حقوق الإنسان أكذوبة الحلم الأمريكي لانتهاك البشر

الأربعاء، 22 مايو 2019 09:00 م
حقوق الإنسان أكذوبة الحلم الأمريكي لانتهاك البشر
تامر البطريقى

تلجأ الغالبية من الدول الأوروبية، ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلى رفع شعارات رنانة، تدغدغ بها المشاعر ويعزفون بها على أوتار القلوب، تارة تحت مسمى حقوق الإنسان، ليغازلوا بها اُذن الشعوب، حتى يحققوا غايتهم في نشر ثقافة وعقيدة أنهم وحدهم من يحترمون الإنسان ويقدسون حقوقة، على غير الحقيقة، التي تؤكد أنهم أول من انتهكوا حقوق الإنسان وأضاعوا الإنسانية وأراقوا الدماء. 
 
حدثنا التاريخ عن إعدام «ماري»، وهي الحادثة التي رسخت لأبشع انتهاك حقيقي، بل وأكدت وجود جينات «دموية» لدى فصيل حقق أحلامه، وصنع له وطن بذهق الأرواح ومهد طريقه بإباده جماعية لأصحاب الأرض الأصليين أو كما يعرفون باسم «الهنود الحمر»، ولم يكتفي هذا الفريق بما حققه من انتصارات زائفة، بل تبلور الفكر لدى «الغازي»، وحقق غايته في السطوة الدولية، بانتصار مؤزر ليفوز بلقب «دولة عظمى»، بعدما اقترف أبشع جرائم الإنسانية، بارتكابه فاجعة ضرب «هيروشيما ونجزاكي» بالقنبلة النووية، بعدهاصنع اكذوبة حقوق الإنسان، التي مكنته تحت رايتها من إنتهاك حقوق الإنسان، بهدف استنزاف مواردها.

إعدام ميري قبل دقائق من عرضها المنتظر
تظل حادثة إعدام «ماري» الدليل المادي على أنه من انتهك حق حيوان ضعيف، فإنه من المستحيل إلى أن تقوم الساعة، أن يكون هو نفسه الساعي لحق الإنسان.
 
كانت هناك فيلة تدعى «ماري»، تقدم عروضا في سيرك متجول، عام 1916 زار السيرك ولاية تينيس الأمريكية، ومن قِبل الدعاية قدم السيرك إحدى عروض «ماري» بالميدان الرئيسي في المدينة، وكان والتر إيلدردج، يمتطي «ماري» على الرغم من عدم خبرته في التعامل مع الأفيال، نظرا لحداثة التحاقه بالسيرك، ولكن لم يهتم أحد أنه يحمل «حربة ذات رأس مدببة»، تستخدم لوخز الأفيال عند تدريبها حتى تتعلم طاعة الأوامر، ولم يدرك أيضاً، شارل إسبارك، مالك السيرك، أن ماري ستخالف أي شخص يحمل هذه الأداة.
 
b57bcd22-02c6-4748-8b03-7c7851ae5e04
 

يوم العرض كانت «ماري» تعاني من تورم جلدي بالقرب من فمها وصاحبها آلم شديد، وفي أثناء العرض شاهدت ماري «قشرة بطيخ»، فتوقفت لتأكلها، فحاول إيلدردج، دفعها لتواصل الحركة، ولكنها استمرت في أكل قشرة البطيخ، فما كان منه إلا أن وخذها في منطقة التورم التي كانت تؤلمها، فكان رد فعل «ماري» سريعا كالبرق، حيث جذبت إيلدردج، بخرطومها، وألقته على الأرض، ودهست رأسه بقدمها، ثم عادت بعدها لهدؤها.

 
أثار تصرف «ماري» الهلع والخوف في قلوب المتفرجين من أهالي المدينة، ليطلق البعض منهم هتافات «اقتلوا الفيلة»، فيما هرب البعض الآخر من المكان، وأطلق أحد الحدادين وكان يمتلك سلاحا ناريا 5 رصاصات، على «ماري» المسكينة، لكنها لم تتأثر، وبدأت المطالبات بإعدامها، واقترح البعض ربطها بين قطارين يسيران باتجاهين مختلفين، ليتم قتلها تمزيقا، حينها أدرك سبارك، مالك السيرك، أن أهالي المدينة يريدون الانتقام، وأن «ماري» ستقتل في كل الأحوال، وسيخسر ثمنها، فاتجه إلى فكرة شيطانية واقترح على سكان المدينة «شنق ماري»، وتواصل مع أهالي مدينة إيروين بولاية إيداهو الأمريكية، التي كان يرغب في الانتقال إليها حين تنتهي عروض السيرك بولاية تينيس، وطلب من سكانها استعارة رافعة تستخدم في رفع عربات القطار، وحمل 100 طن، وفي المقابل السماح لأهالي أيروين بحضور الشنق مجاناً.
 
ثبتت سلسلة حول قدم «ماري» حتى لا تتحرك، وسلسلة أخرى حول عنقها، وبدأت الرافعة في الارتفاع بماري شيئا فشيئا، ولكن لم ينتبهوا إلى أن السلسلة الملفوفة بقدمها، لا تزال مثبته بالأرض ولم يتم تحريرها، ما أدى إلى تمزق قدم ماري.
 
بعد تمكن الرافعة من «رفع» ماري لمتر ونصف، انكسرت السلسلة الملفوفة حول عنقها وسقطت وارتطمت بالأرض بقوة، وكسر حوضها، لكنهم أعادوا المحاولة بسلسلة أخرى أكثر غلظة، و«لفوها» هذه المرة حول رقبة ماري، لكنها لم تنكسر، وأخذت «ماري» تختنق وتصدر أصواتاً تعبر عن آلامها من الاختناق والكسور التي تعاني منها.
 
كان الجمهور يعبر عن سعادته بالصخب والهتافات بما يراه، و ظلت «ماري» معلقة لمدة نصف ساعة، بعد ذلك فحصها طبيبا بيطريا وأعلن وفاتها، دون أن يعلم الحضور.
 
حادثة الفيلة «ماري» توثق جرائم الحلم الأمريكي، الذي تحقق على حساب البشرية، بشكل متنوع، إلا أن إعدام «ماري»، وقنبلة هورشيما ونجازاكي النووية، وما تبعهم من جرائم في حق الشعوب حتى الأن، من انتهاك حقوق البشر وتبرير استباحة حقوق الغير بأكذوبة حقوق الإنسان،  وصمة «عار» في جبين الحلم الأمريكي الكاذب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق