بلفور وترامب وجهان لعملة واحدة.. كيف تجاهلا المجتمع الدولي في قضية الجولان وفلسطين؟

الأربعاء، 27 مارس 2019 09:00 ص
بلفور وترامب وجهان لعملة واحدة.. كيف تجاهلا المجتمع الدولي في قضية الجولان وفلسطين؟
ترامب ونتنياهو

لم تمر ساعات قليلة على تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تعهده بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إلا وخرج خلال مؤتمر صحفي ليعلن عن اتخاذه القرار وسط حضور رئيس وزراء إسرائيل بينيامين نتنياهو، مخالفًا بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية وقرار الأمم المتحدة الذي يعتبر الجولان أراضي محتلة، متحديًا بهذه الحماقة المجتمع الدولي.

ويأتي قرار ترامب مخالف لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 497 ، الذي اتخذ بالإجماع في 17 ديسمبر 1981، والذي دعا فيه إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان بحكم الأمر الواقع، واعتبار أن قرار إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها وإدارتها في مرتفعات الجولان السوري المحتلة لاغ وباطل وليس له أثر قانوني دولي.

وجاءت ردود أفعال المراقبون والسياسيون رافضة بشكل كبير لقرار الرئيس الأمريكي، معبرة عن استيائها من القرار الذي لا ليس لديه الحق في أن يمنح أي أرض تخص أي دولة أخرى لدولة ثالثة، واعتبار اي توابع لهذا القرار فاقدة للشرعية.

من جانبه قال فهد ديباجى، المحلل السياسى السعودى، إن توقيع الرئيس ترامب و الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية هو مخالفة فجة لكل قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، و انتهاك مباشر للقرارات الأممية ، وهو يتعارض مع القانون الدولي الذي لا تؤمن به إسرائيل ، واستهانة مرة أخرى بكافة الحقوق العربية، فالكل ينظر لهضبة الجولان على أنها أرض سورية عربية محتلة،ولا نرى ذلك إلا دعم لنتنياهو في الانتخابات.

وأضاف المحلل السياسى السعودى، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، أن هذا الاعتراف ما هو إلا نتيجة الضعف والانقسام العربي الذي هو الأصل نتيجة عمل دؤوب قامت به دول عربية معينة على مدى سنوات بالتوافق مع إيران و تركيا لخدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة.

فى هذا السياق أكد محمد حامد، الباحث فى شؤون العلاقات الدولية، بطلان قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ومخالفته لكل القوانين الشرعية والدولية التى تؤكد أن الجولان أرض محتلة منذ عام 1967، لافتا رغم قرارات مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة التي تخالف قرارات الرئيس الأمريكى، وتؤكد أن الجولان أرض محتلة وهى أرض سورية، إلا أن دونالد ترامب أراد أن يعطى خدمة لإسرائيل قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية فى عام 2020.

وأشار محمد حامد، إلى أن قرارات الرئيس الأمريكى تسعى لخدمة إسرائيل فى المنطقة، قائلًا: «ترامب يريد أن يعطى خدمة لنتنياهو قبل انتخابات إسرائيل الداخلية، إلا أنه قرار مرفوض وباطل ولن يعترف به العالم، بل إن دونالد ترامب يصر على أن يدخل فى مواجهة مع المجتمع الدولى».

بدورها قالت مريم الكعبى، الإعلامية الإماراتية، فى تغريدة لها عبر حسابها الشخصى على "تويتر": لا يمر يوم منذ اندلاع ثورات الخراب العربي إلا ويدفع كل وطن ابتلي بتلك الثورات ضريبة أسوأ وأكثر تكلفة وأغلى ثمن، وما زال حساب الدفع جارياً يستنزف مقدرات وحقوق .

وتابعت الإعلامية الإماراتية: من لا يملكون يمنحون من لا يستحقون، فحقوق العرب في كل مكان أصبحت مستباحة.

بدوره قال خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إن هذا التحرك جاء في ظل تراجع شعبية نتنياهو فى إسرائيل، والمنافسة التي يواجهها في الانتخابات، وملفات الفساد التي تلاحقه، مشيرًا أن الخطوة التي يتخذها ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان تأتي لكي تصب في مصلحة إنقاذ شعبية نتنياهو ، وهو مااعتبرته أحزاب إسرائيلية تدخلا من ترامب لصالح نتنياهو.

كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقع خلال مؤتمر صحفى مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مرسوما رئاسيا، يعترف بضم الجولان لسيطرة دولة الاحتلال الإسرائيلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق