خسارة أردوغان لن تكون الأخيرة.. انتخابات تركيا بداية نهاية الديكتاتور

الجمعة، 05 أبريل 2019 07:00 م
خسارة أردوغان لن تكون الأخيرة.. انتخابات تركيا بداية نهاية الديكتاتور
أردوغان

 
تلقى حزب العدالة والتنمية التركي، ضربة قاصمة في الانتخابات المحلية، أسفرت عن خسارته أبرز المدن التركية، أنقرة واسطنبول وغيرها من المدن الفاعلة في الساحة التركية. 
 
الأمر كان له تداعيات وأسباب سياسية، فسرها مراقبون، بأخطاء في الدعاية الانتخابية، حيث خصّص الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأيام الثلاثة الأخيرة من حملته للانتخابات المحلية من أجل الدعاية لصالح مرشح حزبه العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول، بن علي يلدريم.
 
وقال تقرير لصحيفة زمان التركية، إن هذه الخطوة جاءت لأن أردوغان سعى لتكثيف كل جهوده لإنقاذ مدينة إسطنبول، بعدما اقتنع بضرورة عدم إضاعة مزيد من الوقت من أجل الدعاية لصالح مرشح العاصمة أنقرة محمد أوزحسكي.
 
يقول التقرير الذي نشر تحت عنوان: «أسباب ونتائج خسارة أردوغان للانتخابات المحلية»، إن تاريخ السياسة التركية يحفل بالكثير من النماذج على تدهور الحزب السياسي الذي يخسر بلديتي أنقرة وإسطنبول وخسارته للانتخابات المحلية التالية، إذ أن تصاعد تيار الإسلام السياسي والمحافظ في السياسة التركية بدأ بفوز حزب الرفاه، الذي انشقّ منه حزب العدالة والتنمية، برئاسة بلديتي أنقرة وإسطنبول خلال الانتخابات المحلية التي أقيمت في عام 1994، والآن وبعد مرور 25 عاما انتقلت رئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض بدعم من حزب الخير.
 
وفي إزمير التي كان حزب العدالة والتنمية على ثقة بالفوز بها هذه المرة، تلقى وزير الاقتصاد السابق وعضو حزب العدالة والتنمية، نهاد زيبكجي، هزيمة ثقيلة أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري، تونش صوير بفارق 20 نقطة.
 
وفي مدينة أضنة فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري، زيدان كارالار، بفارق 10%. وفي أنطاليا حيث صوت وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، فاز أيضا مرشح حزب الشعب الجمهوري، محي الدين بوجاك.
 
ومن بين الأسباب خطابات الرئيس وشريكه الانتخابي رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، حيث روجا للانتخابات المحلية على أنها بمثابة مسألة بقاء أو زوال لم تلقَ أصداء سوى في أوساط محددة، حيث تبين أنه في المدن الشرقية،  منح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والناخبون الأكراد، أصواتهم لمرشحي تحالف الشعب الجمهوري وحزب الخير كرد منهم على خطابات أردوغان وبهجلي.
 
ويمكن القول إن لأصوات حزب الشعوب الديمقراطي تأثيرا على فوز إمام أوغلو برئاسة إسطنبول بفارق ضئيل، فهؤلاء الناخبون لم يصوتوا لمرشحي حزب الشعب الجمهوري لشدة حبهم لهم، لكن موقف أردوغان المتهِم للمعارضة بالإرهاب، دفع أنصار حزب الشعوب الكردي المقاطعين للانتخابات إلى التوجه لصناديق الاقتراع.
 
كذلك الخطابات العنيفة، التي استخدمها أردوغان مع حليفه، لرصّ صفوف ناخبيهم والدفع بهم إلى صناديق الاقتراع، وجهت المعارضة أيضا إلى الصناديق كرد فعل، وهو ما دفع نصف المجتمع التركي لاتخاذ موقفا ضد أردوغان، بسبب المشكلات الاقتصادية، وانفراده بكل الصلاحيات، وتعامله بشكل حاد مع المعارضة، وجعله الإعلام وسيلة ترويجية له، مما أسفر عن نتيجة لم يكن أردوغان يتوقعها.
 
فحصول تحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية على 51 % يعكس استمرار تكاتف الشعب ضد أردوغان الذي فاز في الانتخابات الرئاسية بواقع 52% من أصوات الناخبين.
 
على الصعيد الآخر فإن خسارة حزب أردوغان البلديات الكبرى، واقتصار فوزه على بلديات المدن والمقاطعات الصغيرة، تشير إلى أن أردوغان لن يستطيع مواصلة الإصلاحات السياسية، التي تعهد بها قبل الانتخابات، خاصة إذا علمنا أنه أعلن أن تركيا لن تشهد انتخابات حتى 2023.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق