مطلوب سد فجوتها..

الأعلاف كلمة السرّ فى تربية و تطوير الثروة الحيوانية.. متى نكتفى منها ذاتياً؟

الثلاثاء، 09 أبريل 2019 10:00 ص
الأعلاف كلمة السرّ فى تربية و تطوير الثروة الحيوانية.. متى نكتفى منها ذاتياً؟
الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

يمثّل إنتاج وصناعة الأعلاف، أو الأغذية الحيوانية، حجر الزاوية، فى تربية وتطوير الثروة الحيوانية والداجنة، ويُعد توافر الأعلاف الخضراء والجافة، ركيزة أساسية، لاستقرار ونمو هذه الثروات، للحصول على البروتين الحيوانى الأحمر والأبيض، بأسعار تناسب المواطن المصرى، وتُغنى عن فوضى الاستيراد من الخارج، وإهدار العُملة الصعبة، التى تضيع فى عمليات وصفقات الاستيراد، كما تتحمل الثروة الحيوانية أعباء، سد حاجة أكثر من 100 مليون مصرى، ولا تنهض ولا تقوم إلاّ بتوافر التغذية الملائمة، للثروة الحيوانية بمختلف أنواعها.

مفهوم_الثروة_الحيوانية
الثروة الحيوانية


الأعلاف بين الفجوة والانتاج

 شغلت قضية الأعلاف الخضراء والجافة، أذهان ووقت الكثيرين، ومنهم الدكتور محمد علي محمد شطا، بقسم الاقتصاد الزراعي، كلية الزراعة، جامعة المنصورة، والدكتورة حنان فتحي عبد الحميد إبراهيم، من معهد بحوث الاقتصاد الزراعي، مركز البحوث الزراعية، من خلال دراسة بعنوان (تحليل اقتصادي للفجوة العلفية في مصر)، رصدا فيها إنتاج وصناعة الأعلاف، وأكدت الدراسة أن الأعلاف هي الركيزة الأساسية، وأحد مقومات الإنتاج الحيواني، التي يمكن الاعتماد عليها، في النهوض بالثروة الحيوانية في مصر، في ظل عدم وجود مراعي طبيعية لدينا، وتمثل قيمة الأعلاف الحيوانية حوالى 45.9 مليون جنيه لعام 2012، وهو ما يعادل حوالى 93.73 % من إجمالى قيمة مستلزمات الإنتاج الحيوانى، والبالغ مجملها حوالى 48.97 مليون جنيه فى نفس العام .

                                                          

2018-636587917042250661-225

زراعات البرسيم
 

وتتمثل المشكلة – كما تراها الدراسة - فى نقص الأعلاف، وخاصة الأعلاف المُركّزة، والتى تمثّل أحد العقبات الرئيسية، التى تواجه تنمية قطاع الثروة الحيوانية فى مصر، حيث قُدّرت الفجوة من الأعلاف المُركّزة فى مصر، خلال الفترة من عام 1998 وحتى 2012 بحوالى 4 مليون و 249 ألف طن، كما تم تقدير نسبة تغطية المُتاح للاحتياجات، من الأعلاف المُركّزة بحوالى 63.76% خلال نفس الفترة، وقُدّرت الفجوة من الأعلف، فى صورة مركبات كُليّة مهضومة، بحوالى 3399.2 وحدة عموماً، ونحو 297.43 وحدة من البروتين الخام، وما يترتب على ذلك من تبعات عدم قدرة قطاع الإنتاج الحيوانى، على الوفاء باحتياجات السكان من البروتين الحيوانى.

 

290cd01c760f9c4b4122ac14087831bf7f6e5056
الأعلاف الخضراء والجافة

 

وقد توصلت الدراسة، إلى أن المساحة المزروعة، بكل من البرسيم المستديم وبرسيم التحريش بحوالى 94.48% من إجمالى مساحة البرسيم، وحوالى 79.69% من إجمالى مساحة الأعلاف الخضراء فى مصر، وتساهم بحوالى 99.61% من إجمالى البرسيم ونحو 91.12% من إجمالى إنتاج الأعلاف الخضراء فى مصر، كما توصلت الدراسة إلى  أن متوسط إجمالى عدد الحيوانات المزرعية فى مصر، خلال الفترة من عام 1998-2012 بحوالى 8 ملايين و 517 ألف وحدة حيوانية، بينما إجمالى الاحتياجات الغذائية لها، من المُركّبات الكُليّة المهضومة، تقدر بحوالى 12 مليون و775 ألف طن، بنسبة 91.4% من إجمالى الاحتياجات، والمقدر بحوالى 13 مليون و 967 ألف و 64 طنا، ومن البروتين الخام المهضوم حوالى مليون و 192 ألف 14طنا بنسبة 8.54% خلال نفس الفترة، كما أشارت الدراسة إلى نسبة تغطية الاحتياجات العلفية، والتى تقدر بحوالى 203.68% و 174.64% للأعلاف الخضراء والجافة، وما يترتب علي ذلك، من وجود فائض فى هذه الاعلاف،  يقدر بحوالى 32 مليون و397 ألف و 27 طنا، و8 مليون و 35 ألف طنا على الترتيب، ويقدر العجز فى الأعلاف المركزة بحوالى 4 مليون و249 ألف طن خلال فترة الدراسة، كما نوهت إلى أنه يمكن الاستفادة من الفائض من الأعلاف الخضراء، من خلال خفض المساحات المزروعة بالبرسيم الشتوى،  وزيادة المساحات المزروعة بالقمح، وعليه يمكن  الارتفاع بنسبة الاكتفاء الذاتى، من هذا المحصول من حوالى 57.02% إلى نحو 76.08% .

 

th400x300_1489574265-61_1024x1024@2x
أعلاف جافة

 

أنواع الأعلاف

وتنقسم الأعلاف، حسب هذه الدراسة، وغيرها من الدراسات، إلى مجموعتين رئيسيتين هما، الأعلاف المُركّزة(المُصنّعة)، وتشمل أعلاف مركزة فى الطاقة مثل الحبوب( الشعير – الذرة – الشوفان – السورجم )، والنواتج الثانوية للحبوب مثل( نخالة القمح والذرة ) والمولاس ( مولاس قصب السكر ومولاس بنجر السكر )، إلى جانب أعلاف مركزة فى البروتين، وتشمل الكُسب( كُسب بذرة القطن، وكُسب زيت الكتان، وكُسب الفول السودانى، وكُسب السمسم ، وكُسب دوّار الشمس، بينما تشمل الأعلاف غير المُركّزة(الأعلاف الخشنة)، وتحتوى على أعلاف خشنة طرية و تشمل المراعى الطبيعية و الأعلاف الخضراء و السيلاج و جذور بنجر العلف و بنجر السكر، وهناك أعلاف خشنة جافة، وتشمل الدريس والأتبان و القشور والأغلفة و الحطب و قواع الذرة و العروش الجافة، و يقدر المتوسط السنوى لإنتاج الأعلاف فى مصر، خلال الفترة من 1998 وحتى 2012 بحوالى 89 مليون و 919 ألف و93 طنا، منها حوالى 63 مليون و 645 ألف و47 طنا من الأعلاف الخضراء، بنسبة 70.78%، وحوالى 18 مليون و 799 ألف و 31طن أعلاف جافة، بنسبة 20.91%، وحوالى 7 مليون و475 ألف و33 طنا أعلاف مركزة، بنسبة 8.31% من جملة إنتاج الأعلاف فى مصر، كما تقدر نسبة البرسيم المستديم بحوالى 83.9% من جملة إنتاج الأعلاف الخضراء، وبمساحة تمثل حوالى 65.38% من إجمالى المساحة المزروعة بالأعلاف الخضراء فى مصر خلاف الفترة من عام 1998 وحتى 2012.

زراعة نبات البونيكام
زراعة نبات البونيكام


زراعة وإنتاجية البرسيم

تزرع مصر مساحات واسعة من الأعلاف الحيوانية الخضراء والجافة، ومع ذلك تظلّ هناك فجوة كبيرة، فى تغذية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، وهو مايستوجب سدّها عن طريق الاستيراد، وتصل قيمة فاتورة هذه الأعلاف والتغذية الحيوانية، لمليارات الجنيهات سنوياً، وإذا أخذنا البرسيم على سبيل المثال وليس الحصر، فإنه يشغل مساحة كبيرة نسبياً، من جملة المساحة المحصولية، فى فصل الشتاء، وتشمل البرسيم المتقدم، إضافة إلى البرسيم التحريشى، وكانت المساحة تقدّر عام 2018 بحوالى مليون و554 ألف فدان، بينما بلغت مليون و685 ألف فدان فى موسم 2016 / 2017، وارتفع متوسط إنتاجية الفدان من محصول البرسيم، طبقاً لأرقام وإحصائيات قطاع الشئون الاقتصادية، بـوزارة الزراعة، من 29,6 إلى 31,25 طناً لكل فدان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة