديقة الازبكية (9)

 

حديقة الازبكية (10)
حديقة الازبكية (10)

 

حديقة الازبكية (11)
حديقة الازبكية (11)

 

حديقة الازبكية (12)
حديقة الازبكية (12)

 

حديقة الازبكية (13)
حديقة الازبكية (13)

 

حديقة الازبكية (14)
حديقة الازبكية (14)

 

حديقة الازبكية (15)
حديقة الازبكية (15)

 

حديقة الازبكية (16)
حديقة الازبكية (16)

 

حديقة الازبكية (17)
حديقة الازبكية (17)

 

حديقة الازبكية (18)
حديقة الازبكية (18)

 

حديقة الازبكية (19)
حديقة الازبكية (19)

 

حديقة الازبكية (20)
حديقة الازبكية (20)

 

حديقة الازبكية (21)
حديقة الازبكية (21)

 

حديقة الازبكية (22)
حديقة الازبكية (22)

 

حديقة الازبكية (23)
حديقة الازبكية (23)

 

حديقة الازبكية (24)
حديقة الازبكية (24)

 

حديقة الازبكية (25)
حديقة الازبكية (25)

 

حديقة الازبكية (26)
حديقة الازبكية (26)

 

حديقة الازبكية (27)
حديقة الازبكية (27)

 

حديقة الازبكية (28)
حديقة الازبكية (28)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق