بعد توقف تعيينهم منذ عام 1995..

9 آلاف بيطري يتابعون الثروة الحيوانية والداجنة والمجازر.. نصفهم سيُحال للمعاش خلال 5 سنوات

الأحد، 19 مايو 2019 10:00 ص
9 آلاف بيطري يتابعون الثروة الحيوانية والداجنة والمجازر.. نصفهم سيُحال للمعاش خلال 5 سنوات
بيطري
كتب ــ محمد أبو النور

يمثّل نقص الأطباء البيطريين، أزمة تهدد الثروات الحيوانية والداجنة والسمكية، علاوة على عدم متابعة والإشراف على المجازر، ومطابقة اللحوم ومنتجاتها للمواصفات الصحية، إلى جانب غياب الرقابة، على الأدوية والأمصال واللقاحات الحيوانية والداجنة، وفتح الباب على مصرعيه، أمام الأمراض والأوبئة الوافدة، التى تهدد، وقد تفتك بثرواتنا، فى حالة نقص وغياب الطبيب البيطرى، صاحب الخبرة العلمية والعملية، وخاصة بعد أن توقف تكليفهم، للعمل بالحكومة والقطاع العام، منذ سنة 1995 وحتى الآن.

 

الدكتور خالد العامري نقيب الأطباء البيطريين
الدكتور خالد العامري نقيب الأطباء البيطريين


كُليّات الطب البيطرى والطلاب

وتضم الجامعات المصرية، أكثر من 18 كلية طب بيطرى، ويخرج من كل كلية، ما يقارب من الـ 300 طالب سنوياً، وعلى الرغم من وجود، حوالى 65 ألف طبيب بيطري، مُسجل في نقابة الأطباء البيطريين، منهم 11 ألف طبيب يعملون بالحكومة، إلاّ أن هناك أزمة ونقص حاد فى أعداد البيطريين، وكان التكليف يصدر بقرار سنوى، من مجلس الوزراء، بناءً على طلب وزارة الزراعة، وحسب احتياجاتها، ولكن بعد أن توقف، اتجه مايقارب من 29 ألفاً و424 طالباً، من خريجي كليات الطب البيطرى كل عام، إلى العمل فى معامل التحاليل والدعاية لشركات الأدوية، أو العمل فى شركات تصنيع وتجارة الأعلاف، أو فتح عيادات خاصة.

932
رعاية الثروة الحيوانية 
 

المهنة تحتاج لاهتمام الدولة

وكان الدكتور خالد العامري، نقيب الأطباء البيطريين، قد أكد فى تصريحات له، أن مشكلة نقص الأطباء البيطريين، مشكلة وازمة حقيقية، يعاني منها القطاع، في الوقت الذي توقف فيه، تعيين الأطباء البيطريين منذ سنوات، علاوة على تدني عدد الأطباء البيطريين، المتواجدين خلال الوقت الراهن،  والذين يوجد أكثر من نصفهم في الطريق للوصول إلى سن المعاش، خلال السنوات الـ 7 المقبلة.

 

وتابع نقيب البيطريين، أن المهنة تحتاج اهتماماً من الدولة، وهو ما دعت إليه النقابة خلال الفترة الماضية، والمطالبة بوزارة خاصة بالطب البيطري، نتيجة أنه يتم الاعتماد على الأطباء البيطريين، في النهوض بالثروة الحيوانية، والرقابة عليها، بما يعمل على مواجهة المشاكل، التي تعترض صحة المواطن المصري، كالحد من فساد اللحوم، من خلال الرقابة والاهتمام بالثروة الحيوانية، عن طريق مواجهة الأمراض، التي تصيب المواشي على سبيل المثال وليس الحصر، واستنكر "العامرى" غياب السياسة الواضحة للطب البيطري، خلال الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يظهر في تردي أوضاع الطب البيطري.

 

٢٠١٧١١١٦_١٠١٧١٠
الأطباء البيطريون يتابعون رعاية الثروة الحيوانية


عودة تكليف الأطباء البيطريين

ومن ناحيته، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين:إن الفلاحين والمزارعين، يتضامنون مع كل الدعوات، التي تطالب بعودة التكليف للأطباء البيطريين، المتوقف منذ عام 1995، ولفت أبو صدام إلى أن عدم تكليف أطباء بيطريين جُدد، أدي إلي تدهور الثروة الحيوانية فى مصر، وهو ما أضعف دور قطاع الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، في المكافحة والوقاية من الأمراض، لاسيما أن الكثير من الأمراض، التي تصيب الحيونات مشتركة مع الإنسان، وهو ما ينذر بالخطر، ويكلفنا ملايين الجنيهات، سواء للعلاج وقت الإصابة بالأمراض، أو في صورة فقدان المواشي، كما أن قِلّة عدد الأطباء البيطريين، يزيد الأعباء والتكلُفة علي المربين، ويزيد فرص نفوق الحيوانات وانتشار الأمراض.

الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين
الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين

 

وأضاف أبوصدام، أن ترك خريجي كليات الطب البيطري بدون عمل، يؤدي إلي إهدار ثروة علمية،  نحن في أشد الحاجة إليها، وهو أيضا ظلم كبير لهولاء الخريجون، الذين تعبوا وأتعبوا أولياء أمورهم في دراسة، لمده 5 سنوات من عمرهم،  وأشار نقيب عام الفلاحين، إلى أن معظم الخريجين،  يعملون حالياً في مجالات أخرى، مثل الدعاية الدوائية البشرية ومنتجات التجميل أو مجالات أخرى بعيدة ولا تمتّ بصلة للدراسة التي تعلّموها ولا يستفيد بها الخريج، ولا تستفيد بها الدولة، حيث نعاني من نقص، في الأطباء البيطرين العاملين بالحكومة، تزامناً مع خروج العديد من الموجودين حالياً إلى المعاش.

 

 

مطلب عادل

وأشار عبد الرحمن أبوصدام، إلى أن عودة التكليف للأطباء البيطريين، هو عودة لقيمة المهنة بالكامل،  في الحاضر، وضمان للتنمية في المستقبل، وأكد أبوصدام أن الطبيب البيطري، هو أساس التنمية في الثروة الحيوانية، وعودة التكليف مطلبٌ عادلٌ،  لإنقاذ مهنة بأكملها، وأطباء أنفقت عليهم الدولة  الكثير، ليحصلوا على لقب"طبيب بيطري".

 

الإشراف على ذبح اللحوم
الإشراف على ذبح اللحوم

 

وأوضح أبوصدام، أن إعادة تكليف الأطباء البيطريين، واجب علي الدولة، وحق من حقوق الأطباء، لصناعة مستقبل خالي من الأمراض، وطرح مُنتج حيواني آمن وصحي، وأن توقف التعيينات، منذ عام 1995، قلّص عدد الأطباء البيطريين، إلي 9 آلاف طبيب بيطرى فقط، مُعينين الآن، وفى خلال 5 سنوات من الآن، سيخرج حوالي 5 آلاف منهم للمعاش، وسيصبح إجمالى الأطباء 4 آلاف طبيب بيطرى فقط.

وأشار نقيب عام الفلاحين، إلى أن 150 طبيباً بيطرياً فقط، معنيين بالتفتيش على الأغذية،  على مستوى الجمهورية، وهو ما يستحيل معه التفتيش، على كل الفنادق والقرى السياحية والمستشفيات البشرية وغيرها، وأكد أبوصدام أن عدد الأطباء البيطريين، فى محافظة القاهرة هو 8 أطباء  فقط، والجيزة 6 أطباء، وهذه أعداد لا تكفي لضمان وصول الغذاء الآمن للمواطن، مناشداً بتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحل هذه الأزمة، قبل أن يصبح مصير الأطباء البيطريين، كمصير المرشدين الزراعيين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق