مصر قبلة الحالمين بالغاز.. الاكتشافات الجديدة حققت الاكتفاء الذاتي وأنعشت الاستثمار

الإثنين، 01 أبريل 2019 01:00 م

حقل ظهر

باتت مصر تمتلك عدد من حقول الغاز الطبيعي بمنطقة البحر المتوسط، والتي يأتي على رأسها حقل ظهر العملاق، والذي يعد أكبر حقول الغاز بالبحر المتوسط بجانب حقل نورس، بالإضافة إلى مشروع تنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل وحقل آتول للغاز، والذى يقع بمنطقة شمال دمياط بالمياه العميقة بالبحر المتوسط.

كان لكل هذه الحقول دور كبير في تحويل الطاقة الانتاجية لمصر من الغاز من 3.8 مليار قدم مكعب إلى 6.6 مليار قدم مكعب غاز، بما يعني أن الاكتشافات البترولية على مدار الثلاثة أعوام الماضي ساهمت في تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز.

وكان عام 2017 هو عام الغاز بحق، فتحقق على مدار أشهره الاثنى عشر، العديد من الأرقام القياسية العالمية لقطاع البترول والغاز في مصر، بوضع مشروعات لتنمية اكتشافات الغاز، من أجل وصولها لنقطة الانتاج في عام واحد، وهو ما تم مع كل من حقول غرب الدلتا، ونورس وظهر واتول، باجمالي طاقة انتاجية تقدر بـ1.6 مليار قدم مكعب غاز.

حقل ظهر العملاق، الذي يعد أكبر حقول الغاز الطبيعى فى مصر ومنطقة البحر المتوسط، ويطلق عليه كثيرون حقل الأرقام القياسية نتيجة الإسراع بتنفيذه والإنتاج المبكر منه فى وقت قياسى منذ اكتشافه مقارنة بحقول مماثلة على مستوى العالم، يتواجد بمنطقة «ظهر» بالإسكندرية، ومحفور على عمق مياه 1450 متر، ليغطى مساحة مائية تصل إلى 100 كيلو متر مربع، على أن يخرج أول انتاج له في ديسمبر 2017، باجمالي استثمارات 44 مليار دولار، ومتوسط إنتاج مليار قدم مكعب يتزايد تدريجيا ليصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب يوميا في عام 2019، سيتم توجيهها كلها للسوق المحلي.

بدأ باكورة انتاجه فى منتصف ديسمبر الماضى وتم تنمية مراحل جديدة من الحقل ليتضاعف إنتاج حقل ظهر من الغاز أكثر من 6 مرات منذ افتتاح الرئيس السيسى باكورة إنتاجه فى يناير الماضى ليصل حالياً إلى أكثر من 3ر2 مليار قدم مكعب غاز يومياً، وجارى الإسراع باستكمال باقى مراحل المشروع الذى تصل إجمالى استثماراته إلى حوالى 12 مليار دولار وسيصل الحقل إلى ذروة الإنتاج فى عام 2019 والبالغ أكثر من 3 مليار قدم مكعب غاز يومياً.

أما حقل «سلامات١» شمال دمياط البحرية بالبحر المتوسط، والذي يحتل المرتبة الثانية بعد حقل ظهر، تقدر احتياطاته الأولية من الغاز بـ ٢.١ تريليون قدم مكعب غاز، ويأتي خلف «سلامات» حقل «آتول» بمنطقة شمال دمياط البحري، والذي يتراوح إنتاجه بين 300 مليون قدم مكعب و400 مليون قدم مكعب غاز، وتقدر احتياطاته بـ ١.٥ مليار قدم مكعب غاز .

أما حقل غاز نورس بدلتا النيل والذى يمثل ملحمة جديدة من نوعها حيث أعيد اكتشافه فى عام 2015 وعودة الحقل للحياة بعد توقفه عن الإنتاج ومن ثم الوصول بمعدلات انتاجه إلى حوالى2ر1 مليار قدم مكعب غاز يومياً ليحقق أعلى إنتاجية من الغاز الطبيعى فى تاريخ منطقة دلتا النيل والتى تنتج منذ خمسة عقود مع وجود إمكانية لزيادة الإنتاج فى ظل توافر التسهيلات الإنتاجية القادرة على استيعاب هذه الزيادة.

وكذلك بدأت حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل انتاجها المبكر من الغاز من حقلى نورس وليبدا فى مارس 2017 نتيجة برامج عمل ناجحة فى المشروع بين وزارة البترول والشركاء الأجانب، وتم بدء انتاج الغاز من المرحلة الثانية من المشروع من حقلى جيزة وفيوم فى فبراير 2019 والتى بدأت باكورة انتاجها بإجمالى معدلات انتاج 400 مليون قدم مكعب غاز يومياً تزداد تدريجياً لتصل إلى 700 مليون قدم مكعب غاز يومياُ فى شهر ابريل 2019، ويهدف تنمية حقل ريفين الذى يمثل المرحلة الثالثة إلى إنتاج 900 مليون قدم3 غاز/يوم وحوالى 22 ألف برميل متكثفات/يوم، ومن المخطط بدء الإنتاج من حقل ريفين قبل نهاية العام الحالى 2019.

يقع حقل آتول للغاز بمنطقة شمال دمياط بالمياه العميقة بالبحر المتوسط الذى تم تشغيله فى نهاية عام 2017 بمعدل إنتاج 350 مليون قدم مكعب غاز و9 آلاف برميل متكثفات يومياً من 3 آبار، وجارى العمل على زيادة إنتاج الغاز من حقل آتول من خلال تنمية البئر الرابع لزيادة الانتاج إلى 400 مليون قدم مكعب يومياً فى اكتوبر 2019.

ويوجد حقل «نيدوكو» الذي يقع بمنطقة خليج السويس، ويعد أيضا من الحقول التي تمثل قيمة مضافة كبيرة لاحتياطات مصر من الغاز الطبيعي، فيبلغ إنتاجه 300 مليون قدم مكعب غاز يوميا، بالإضافة إلى حقل شمال الإسكندرية، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا، وهو يمثل 25% من إنتاج مصر الحالي من الغاز الطبيعي حاليا.

ومما يجدر ذكره في هذا السياق، أن مصر سطرت في سبتمبر الماضي باباً من أبواب النهضة الحقيقية التي تحدث عنها الرئيس السيسي في بداية ولايته الأولى، باباً عنوانه «الاكتفاء الذاتي»، حيث أعلن وزير البترول المهندس طارق الملا اكتفاء مصر الذاتي من البترول، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام دول مثل الأردن وإسبانيا إلى التنافس في الحصول على الغاز المصري، والاستثمار في التنقيب بحقول البترول المصرية.

موضوعات متعلقة..