أخطرها عَبَرَ المحيط الأطلطنى فى 10 أيام..

الزراعة تعلن الحرب على الجراد.. تكافح الجراد الصحراوى بأسوان وعلى الحدود السودانية

الثلاثاء، 28 مايو 2019 09:00 ص
الزراعة تعلن الحرب على الجراد.. تكافح الجراد الصحراوى بأسوان وعلى الحدود السودانية
فرق مكافحة الجراد بوزارة الزراعة
كتب ــ محمد أبو النور

تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، جهودها المستمرة، فى مكافحة الجراد الصحراوى، خلال هذه الأيام سنوياً، وهى الفترة التى تمثّل موسم تكاثره، وتبدأ خلال فصل الصيف، من شهر مايو وحتى شهر سبتمبر.

وتتم أعمال المكافحة بالمبيدات، أثناء وجود أسراب الجراد على الأرض، وعلى الرغم من تصريحات القيادات الزراعية، التى تقلل من حجم وكميات الجراد، وأنه تمت عملية مقاومتها ومواجهتها بنجاح، إلاّ أن مصر قد تعرّضت فى سنوات سابقة، لهجمات الجراد الصحراوى، وتسبب ذلك فى خسائر كبيرة وقتها، غير أن تطور وتنوع طرق المكافحة، إضافة إلى التعاون بين مصر وجيرانها، من الدول العربية والإفريقية، وامتداد وتجاوز أعمال المكافحة للحدود مع الدول الأخرى، قد قلل من أخطار أسراب الجراد فى السنوات الأخيرة.

 

E5278009603486308B24268DDD17DB0C
هجمات الجراد الصحراوى 


هجمات الجراد السابقة

كوشهدت مصر عدة هجمات للجراد الصحراوى، على فترات وسنوات قريبة وأيضا متباعدة، وكان أهمها ما حدث في عام 1954، عندما هاجمت أسراب الجراد الأحمر، المناطق السكنية والزراعية، وأتت على ما صادفها من زراعات، وكانت هذه الأسراب وقتها، جانباً من هجمة إقليمية لأسراب الجراد، ما بين عامي 1954 و1955، حيث سجلت الزراعة وقتها، ظهور 50 سرباً من الجراد، تسببت فى دمار مايقرب من 250 ألف طن من محصول الذرة، كما بلغت خسائر الحاصلات الزراعية في المغرب وقتها حوالى 15 مليون دولار.

ثم تكررت الهجمات مرة أخرى، وبحلول عام 1968 شهدت مصر هجمات من أسراب الجراد، القادمة من شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، غير أنها مرّت دون أن تسبب أي أضرار زراعية، لعدم تجاوزها المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد.

وفى عام 1988، تمكنت عدة أسراب من الجراد الصحراوي، من عبور المحيط الأطلنطي قادمة من موريتانيا، ووصلت إلى منطقة البحر الكاريبي، وقد قطعت فى رحلتها، أكثر من 5000 كيلومترا في 10 أيام، وقد هاجم حوالى 68 سرباً الأراضي المصرية وقتها، وتراوحت مساحة الواحد منها، ما بين 40 إلى 100 كيلومترا مربعاً، ولم تسفر هذه الهجمة عن خسائر، لعدم تجاوزها المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية.

 

وفى عام 2004، شهدت مصر هجوماً حاداً من الجراد الأحمر، حيث غطت أسراب كبيرة منه سماء القاهـرة وقتها، وواصلت الأسراب مسيرتها شمالاً إلى محافظات البحيرة والمنوفية والاسكندرية، ولكن لم يتسبب الجراد حينها فى أى أضرار زراعية، على الرغم من كثافته وانتشاره، لأنه كان من النوع النشط، الذي لايستقر في مكان واحد أكثر من ليلة واحدة.

 

كما تكررت هجمات الجراد فى عام 2007، وكذلك فى عام 2011، حيث شهدت مصر هجوماً خلال هذين العامين، لتجمعات جراد شبه الجزيرة العربية، ولم يُسفر عن أية مشاكل نهائياً، بسبب قِلّة أعداده التي تم التعامل معها بسهولة.


أبو سِمبل وجرف حسين وقسطل

وتلقت وزارة الزراعة، تقريرًا من الدكتور عصام يس، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية، بشان مكافحة الجراد الصحراوي، بمناطق أبو سمبل وجرف حسين وقسطل، على الحدود السودانية شرق بحيرة ناصر.

 

533
الجراد على الزراعات 

 

وأكد التقرير، أنه ورد بلاغ للإدارة العامة للجراد، بتاريخ 23/5/2019، يفيد بوجود جراد صحراوي بأعداد محدودة، في منطقة أبو سمبل وجرف حسين وقسطل، على الحدود السودانية، وعلى الفور قامت الإدارة بتكليف 3 لجان، للمرور بالمناطق المختلفة لمحافظة أسوان، للكشف عن وجود أية تجمعات للجراد الصحراوي بالزراعات المختلفة.

وتم تشكيل لجنة، مكونة من المهندس مدير عام الإدارة العامة لشئون الجراد، والمهندس مدير إدارة مقاومة الجراد والنطاط، تحركت من القاهرة إلى أسوان مباشرة، فور تلقي البلاغ.

وبدأت لجان مكافحة الجراد الصحراوي عملها، مساء الجمعة الماضى، بمناطق أبوسمبل ومزارع جرف حسين وقسطل، على الحدود السودانية، شرق بحيرة ناصر، وكذلك بعض المزارع الصغيرة في وادي شعيب، منطقة نصر النوبة، ومنطقة جرف حسين ووادي عبادي.

وأشار التقرير، إلى أنه قد تمت مكافحة 153 فدانا مصابة بالجراد الصحراوي، ولازالت أعمال المكافحة مستمرة، في عملها حتى صباح يوم السبت في المناطق المذكورة.

 

2019_2_17_17_34_49_378
فرق مكافحة الجراد 


رش أكثر من 12 ألف كيلو متراً بالمبيدات

وعلى الجانب الآخر، أعلن الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، السيطرة على كميات الجراد الصحراوى، الذى وجد فى المناطق الحدودية مع السودان، خاصة محافظة أسوان، وأوضح أن أعمال المكافحة بدأت يوم الجمعة الماضى، واستمرت حتى يوم السبت.

وأشار القرش إلى أن حملات مكافحة الجراد الصحراوى مستمرة، وتعمل على مواجهة أى إصابة قبل ظهورها، وأكد أن مكافحة الجراد فى مناطق الحدود الجنوبية، يتم برش أكثر من 12 ألف كيلو متراً فى المنطقة، بالمبيدات اللازمة لمواجهة أى وجود للجراد.

 

58d4f147db5bcfee72b364bd9d235b7e
رش مناطق تجمعات الجراد بالمبيدات

 

ولفت القرش إلى أن كميات الجراد الصحراوى، التى عثر عليها فى مناطق الحدود الجنوبية، لا تصنف على أنها أسراب، نظرا لقلة عددها، وأن تلك الكميات الموجودة، هى فقط تجمعات من متبقيات عمليات المكافحة السابقة، فى مواقع محدودة، وتم القضاء على معظمها يوم الجمعه، والتجمعات الباقية السبت.

وقال إن عملية رش كميات الجراد، تتم خلال فترات الليل، لضمان انخفاض معدل حركته، حتى يتم التأكد من القضاء التام على المجموعة المتبقية، موضحًا أن تلك الكميات التى ظهرت، هى نتيجة موسم تكاثر الجراد، الذى يبدأ خلال فصل الصيف من شهر مايو إلى سبتمبر، وتتم أعمال المكافحة بالمبيدات، فى أثناء وجوده على الأرض، حيث تشل حركته وتقضى عليه، وأن الإدارة العامة لشئون الجراد والطيران الزراعى، جهزت 13 قاعدة رئيسية لمكافحة الجراد، على مستوى الجمهورية، ملحق بها 52 قاعدة للمقاومة الفرعية.

وأشار القرش إلى أن منطقة الحدود الجنوبية، تشمل أسوان، وساحل البحر الأحمر، وأيضا بحيرة ناصر التى تملك وحدها 11 قاعدة مقاومة، مجهزة بالمبيدات والموتورات والسيارات ورجال المقاومة المدربين، لتغطية المنطقة الجنوبية الحدودية، وهى أبوسمبل السياحية، والعلاقى، وجرف حسين، وأبو رماد، وشلاتين.

 

resize
جانب من هجمات الجراد الصحراوى على الزراعات 


كميات الجراد لا تشكّل تهديدًا

وقال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن مجموعات الجراد، التي ظهرت بأبوسِمبل بأسوان، قليلة ولا تشكل تهديدا كبيرا علي الزراعات، وقد قامت وزارة الزراعة بالتصدي لها علي الفور، بالمكافحة والمقاومة برش المبيدات اللازمة، من خلال المواتير، مؤكدا علي وجود قاعدة الجراد الرئيسية بمدينة أسوان، بالإضافة إلى 11 قاعدة جراد أخرى بأبو سمبل السياحية والعلاقي وجرف حسين ووادي عبادي والبرامية وأبرق وحماطة ومرسى علم والشيخ الشاذلي وأبو رماد وشلاتين.

 

وأضاف أبوصدام أن مجموعات الجراد، لم تصل لحجم الأسراب، وقد ظهرت بمنطقة الكيلو 16 بمدينة أبو سمبل، وتصدّت لها فرق المكافحة، وتم إجراء المسح الشامل لكل الزراعات بالمدينة، ولفت أبوصدام إلى أن الجراد الصحراوى والإفريقى قادم من السودان، وأن ظهور الجراد الصحراوى والإفريقى، في هذا الوقت طبيعي، و يرجع ذلك إلى بدء موسم تكاثر الجراد، الذى سينتهى فى شهر سبتمبر المقبل.

 

 
221949-134850-320198144355229-الجراد-الصحراوى-(3)
الجراد يهاجم الزراعات والأشجار

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة