هل ينتصر الطمع الأمريكي.. كيف حاولت واشنطن إسقاط فنزويلا بسلاح الأكاذيب؟

الثلاثاء، 19 مارس 2019 04:00 ص
هل ينتصر الطمع الأمريكي.. كيف حاولت واشنطن إسقاط فنزويلا بسلاح الأكاذيب؟
ترامب

منذ نحو عامين قبل الآن، بدأت الأوضاع الاقتصادية في فنزويلا تشهد حالة من التردي، دفعت بـ«كاراكاس»، إلى الهاوية، وجعلت الأوضاع تشتعل في الدولة التابعة لأمريكة اللاتينية، التي كانت وما تزال مطمعا أمام أمريكا.
 
ويبدو أن الطمع الأمريكي، الذي زرع منذ قديم الأزل بدأ يؤتي ثماره، خاصة بعد أن تولى نيكولاس مادورو موروس، السياسي المخضرم، ووزير خارجية فنزويلا السابق، ورئيسها المطاح به على يد خوان جويدو. فتنبأ الأوضاع في فنزويلا بربيع أمريكا الجنوبية، على غرار الربيع العربي.

فقد قالت قناة «تيلى سور» الفنزويلية إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نشر العديد من الأكاذيب على نطاق واسع من قبل متحدثين عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك 5 أكاذيب فى حرب التضليل التى تشنها واشنطن ضد البلد الكاريبى. وأشارت القناة إلى أن أكاذيب ترامب انتشرت مرارا وتكرارا من قبل وسائل الإعلام الدولية، وتعتبر حقيقة واقعة بالنسبة لبعض قطاعات الرأى العام.

- من الذى أنهى المحادثات بين فنزويلا والولايات المتحدة؟ 
 
أعلنت فنزويلا تمزق العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اعتراف الحكومة الأمريكية بنائب الجمعية الوطنية فى ازدراء، خوان جوايدو، باعتباره الرئيس المسئول عن فنزويلا فى وقت لاحق، وتم تأكيد بداية المحادثات مع التمثيل الدبلوماسى الأمريكى. 
 
وأفاد وزير الخارجية الفنزويلى، خورخى أريزا، أن الحكومة الفنزويلية اختتمت محادثاتها مع الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق لإنشاء مكاتب المصالح، ومنحت 72 ساعة لمسئولين أمريكيين مازالوا فى البلاد، لمغادرة المنطقة.
 
- السبب الحقيقى لانقطاع التيار الكهربائى فى فنزويلا
 
تم انقطاع التيار الكهربائى فى فنزويلا لمدة 6 أيام على التوالى، واتهمت المعارضة الحكومة بأنها السبب بسبب نقص الصيانة والاستثمارات، فى حين أن الرئيس نيكولاس مادورو اتهم المعارضة بأنها وراء انقطاع التيار الكهربائى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وأكد نائب رئيس قطاع الاتصالات والسياحة والثقافة، خورخى رودريجيز ، أنه كان هجومًا إلكترونيًا على التحكم الآلى فى تنظيم أنظمة محطة سيمون بوليفار الكهرومائية، والمعروفة أيضًا باسم إلجورى. وحدد رودريجيز أن السيناتور الأمريكى كان متورطًا فى التخريب، من ولاية فلوريدا. 

- الوفيات فى المستشفيات بسبب انقطاع التيار الكهربائى
 
نفى نائب الرئيس رودريجيز حالات الوفاة المزعومة فى المستشفيات خلال انقطاع التيار الكهربائى الوطنى ، والناجمة عن التخريب فى نظام الكهرباء، تم نشر المعلومات الخاطئة على الشبكات الاجتماعية.
 
وأوضح رودريجيز أنه خلال فترة انقطاع التيار الكهربائى، تم وضع خطة للطوارئ للحفاظ على محطات توليد الطاقة فى جميع مستشفيات البلاد.

- هجوم على طاقم طيران أوروبا فى كاراكاس
 
فى يوم السبت الموافق 9 مارس، تم الإدعاء أن طاقم شركة الطيران الإسبانية إير أوروبا، كان ضحية هجوم مسلح فى المنطقة المجاورة، من فندق Hotel Eurobuilding بكاراكاس، وذلك من قبل مدير الفندق تيتشى مولينا.
 
وقال مولينا إنه فى الواقع كان هناك صدام بين مسؤولى الشرطة - وليس أمن يوروبيلدينج الخاص - وبعض المجرمين، خارج الفندق ، عندما كان طاقم طيران أوروبا في اللوبى يقومون بتسجيلهم.
 
وعلى حد تعبير السلطة التنفيذية ، لقد كان حدثًا منعزلاً، حيث حاول المجرمون الاستفادة من الوضع الناجم عن انقطاع التيار الكهربائى الذى تعانى منه البلاد ، وتم صدهم بنجاح من قبل قوات الأمن.

- من أحرق المساعدات الإنسانية على الحدود؟
 
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، بعد أسبوعين من الأحداث الفنزويلية، ما نشرته وسائل الإعلام من إحراق «المساعدات الإنسانية» المزعومة التى كانت تهدف إلى دخول فنزويلا من كولومبيا فى فبراير الماضى، والحقيقة وفقا للقناة الفنزويلية فإن تلك المساعدات تم حرقها من قبل المعارضة وتم تلفقيها للحكومة.
 
كان (جويدو)، أعلن نفسه رئيسا انتقاليا لفنزويلا، في (23 يناير 2019)، وتلقى دعما مباشرا بعد ذلك بساعات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليشعل إعلان (جويدو) فتيل أزمة في البلاد تجاوزت حدودها الجغرافية.
 
2019-01-26t210357z_1663130408_rc16a07a7130_rtrmadp_3_venezuela-politics
 
كما تسبب دعم «ترامب»، لـ«جويدو»، في إعادة النظر مرة أرخى في الأمر لدى شريحة كبيرة، وبدؤوا ينظرون للأمر، بخوف وترقب، خاصة وأن أمريكا تطمع في أن تسيطر على فنزويلا.. وربما كانت تلك المخاوف هي التي دفعت بالعديد للتظاهر، أملا في ألا تشهد الدولة التابعة لأمريكة الجنوبية ثورات، مماثلة للربيع العربي.
 
موقف ترامب والاتحاد الأوروبي
كان ترامب اعترف بـ«جويدو» رئيسا شرعيا للبلاد ورأى أنه الممثل الشرعي الوحيد للديمقراطية في فنزويلا واعتبر «مادورو» رئيسا غير شرعي، كما طالبت أمريكا بعقد جلسة لمجلس الأمن، (السبت)، من أجل الاعتراف بـ«جويدو» رئيس لفنزويلا.
 
1038541190
 
أما دول الاتحاد الأوروبي فقالت إنها تؤيد المعارضة الفنزويلية، ولوحت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، بالاعتراف بزعيم التجمع الوطني رئيسا لفنزويلا بحال عدم إجراء انتخابات نزيهة خلال (8) أيام.
 
وفي سياق متصل تلقى «جويدو» دعما من بعض الدول اللاتينية أيضا وعلى رأسها: «الأرجنتين والباراجواي والبرازيل والإكوادور وتشيلي»، بالإضافة إلى كندا وعدد من الدول أمريكا الوسطى.
 
مصير مادورو
كانت كل من: «روسيا، وتركيا، وإيران، والصين، وسوريا»، وقفت إلى جانب الحكومة، إذ أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لمادورو في اتصال هاتفي واعتبر التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لفنزويلا مخالفا للقوانين الدولية. 
 
وطالب «مادورو» بإيجاد حل سلمي للأزمة عبر الحوار، وبعد ذلك بيومين أبدت روسيا استعدادها لأن تكون «وسيطا» بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا. ومن جانبها استنكرت سوريا تدخل أمريكا في الشؤون الداخلية لفنزويلا وعبرت عن وقوفها إلى جانب «مادورو».
 
كما أعلن الجيش الفنزويلي وقوفه إلى جانب «مادورو»، ليعود «جويدو» ويوجه نداء للقوات المسلحة، (الجمعة)، يطالبها فيها بالوقوف إلى جانب «الشعب والدستور». وقال إن الجيش سيكون أمام اختبار هام في الأيام المقبلة.
 
الاحتمالات الممكنة
ربما السيناريوهات المتاحة في الأزمة الفنزويلية ليست كثيرة.. فمن المرجح أن يشتعل الوضع أكثر، خاصة في ظل تضارب المواقف، وظهور الوجه الأخر لأمريكة، والذي قد يبشر بعداء جديد بين أمريكا وروسيا ولكن تلك المرة على أرض فنزويلا.

السيناريو الأول:
تفاقم الأزمة، ورفض «جويدو»، العودة في موقفه وتمسكه بإعلان نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، وهو ما قد يتسبب في معادة بين الأطراف الداخلية في فنزويلا، وقد يتسبب في انقسام الجيش، ما بين مؤيد ومعارض لـ«مادورو».

السيناريو الثاني:
تطور التدخل في فنزويلا، إلى أن يتسبب الوضع في تواجد قوات من روسيا، والدول المؤيدة لـ«مادورو»، إضافة إلى قوات من أمريكا، من المؤيدين لـ«جويدو»، وهو ما قد يشعل فتيل الحرب الأهلية في فنزويلا، ويلبي رغبة أمريكا في السيطرة على فنزويلا.

السيناريو الثالث:
انسحاب «جويدو»، من المشهد مجددا وعودته إلى البرلمان الفنزويلي، منعا لاشعال فتيل الحرب الأهلية في فنزويلا، وانتظار الانتخابات المقبلة للدولة التابعة لأمريكة الجنوبية حتى يتم إقصاء «مادور» من قصر الرئاسة.
 
السيناريو الرابع:
رضوخ «مادور»، للحملة التي يقودها «جويدو»، حتى لا يشتعل فتيل الحرب في بلاده، ويتزايد حجم التدخل، والنجاة من ربيع أمريكا الجنوبية المرتقب.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق