وماتت الديمقراطية في اسطنبول.. هل يفوز حزب أردوغان بعد إعادة انتخابات البلدية؟

الإثنين، 06 مايو 2019 08:46 م
وماتت الديمقراطية في اسطنبول.. هل يفوز حزب أردوغان بعد إعادة انتخابات البلدية؟
رجب طيب أردوغان- الرئيس التركي
محمد الشرقاوي

فيما يعد انقلابا على مبادئ الديمقراطية، وشرعية الصندوق التي طالما تغنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بها، قالت وسائل إعلام رسمية وممثل الحزب الحاكم في تركيا لدى المجلس الأعلى للانتخابات، الاثنين، إن المجلس قرر إلغاء نتائج الانتخابات المحلية في اسطنبول وإعادتها، بعد خسارة الحزب الحاكم التي تسببت في جنون أردوغان.

وكان الحزب الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان مُنى بهزيمة قاسية في انتخابات اسطنبول.

وحسب رويترز، تراجعت الليرة التركية بعدما نشر رجب أوزيل ممثل حزب العدالة والتنمية لدى المجلس القرار على موقع التدوينات تويتر.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست، الاثنين، مقالا للباحث السياسي التركي، في المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية، أسلي أيدينتاسباس، فند فيه أسباب قتال حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان على مدينة اسطنبول.

وقال في المقال، إن مبنى مجلس مدينة اسطنبول يشهد حاليا ساحة المعركة المركزية من أجل إبقاء الديمقراطية التركية على قيد الحياة، منذ إحراز المعارضة الفوز في الانتخابات المحلية الشهر الماضي، ويجلس حاليا أكرم إمام أوغلو، بمكتب عمدة اسطنبول، ليحرر المدينة من 25 عامًا هي فترة هيمنة حزب العدالة والتنمية المحافظ AKP، بعدما تكلل جهده بالنجاح في نهاية مارس الماضي بعد حملة شرسة.

وأشار الباحث إلى أن مرشحي المعارضة التركية فازوا بالمدن الرئيسية في أنحاء تركيا باستثناء مدينة واحدة، على الرغم من سيطرة الحكومة الكاملة على وسائل الإعلام، والاستخدام العشوائي لموارد الدولة والاتهامات التي لا هوادة فيها بدعم الإرهاب ضد منتقديها. ويعد هذا التصويت بمثابة رفض لاستبداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتزايد، ولكن أيضًا رد فعل لسوء إدارة الاقتصاد الذي أدى إلى الركود.

واعتبر الكاتب التركي، أن الحزب التركي الحاكم يعتبر الانتخابات على مدينة اسطنبول، معركة حياة أو موت، وأن أردوغان قال في السابق: "إذا خسرنا اسطنبول، فقدنا تركيا". واكتسب أردوغان نفسه مكانة بارزة في السياسة في عام 1994 عندما أصبح عمدة اسطنبول. وبعد ربع قرن من الزمان، أظهرت المدينة التي شهدت انطلاق انتصاراته في السياسة الوطنية أمام العالم أنه يمكن هزيمته.

وجعل فوز إمام أوغلوا بالانتخابات التركية من شعبية ودولة أردوغان على المحك، بحسب الكاتب، الذي قال إن التصويت لصالح إمام أوغلو في الانتخابات، يتجاوز مجرد الانطباع والشعور الجيد واستحسان دعوات التضامن مع الجيران، ويمتد ليصبح تجسيدا واقعيا على القدرة على تغيير المسار السياسي لتركيا. تقوم اسطنبول منذ فترة طويلة بتمويل شبكات رعاية وحملات حزب العدالة والتنمية. وتعتبر اسطنبول أكثر ازدحامًا بالسكان من معظم الدول الأوروبية وتبلغ ميزانيتها حوالي 10 مليارات دولار. يتم استغلال جزء من تلك الأموال لدفع رواتب الموالين لأردوغان، وتمويل المؤسسات المرتبطة بحزب العدالة والتنمية والشركات والصحف المؤيدة للحكومة والحملات الانتخابية. وحاليا ستنتقل السيطرة على ميزانية اسطنبول إلى شخص آخر.

يدرك أردوغان أنه على المحك، وبالتالي، فإن المعركة من أجل اسطنبول لم تنتهِ بعد. يسعى حزب العدالة والتنمية لإلغاء نتائج اسطنبول على خلفية مزاعم بارتكاب المعارضة لمخالفات. فيما تشهد الأسواق حالة من التوتر المشوب بالقلق من احتمال إجراء انتخابات جديدة، فيما تخيم في الأفق أزمة تختمر بسبب رفض واشنطن قيام تركيا بشراء نظام صاروخي روسي الصنع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة