نستورد 98% منها من الخارج.. لماذا لا تؤسس مصر هيئة قومية لانتاج تقاوي الخضر؟

الثلاثاء، 16 أبريل 2019 07:00 ص
نستورد 98% منها من الخارج.. لماذا لا تؤسس مصر هيئة قومية لانتاج تقاوي الخضر؟
الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

تُعدّ قضية استيراد تقاوى الخضروات والفاكهة، من أهم القضايا الحيوية والمفصلية، فى تنمية وتطوير الزراعة المصرية، وخاصة أننا نستوردها من الخارج، لسد العجز والفجوة الهائلة لدينا، بكميات كبيرة، وبقيمة تتجاوز المليار دولار، وهو مايضع مصير الزراعة المصرية، فى يد الشركات والوكلاء الأجانب، وهو أمرٌ يُحتّم على الحكومة والاتحادات والجمعيات الزراعية والخبراء، وضع حدٍ وحلولٍ من شأنها، أن تقلّص مبالغ وقيمة هذا الاستيراد، وحتى يكون لدينا استقلال، فى قضية الزراعة والتنمية، خلال تطبيق وتنفيذ خططنا، الهادفة إلى استصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان.

images (1)
زراعة الطماطم


مساحات كبيرة وتصدير هائل

ويأتى احتياجنا الشديد، لاستيراد تقاوى الخضروات والفاكهة، نتيجة طبيعية للمساحات الكبيرة، التى نقوم بزراعتها سنوياً، للاستهلاك المحلى، وسد حاجة أكثر من 100 مليون نسمة، علاوة على توفير كميات كبيرة، للتصدير للخارج أيضا، فى ظل ماتتمتع به صادراتنا، من الفاكهة والخضروات، من سُمعة طيبة وميزة نسبية، تتفوق بها على أغلب زراعات العالم، فى أوقات مُعينة من فصول السنة، وحسب تقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، فقد كشف تقرير رسمي للإدارة المركزية للحجر الزراعي، عن إجمالي كميات المنتجات الزراعية التي تم تصديرها، خلال الفترة من الأول من يناير 2018 وحتى 31 يناير، بلغت 463 ألف و844 طنا، بزيادة 25 ألفا و367 طناً، فيما رصد تقرير رسمي آخر أصدرته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي،  بشأن الصادرات الزراعية المصرية، وأن إجمالي كميات الفواكه والخضروات التي تم تصديرها، خلال الفترة من الأول من يناير 2017 وحتى ديسمبر 2017 بلغت 5 ملايين و402 ألف طن، منها مليون و204 ألف صادرات زراعية للدول العربية، بزيادة 720 ألف طن عن عام 2016 وبنسبة زيادة 16% خلال عام، وفى أحدث تقارير وزارة الزراعة عن الصادرات الزراعية، خلال الفترة من الأول من يناير 2019 وحتى 22 يناير الماضي، فقد بلغ إجمالي الصادرات الزراعية، من الفواكه والخضروات خلال هذه الفترة 295 ألفا و324 طن، منها 283 ألفا و857 طنا من 13 محصولاً من الخضروات والفاكهة، وأشار التقرير إلى أن إجمالي صادرات مصر من الموالح، خلال 22 يوماً فقط، ومنذ بدء العام الحالي 2019، بلغت 252 ألفا و587 طناً، تلاها صادرات البطاطس بإجمالي 15 ألفا و688 طنا، ثم صادرات الفراولة بإجمالي 6400 طنا، ثم صادرات البصل بإجمالي 6252 طنا، ثم الرمان بإجمالي 845 طنا، ثم صادرات الجوافة بإجمالي 721 طنا، خلال نفس الفترة.

6666غغ
زراعة البصل


البرنامج الوطنى لإنتاج محاصيل الخضر

من ناحيته، كان الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد انتقد استمرار استيراد تقاوى الخضروات والفاكهة من الخارج، بهذه القيمة العالية، وقال إن الشركات العاملة فى مجال استيراد التقاوى، لها دور كبير فى توفير التقاوى المطلوبة للزراعة، خاصة فى زراعة الخضار، وأشار إلى أن نسبة 98 % من بذور المحاصيل الحقلية يتم إنتاجها فى مصر، نتيجة الجهود العالية، لمعهد المحاصيل الحقلية، فى تسجيل التقاوى والأصناف، وهو عكس مايحدث فى معهد بحوث البساتين، حيث أن أقل من 2% من بذور الخضار تُنتج محليا، ويتم استيراد الباقى، وهذه مشكلة، لأنه فى ظل غياب منتج وطنى من محاصيل الخضار، تقوم الشركات باستيراد التقاوى، ويكون فى ذلك تفاوت كبير فى الأسعار وهامش ربح، وقال أبوستيت:نتمنى من المستثمرين والشركات المساهمة فى البرنامج الوطنى لإنتاج محاصيل الخضر، لتقليل الفجوة الحالية فى استيراد بذور الخضار، وهذا هو التحدى الحقيقى فى الفترة الحالية، وتابع وزير الزراعة:" نستورد تقاوى خضر، بمليار دولار تقريبا، فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر، واجبنا كمصريين وشركات، أن نقلل ذلك المليار دولار".

5555
زراعة البصل بمساحة جيدة


هيئة قومية لانتاج تقاوى الخضر

من جانبه، طالب محمد صبحي الخبير الزراعي، بإنشاء هيئة قومية لإنتاج تقاوي الخضر، تضم كل الباحثين بمراكز البحوث الزراعية والخبراء من أساتذة الجامعات، وقال "صبحي"، إن الاهتمام والعمل في ملف إنتاج التقاوى والحد من الاستيراد، هو هدف قومى لمصر وأمن قومي، وأشار إلى أن مصر تستورد حوالى 97 % من تقاوى الخضر وهذا له أبعاد فى غاية الخطورة والقلق، وأكد خبير التقاوى والبذور، أن ذلك يؤثر سلبيا من الناحية الاقتصادية، ويكلّف الدولة ما يقرب من2 مليار دولار سنويا، لاستيراد التقاوي المطلوبة، لسد الفجوة ومتطلبات المزارعين للزراعة، فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

2015-635801605061136922-113
زراعة وتصدير الموالح

 

وأشار"صبحى"إلى أن استيراد 97% من البذور، له تأثير كبير أيضا من الناحية الأمنية، حيث يزيد من الخوف والقلق، لما يسببه من خطورة كبيرة على ضمان الأمن الغذائي، الذي تسعى إليه القيادة السياسية، لأن التقاوى هى أول وأهم بند في الزراعة"، وعن تأثير ذلك فنيا، شدد "صبحي" على ضرورة الحد من استيراد التقاوى، لما لها من خطورة في عدم الملاءمة للظروف والأجواء المصرية، وما قد تحمله هذه التقاوى، من أمراض فيروسية وأمراض تنتقل إلى الأراضي الزراعية المصرية، فى أحيان كثيرة لا يوجد لها علاج لمقاومتها، وتصبح مصدرا للوباء وانتقال الأمراض غير المعروفة".

واردات-البطاطس-620x393
زراعة وتصدير البطاطس

 

ودعا "صبحي"، أساتذة الجامعات المصرية والباحثين والجهات المعنية، إلى تضافر الجهود، لإنتاج التقاوى الملائمه للظروف والأجواء المصرية، وذات الإنتاجية العالية والمواصفات المنافسة،  والمقاومة للتغيرات المناخية والأمراض المنتشرة، للحفاظ على الأمن الغذائي القومى المصرى.

images (3)
تصدير البصل

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق