وفد قطرى مطرود.. وسواكن مالكش فيها

هل تنسف السودان مطامع تركيا وقطر في المنطقة؟

السبت، 27 أبريل 2019 07:00 م
هل تنسف السودان مطامع تركيا وقطر في المنطقة؟
اردوغان وتميم
شيريهان المنيرى

تغيرات ربما تشهدها العلاقات السودانية مع كُل من تركيا وقطر خلال الفترة المقبلة فى ظل ما يشهده السودان من متغيرات، بعد انتصار الإرادة الشعبية السودانية وإعلان الجيش السودانى الاستجابة لمطالب الشعب وعزل الرئيس عمر البشير من الرئاسة واعتقاله، وتأسيس مجلس عسكرى لإدارة شئون البلاد لمدة عامين.
 
لعل من أبرز الاتفاقات التى اهتم بها الجانب التركى بمساندة حليفه الأبرز، حيث النظام القطرى، كانت الخاصة بجزيرة سواكن السودانية، حينما أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى ديسمبر 2017 موافقة الجانب السودانى على تولى بلاده إعادة تأهيل جزيرة سواكن وإدارتها، فيما تلا ذلك إعلان قطر عن مساندتها لهذا الأمر، وإبرامها لاتفاقية مع السودان، لإعادة تأهيل وإدارة ميناء سواكن، لكن يبدو أن السودان فى ظل سياساته الجديدة؛ له رأى آخر فيما يخص علاقاته مع تركيا وقطر، بعد تداول أنباء إلغاء الاتفاقية المبرمة بين تركيا والسودان بشأن جزيرة سواكن، وهناك من المؤشرات التى ربما تعكس عدم الرغبة السودانية فى التعاون مع قطر، حيث تسبب بيان أصدره المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السودانية، السفير بابكر الصديق محمد الأمين، نفى فيه ما تم تداوله حول رفض المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان استقبال وفد قطرى برئاسة وزير الخارجية، محمد بن عبدالرحمن آل ثانى؛ فى إعفاء وكيل وزارة الخارجية السودانية، السفير بدرالدين عبدالله من منصبه، وأوضح المتحدث الرسمى باسم المجلس العسكرى الانتقالى، الفريق الركن شمس الدين كباشى، أن بيان وزارة الخارجية صدر دون تشاور مع المجلس ودون علمه، وهو ما وضع قطر فى موقف مُحرج.
 
المدير الإقليمى لجريدة «الزمان» التركية، تورجوت أوغلو، يرى أنه فى ظل ما يشهده السودان من متغيرات، فهناك مؤشرات قوية لتغيير الاتفاقات التى جمعت بين السودان والجانبين التركى والقطرى فى مجالات مختلفة، خاصة فيما يخص جزيرة سواكن السودانية، مشيرًا إلى أنه فى حال ذلك سيخسر «أردوغان» كثيرًا، لأنه وبحسب صحف تركية موالية له، كان قد بدأ بالفعل إقامة مشروعات فى الجزيرة السودانية، ما سيجعل الوضع أكثر تعقيدًا،  وقال تورجوت أوغلو فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «علينا أن ننتظر ونرى توجهات الحكومة السودانية الحالية، خاصة أن أردوغان رجل مُتلون، يبحث دائمًا عن الاستفادة العملية بعيدًا عن أى إنسانيات أو علاقات حليفة».
 
وقال المحلل السياسى السعودى، فهد ديباجى فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «لاشك أن التغيرات التى تحدث فى السودان، تسير فى عكس رغبات محور الشر فى المنطقة، لاسيما بعد تولى المجلس العسكرى الانتقالى، وبوادر ذلك بدأت تلوح فى الأفق، بداية من رفض استقبال الوفد القطرى الذى حاول ركوب موجة التغيير التى تحدث فى السودان كعادة قطر فى كل التغيرات التى شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات الماضية، وسعيها فى إنقاذ أتباعها»، مشيرًا إلى ما تم تداوله حول رغبة المجلس العسكرى فى إلغاء الاتفاق مع تركيا بشأن جزيرة سواكن، الأمر الذى لا يستبعده، خاصة بعد استقبال الوفد السعودى والإماراتى فى السودان، وإرسالهما بعد ذلك 3 مليارات دولار دعمًا للسودان منها نصف مليار للبنك كوديعة فى البنك المركزى السودانى.
 
بدوره قال الأكاديمى الإماراتى، الدكتور عبدالخالق عبدالله فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «إن المشهد السياسى فى حالة سيولة وعدم استقرار، وبناء السودان الجديد سيحتاج إلى وقت، والانتقال لمرحلة ما بعد الإخوان سيمر بعدة مطبات من صعود وهبوط، لكن المهم فى الأمر الوقوف مع السودان وشعبه الذى عانى كثيرًا على مدار 30 سنة»، مضيفًا أن «المؤشرات تقول إن تركيا وقطر ستكونان أكبر الخاسرين من سقوط نظام البشير الذى كان واجهة لحكم التيار السياسى الإسلامى الذى حكم السودان، وعبث بمقدراته ولعب على أكثر من وتر من أجل البقاء والاستمرار». 
 
فيما أوضح المعارض التركى، جودت كامل، أن الانتخابات المحلية الأخيرة التى جرت فى تركيا نهاية مارس الماضى، أظهرت أن «أردوغان» يفقد شعبيته بشكل كبير؛ فهو خسر ٤ مدن كبرى، وهى: اسطنبول وأنقرة وأزمير وأضنة، وإرادة الشعب التركى، تتمثل فى هذه المدن، ما يعنى أنه سيخسر فى معظم المدن خلال الانتخابات القادمة، وقال فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «إن أردوغان بدأ يخسر فى الخارج كما الداخل، فهو يخسر الآن آخر حليف عربى له فى المنطقة بعد أن عزل الشعب السودانى عمر البشير، وقد طالبت الإدارة المؤقتة للسودان منه الانسحاب التام من جزيرة سواكن فى أقرب وقت»، مضيفًا «أرى حلم أردوغان فى العالم الإسلامى ينتهى بالتطورات المحلية والدولية الأخيرة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق