بعد تهديدات وهمية..

لماذا يسعى أردوغان الآن إلى تسوية الأزمة مع قبرص؟

الجمعة، 22 مارس 2019 04:00 م
لماذا يسعى أردوغان الآن إلى تسوية الأزمة مع قبرص؟
شيريهان المنيري

تصريحات رسمية مفاجئة تحمل دلالات حول الموقف التركي الحرج خلال الأشهر الأخيرة، ومحاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه احتواء ما يواجه تركيا من أزمات اقتصادية وسياسية وبالأخص مع اقتراب الانتخابات البلدية المقررة في نهاية مارس الجاري.

وزير الخارجية التركي، مولود تشاوس أوغلو أعرب من خلال مؤتمر صحفي أمس الخميس مع نظيره اليوناني، جيورجيوس كاتروغالوس عن رغبة تركيا في حل قضية جزيرة قبرص يتوافق عليه الطرفان.

ولفت المسئول التركي أثناء المؤتمر الذي شهدته ولاية أنطاليا التركية إلى أن بلاده تريد مفاوضات جادة حول هذه القضية على أن تكون غير مفتوحة المدة.

تصريحات وزير الخارجية التركي
 

 

ربما تحمل هذه التصريحات تلويحًا بقليل من التنازل من قبل الجانب التركي سعيًا إلى تحقيق بعض المكاسب في ظل ما يعانيه الاقتصاد التركي وأيضًا فشل أنقرة في مجال التنقيب، وإدراكها أنها ستكون خارج لاعبين الغاز والنفط في المنطقة.

اقرأ أيضًا: «موتوا بغيظكم».. هل يثير الغاز المصري غضب تركيا وقطر؟

وأشارت بعض التقارير في فبراير الماضي إلى تزامن إطلاق تركيا واحدة من أكبر مناوراتها البحرية، والتي شملت البحر الأسود وإيجة والمتوسط، وحملتها الكبيرة للتنقيب عن الغاز والنفط في حوض شرق المتوسط، هذه المنطقة التي تشهد صراعًا قديمًا بين تركيا واليونان.

أيضًا تتوالى الاكتشافات في مجال الطاقة في منطقة «المتوسط»، والتي يتم الإعلان عنها سواء من الجانب القبرصي أو المصري أو غيرهما، وما تشهده هذه المنطقة من توافقات بين الدول المطلة عليها.

«منتدى غاز شرق المتوسط».. تم الإعلان عنه من قبل وزراء طاقة كُلًا من مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن، في يناير الماضي، بهدف تأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء في مواردها الطبيعية وفقًا لمبادئ القانون الدولي، بحسب «سي إن إن».

ويبدو أن تركيا أدركت أن هذا المنتدى سيعود بأثر إيجابي على الدول المشتركة به، والذي من المقرر أن يتخذ من القاهرة مقرًا له. فيما سيكون متاحًا لأية دولة أو منظمة إقليمية أو دولية الانضمام للمنتدى بصفة مراقبين، وأيضًا أي دولة تستفي الإجراءات المتوافق عليها من قبل الأعضاء يمكنها الانضمام لعضويته.

يذكر أن تركيا انتهجت العام الماضي سياسات تهديدية تجاه أي سفن تتجه لشرق المتوسط للتنقيب عن الغاز لصالح اليونان. هذا وحذرت مصر تركيا فيما سبق من الاقتراب من حقوقها الاقتصادية في «المتوسط» بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المُبرمة مع قبرص في عام 2013 وسط اعتراض تركي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق