مجنونة يا «قوطه».. لماذا ارتفعت أسعار الطماطم؟

الإثنين، 13 مايو 2019 08:00 م
مجنونة يا «قوطه».. لماذا ارتفعت أسعار الطماطم؟
الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

تشهد أسعار الطماطم حاليا ارتفاعا كبيرا، في الأسواق الكبرى والشعبية على مستوى المحافظات، بعد موجة قفزات لأسعار الليمون والبامية، إلى 50 جنيهاً للكيلو لكلٍ منهما، وهو الأمر الذي يثقل ميزانية الأسر الفقيرة والمتوسطة، في ظل ارتفاع أسعار مجموعة الخضروات عموماً، حيث يصل سعر الخيار أيضا لما بين 8 – 10 جنيهات.
 
وتقترب البطاطس من نفس السعر، بينما وصل سعر الفاصوليا إلى 15 جنيها، والبسلّة إلى 10 جنيهات، غير أن الأسعار، في سوقي العبور والـ 6 أكتوبر، تختلف عن ذلك تماماً، وتوجد فروق أسعار كبيرة ومُبالغ فيها، مابين سعر الأسواق الكبرى، والأسواق داخل القاهرة والجيزة والمحافظات، وإن كانت جميعها تشهد ارتفاع في الأسعار.
 
images
 
مساحة زراعة الطماطم وإنتاجها
وإذا كانت أسعار الخضروات، وغيرها من المنتجات الزراعية، تتناسب مع كميات الإنتاج والمساحة المنزرعة وقوانين العرض والطلب، فإنّ مساحة زراعة الطماطم في مصر، شهدت فترة تراجع ثم أعقبها طفرة جيدة ومتزايدة.
 
تتمثّل في وصول المساحة المنزرعة، عام (2015-2016)، حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع إجمالي المساحة المحصولية ووصولها إلى 15.8 مليون فدان عام 2015-2016 مقـابل 15.6 مليون فدان عام (2014-2015) بزيادة بلغت 1.1٪.
 
وقد أظهر التقرير أيضا، أن مسـاحة محصـول الطماطم تراجعت خلال عام (2015-2016) لتصل إلى 440.2 ألف فدان، في مقابـل 468.5 ألف فـدان، خلال عام (2014- 2015)، بانخفـاض بلغ نسبـته 6.0٪.
 
وبلغت كــمـية الإنتاج 7.3 مليـــون طـــن، في مقابـل 7.7 مليـــون طــن بانخفــاض 5.4٪، كما تراجعت مساحة محصول البطـاطس إلى 376.6 ألف فـدان خلال نفس الفترة، مقابل 437.4 ألف فدان خلال فترة المقارنة بنسبة 13.9٪.
 
وبلغت كمية الإنتـاج 4.1 مليــون طن مقابل 5.0 ملايين طــن، بانخفـاض بلغ نسبـته 17.0٪، وفقا للتقرير، وفي تقرير آخر لمجلس الوزراء، رصدت بياناته، ارتفاع معدل صادرات الطماطم للخارج، بنسبة 28.5%، لتصل قيمتها إلى 41.25 مليون دولار عام 2018، مقارنة بـ 32.09 مليون دولار عام 2017.
 
وفيما يتعلق بالاكتفاء الذاتي، من الخضروات لعام 2017، فقد كشف التقرير عن الاكتفاء الذاتي من البصل بنسبة 129.6%، والبطاطس بنسبة  118.1%، والفاصوليا الخضراء بنسبة 117.2%، والثوم بنسبة 104.3%، والطماطم 103.5%، والخيار 102.4% والفلفل الأخضر 100.9% والبازلاء 100.5%.
 

20100


ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج
من ناحيته، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن من  يتتبع رائحة ارتفاع أسعار الطماطم، التي وصلت إلي 10 جنيهات للكيلو الواحد، ينتهي به الأمر إلى سياسة الطبيخ، التي تتبناها وزارة الزراعة، فتكرار الارتفاع الجنوني، فى أسعار المنتجات الزراعية، والذي يقصم ظهر المواطن البسيط، والانخفاض في بعض الأحيان لأسعار الطماطم، والذي يضر المزارع، حتي سُمّيت الطماطم بـ«المجنونة» يدل على عدم وجود خطط زراعية ناجحة تقينا شر هذه الأزمات.

690
 

ولفت أبوصدام، إلى أن وزارة الزراعة، تلعب دور المتفرج في معظم الأحيان، متوقعاً أن تستمر موجة ارتفاع أسعار الطماطم، حتي ينضج أغلب محصول العروة الصيفي، خلال الأيام القادمة، والتي تُزرع في مارس وإبريل ومايو، حيث أثرت درجات الحرارة المنخفضة، علي إنبات بذوره، وأدت التقلبات الجوية لسقوط معظم الأزهار.

وهو ما قلل من نسبة عقد الثمار إلى 60%، وتأخر نضج  محصوله، ومع انتشار التقاوي المغشوشة، وارتفاع أسعارها من ناحيه أخري، بالإضافه لانتشار دودة «التوتا ابسلوتا»، المعروفه بالسوسة، وفيروس تجعد واصفرار الأوراق، التي لا تجدي معه المبيدات، تقل الإنتاجية فيقل المعروض من الطماطم، فى الأسواق ويرتفع السعر.

s10201026195615
 

50 ألف جنيه تكلفة زراعة الفدان بالطماطم
وأضاف أبوصدام، أن الحل في السيطرة علي الوضع، يبدأ في بداية زراعة العروة، وليس عند جمع المحصول، بوضع خطة لكل عروة، وتوفير التقاوي والمبيدات اللازمة، بكميات وأسعار مناسبة.

وأشار نقيب عام الفلاحين، إلى ضرورة مراقبة مستوردي التقاوي، ووضع هامش ربح لهم، أو تدخل وزارة الزراعة، لضبط الوضع في ارتفاع أسعار التقاوي، خاصة أننا نستورد كل تقاوي الطماطم الهجين، والعمل علي توفير أصناف من تقاوي الطماطم محليا لمنع الاحتكار.

ونشر طرق الزراعة داخل البيوت المحمية، لتلافي الآثار السلبية للتغيرات المناخية، بتوفير دعم حقيقي من البنك الزراعي المصري، للراغبين فى الزراعة بهذه الطرق المُرهقة مالياً.

776627_0
 

وأكد عبد الرحمن أبوصدام، أن كثرة حلقات التداول، بين المُزارع وأسواق الجملة والتجزئة، له دور متواضع في زيادة الأسعار، كما أن ارتفاع تكلفة الزراعة، نتيجة لارتفاع أسعار كل المستلزمات الزراعية، هو السبب الأساسي لهذا الارتفاع.

حيث وصلت تكلفة فدان الطماطم، إلى ما يقارب الـ 50 ألف جنيه، وكانت تكلفة الفدان لا تتعدي 7 آلاف جنيه، قبل عام 2011، ومع تدني دخول المزارعين، يؤدي ذلك إلى قِلّة المزروع، وبالتالي قِلّة المعروض، ومع زيادة الطلب، على شراء الطماطم، في ظل شهر رمضان المبارك، وأعياد الإخوة المسيحيين، ترتفع الأسعار بشكل جنوني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق