اليمين المتطرف يحكم أوروبا.. معركة حظر الحجاب تشتعل بالقارة العجوز؟

السبت، 18 مايو 2019 01:08 م
اليمين المتطرف يحكم أوروبا.. معركة حظر الحجاب تشتعل بالقارة العجوز؟
حجاب الأطفال

زادت حدة السياسات التى تستهدف المسلمين وتم اتخاذ إجراءات ضد رموزهم فى مقدمتها حظر الحجاب بالتزامن مع صعود اليمين المتطرف فى عدد كبير من الدول الأوروبية فى السنوات الأخيرة.

وكانت آخر الدول التى اتخذت إجراء بحظر الحجاب فى المدارس الابتدائية هى النمسا، التى يحكمها الآن اليمين، حيث أقر مجلس النواب النمساوى مشروع قانون قدمه الائتلاف الحكومى اليمينى يمنع ارتداء الحجاب فى المدارس الابتدائية.

 
القانون تم تمريره بموافقة حزب الشعب اليمينى الحاكم وحزب الحرية المنتمى لأقصى اليمين، فى حين صوتت كل المعارضة تقريبا ضد هذا المقترح، ولتجنب انطباع أن القانون يستهدف المسلمين، أشار نصه إلى منع "أى ملابس لها تأثير عقائدى أو دينى مرتبطة بتغطية الرأس".
 
 وقالت الحكومة النمساوية فى بيان لها، إن القبعة التى يرتديها الصبية السيخ أو القلنسوة اليهودية لن تتأثر بمشروع القانون لأن القانون يشير إلى غطاء الرأس الذى يغطى كل الشعر أو أجزاء كبيرة منه، مع تقديم استثناءات لتغطية الرأس لأسباب طبية أو للحماية من المطر أو الجليد.
 
 
وقد اعترفت الأحزاب المشاركة فى الائتلاف الحاكم بأن القانون يستهدف الفتيات المسلمات، وقال رودولف تاشنر عضو البرلمان عن حزب الشعب إن الهدف من القانون تحرير الفتيات من الخنوع.
 
فيما قال متحدث شئون التعليم بحزب الحرية إن الأمر يتعلق بإرسال إشارة ضد "الإسلام السياسى"، ومن أجل تعزيز الاندماج.
 
و من جهتها اعتبرت منظمة المسلمين النمساويين "آى جى جى أو" مشروع القانون "مخز"، وقالت المنظمة التى تمثل المسلمين فى النمسا، إنها ستطلب من المحكمة الدستورية إلغاء حظر الحجاب فى المدارس الابتدائية بعد يوم من إقراره فى البرلمان.
 
وقالت المنظمة فى بيان: "حظر ارتداء الحجاب فى المدارس الابتدائية لن يؤدى إلا إلى التفرقة والتمييز بحق الفتيات المسلمات... سنطرح هذا القانون التميزى على المحكمة الدستورية".
 
ويقدر عدد المسلمين فى النمسا بنحو 700 ألف، اى حوالى 8% من إجمالى سكان البلاد، أغلبهم من أصل تركى جاءوا للعمل فى الستينيات والسبعينيات واستقروا فيها.
 
من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة الألمانية أنها تفكر بفرض حظر على ارتداء التلميذات فى المدارس الابتدائية الحجاب. وقالت مندوبة الحكومة الألمانية لشئون دمج الأجانب، أنيت ويدمان موز، لصحيفة "بيلد" فى عددها الصادر الجمعة إنه: "من العبث أن ترتدى الفتيات الصغيرات الحجاب، ومعظم المسلمين يؤيدون هذا الرأى.
 
 النائب الألمانى المحافظ المتخصص بقضايا الأسرة، ماركوس فاينبرج، قال للصحيفة إن "الحظر العام على ارتداء الحجاب، كما فى النمسا، يعوق أيضا الفتيات اللواتى قررن من تلقاء أنفسهن ارتداء الحجاب كرمز لديانتهن"، وذكّر النائب بـ"الحق الراسخ فى الدستور الألمانى بممارسة المرء لمعتقده الدينى بحرية".
 
ويقدر عدد أفراد الجالية المسلمة فى ألمانيا بحوالى 5 ملايين شخص، أى حوالى 6٪ من إجمالى السكان، غالبيتهم أتراك أو من أصول تركية.
 
وعارض وزير التعليم المحلى فى ولاية تورينجن الألمانية، هيلموت هولتر، حظر ارتداء الحجاب فى المدارس الإبتدائية، ورأى انه بلا جدوى، وأن الأهم  التأكيد على قيم الدستور والتعايش الديمقراطى والإنسانى المشترك، بصرف النظر عن ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه".
 
 وكانت فرنسا أول من بدأ بحظر الحجاب فى الأماكن العامة فى عام 2004 كجزء من حظر الرموز الدينية، وقامت دول أخر بفرض حظر جزئى مثل روسيا التى تحظر الحجاب وغطاء الرأس الإسلامى فى المدارس وتحظر الصين الحجاب والزى الإسلامى فى الأماكن العامة بإقليم شينجيانج منذ عام 2014 بسبب التوتر بين الحكومة والأغلبية المسلمة بالبلاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة