3 ضربات للعدالة والتنمية في 13 ساعة.. لم يعد للسيطرة الأردوغانية مكان

الثلاثاء، 02 أبريل 2019 11:00 ص
3 ضربات للعدالة والتنمية في 13 ساعة.. لم يعد للسيطرة الأردوغانية مكان
منة خالد

بعد أن أطلق الوعود هُنا وهُناك على مدار شهور ما قبل الإنتخابات المحلية، وبذل الكثير من الجهد من أجل الفوز ببلديات عموم تركيا، حتى أن رجب طيب أردوغان كان يقود بنفسه الحملات الانتخابية الخاصة بحزبه، إلى جانب الخطاب التخويفي، لم يخلُ من مؤامرات ومهاترات في حال عدم فوز حزبه بالأغلبية وخاصة بالمدن الكبرى.

ووصف السياسيون والمراقبون هذه الانتخابات التركية بأنها استفتاء على نظام أردوغان لأول مرة في تاريخ تركيا بعد تفرد أردوغان بالحكم عقدين من الزمان.

 

أردوغان يخسر المدن الكبرى

بات حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان أكثر الحاصدين للأصوات، لكن أكثر الخاسرين للمدن الكبرى في الوقت ذاته، خلال الانتخابات المحلية التي بدأت أول أمس الأحد، وتعكس نسبة الأصوات وعدد البلديات فوز العدالة والتنمية برئاسة العدد الأكبر من البلديات، غير أنه خسر كثيرا من بلديات المدن الكبرى الحساسة، بينها إسطنبول وأنقرة وإزمير لصالح منافسه حزب الشعب الجمهوري، وبعضها لشريكه في الحلف حزب الحركة القومية.

وخسر العدالة والتنمية 7 بلديات لصالح شريكه في التحالف حزب الحركة القومية، و7 بلديات لمنافسه حزب الشعب الجمهوري، وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات، سعدي جوفان، تقدم أكرم إمام أوغلو في إسطنبول بواقع 4 مليون و159 ألفا و650 صوتا على منافسه يلدريم الذي حصد 4 مليون و131 ألفاً و751 صوتا.

 

هزيمة قاسية

خسر حزب العدالة والتنمية أنقرة، وتفوقت المعارضة على مرشح حزب أردوغان في إسطنبول بفارق بسيط، في حالة فريدة تُشكل ضربة للرئيس التركي الذي يعد الشخصية الطاغية على سياسة البلاد منذ انتخابه رئيسًا للوزراء، وتم إعلان مرشحي الحزب الحاكم والمعارضة فوزهما في إسطنبول منتصف ليلة أمس، حسب موقع قناة سي إن إن.

أما موقع بي بي سي أفاد أن أردوغان كان يعتبر الانتخابات المحلية مسألة بقاء تركيا أو فناءها، في إشارة إلى أن إسطنبول لها أهمية خاصة لكونها المكان الذي انطلقت منه مسيرة أردوغان السياسية خلال تسعينات القرن الماضي.

 

3 ضربات في 13 ساعة
جاءت نتائج الانتخابات المحلية صادمة لحزب العدالة والتنمية، فعلى الرغم من حصوله على 44.32% من الأصوات في عموم تركيا، إلا أنه فقد أهم وأكبر المدن وهي تُعتبر هزيمة حقيقية للحزب الحاكم ودليل على تدهور شعبية أردوغان وحزبه، إذ تلقلى هزيمة موجعة لأكبر 3 مدن تضم أكثر من ربع عدد سكان تركيا البالغ 82 مليون نسمة، وهي العاصمة أنقرة وإزمير، بالإضافة إلى إسطنبول.


ما أهمية تلك المدن الثلاث؟

أنقرة العاصمة.. وهي رمز تركيا في العصر الحديث، وأكبر مدينة في تعداد سكانها بعد إسطنبول بتعداد بلغ 5 ملايين و400 ألف نسمة، تتميز بخليط ديمجرافي متنوع، كما أنها وجهة أساسية للباحثين عن العمل من المدن الأخرى، بالتحديد في الدوائر الحكومية. تعتبر خسارتها في الساعات الأولى من فرز الأصوات ضربة كبيرة للحزب الحاكم وأردوغان.

إسطنبول العاصمة الثانية.. وهي مركز تركيا الثقافي والاقتصادي والمالي، ورمزها الحضاري، وهي الجسر الذي يربط آسيا مع أوروبا وهي الرئة الاقتصادية وأكبر مدينة من حيث عدد السكان، بتعداد يصل إلى أكثر من 15 مليون نسمة.

إزمير أشهر مدن بحري.. هي المدينة الثالثة الأكثر في تعداد السكان بتركيا بعد إسطنبول وأنقرة، وهي ميناء التصدير الرئيسي والمدينة الصناعية الثانية بعد إسطنبول، ولقي فيها الحزب الحاكم هزيمة كبيرة لصالح حزب الشعب الجمهوري، وتمتلك المدينة العديد من مناطق الجذب السياحي والترفيهي، إضافة إلى الشواطئ والمراكز الثقافية المختلفة.

 

بعد 13 ساعة
 

الأناضول تعترف 
بعد 13 ساعة من بدء الانتخابات، اعترفت وكالة أنباء الأناضول الرسمية بفوز المعارضة في مدينة إسطنبول بعد العاصمة أنقرة التي سقطت من يد العدالة والتنمية، حيث حصد مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو 48.79% من الأصوات، بينما حصل مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم على 48.51%.

 

حزب شيوعي للمرة الأولى

لأول مرة في تاريخ تريكا، يفوز مرشح الحزب الشيوعي التركي، فاتح محمد ماش أوغلو، برئاسة بلدة في تونجالي. وعقب فوزه برئاسة بلدية تونجالي بحسب النتائج الأولية، احتفل ماش أوغلو بفوزه برفقة المواطنين الذين توجهوا إلى مكتبه الانتخابي.

 

الحزب الشيوعي
رئيس الحزب الشيوعي
 

شغل فاتح محمد ماش أوغلو منصب موظف الصحة، وخلال الانتخابات المحلية التي أقيمت في عام 2014 انتخب ماش أوغلو رئيسًا لبلدة أوفاجيك عن الحزب الشيوعي التركي،  وقام ماش أوغلو، الشهير بـ "الرئيس الشيوعي" بزراعة الفاصوليا والبطاطس والحمص في أراضي البلدة وتوزيع العائدات على الأسر القليلة الدخل والطلاب كمنح.

 

أول تصريح لرئيس حزب الوطن التركي
في أول تصريح له بشأن نتائج الانتخابات المحلية، زعم رئيس حزب الوطن التركي، دوغو برينتشاك، أن حزب العدالة والتنمية لم يعد يمتلك فرصة للاستمرار بالحكم وفقا للنتائج الأولية لإنتخابات المحليات، وأن النظام الرئاسي لا يشكل حلا، وذلك على الرغم من أنه يعد أكبر حليف للرئيس رجب طيب أردوغان منذ 2013.  وتشير النتائج الرسمية غير النهائية إلى خسارة حزب أردوغان لكل من بلديات أنقرة وإزمير وأنطاليا وأضنة وآيدين على الرغم من حصوله على 44% من الأصوات.

وأفاد برينتشاك أن الإفلاس الاقتصادي الذي تشهده تركيا انعكس على نتائج الانتخابات، وأن تركيا تعاني من مشكلة بالحكومة والسلطة الحاكمة، مشيرا إلى أنه لم يعد بإمكان حزب العدالة والتنمية تولي إدارة تركيا بمفرده.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق