نيلز هوجيل قتل 300 من المرضى..

تفاصيل جديدة في قضية «الممرض السفاح» ترعب الألمان

الأحد، 12 مايو 2019 10:00 ص
تفاصيل جديدة في قضية «الممرض السفاح» ترعب الألمان
السفاح يخفي وجه أثناء المحاكمة
كتب- محمد أسعد

 

تفاصيل جديدة، ومثيرة، كشفتها صحيفة نيويورك تايمز، في تقريرها المطول عن نيلز هوغيل، الشهير بـ «الممرض السفاح»، وهو السفاح الأكثر دموية في تاريخ ألمانيا، المُدان بقتل العشرات من المرضى على الأسرة، مع سبق الإصرار والترصد.

تشير الصحيفة إلى أن التحقيقات مازالت جارية في تورط هوغيل بقتل ما يقرب من 300 من المرضى على الأسرة، أثناء تلقيهم العلاج بالمستشفى التي عمل بها، فمنذ بداية عمله بمستشفى مدينة دلمنهورست قبل سنوات، زادت حالات وفاة المرضى الذين يتلقون العلاج داخل المستشفى.

في مستشفى دلمنهورست، كان «الممرض السفاح» يمنح المرضى جرعات زائدة من الأدوية تسبب السكتات القلبية، ثم يقوم بمحاولات إنقاذ بطولية لهؤلاء المرضى، حتى إن زملاءه منحوه لقب «رامبو الإنعاش»، بل ومنحوه «قلادة» مصنوعة من أنايب الحقن، وذلك وفقًا لما ذكرته الصحيفة.

وخلال 3 سنوات في مستشفى دلمنهورست، سجلت وفاة 411 شخصا، 321 منها كانت خلال وردية عمل هوغيل، أو عقب نهايتها بقليل، وبعد تحقيق سريع أصدرت محكمة ألمانية في عام 2006 حكم بسجن هوغيل مدى الحياة بعد إدانته بقتل مريضين، ومساهمته في مقتل 4 آخرين، قبل أن يخضع الآن، وبعد نحو 13 عاما، إلى محاكمة جديدة، على نطاق أوسع بكثير.

كان «نيلز هوغل» البالغ 40 سنة، يتسلل إلى غرف الإنعاش، باحثا فيها عن مرضى أكثر حرجا، وهناك يحقن الواحد منهم بجرعة زائدة من  دواء للقلب، يلفظ بعدها المحقون آخر أنفاسه ميتاً، ومنهم من لاحظت زميلة له بالتمريض أنه يكاد يحقنه بدواء لم يصفه له أحد من الأطباء، فأسرعت ومنعته من إكمال نواياه، وبعد التحقيق اتضح أنه كان يتعمد الإجهاز عليه، لذلك اعتقلوه بتهمة محاولة  القتل، وحكموا عليه في 2008 بالسجن 7 أعوام ونصف العام، وخصصوا له أطباء نفسانيين يعالجونه مما هو فيه.

المعالجون اكتشفوا منه بالذات ما صعب عليهم تصديقه في البداية، وهو اعترافه بحقن 50 آخرين بجرعات زائدة من أدوية للقلب ليست موصوفة لهم، لذلك فتحوا تحقيقا واسعا بشأنه، وذاع صيته الإجرامي بكل  ألمانيا، وبدأت محاكمته.

تلك المحاكمة انتهت قبل عامين بسجنه مدى الحياة بعد إثبات قتله للمريضتين، وعند لفظ الحكم عليه اعتذر «نيلز هوغل» لأقارب ضحيتيه، وقال إنه لم يكن يريد قتلهما، بل إيصالهما إلى الإشراف على الموت، ثم يقوم هو بإنعاشهما لتعودا إلى الحياة بصحة كاملة مجدداً، وعندما سألوه عن سبب قيامه بذلك، أجاب بأنه كان يشعر بالملل وأراد أن ينشغل بأمر هام، ولم يجد طريقة أفضل، سوى النيل من عصفورين بحجر واحد: يتسلى ويفيد الآخرين معا. إلا أنه أخطأ بالحساب.

وتوصلت التحقيقات إلى تفاصيل جديدة تشير إلى تورطه في مقتل ما يقرب من 300 مريض، اعترف هو بقتل 42 منهم، منذ عام 2000 وحتى 5 أعوام تالية، وامتدت التحقيقات لنحو 10 سنوات، عملت فيها السلطات على استخراج جثث ضحايا من القبور، في دول عدة مثل ألمانيا وتركيا وبولندا، بحثا عن أدلة تدين القاتل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق