من الدودة الأمريكاني للفأر النرويجي.. الآفات والقوارض العابرة للحدود تهدد الزراعات المصرية

الإثنين، 03 يونيو 2019 04:00 ص
من الدودة الأمريكاني للفأر النرويجي.. الآفات والقوارض العابرة للحدود تهدد الزراعات المصرية
دودة اللوز الأمريكية
كتب ــ محمد أبو النور

أعاد ظهور وانتشار «دودة الحشد الخريفية» أو «الحشرة المجنحة» فى محافظة أسوان، إلى الأذهان الذكريات المؤلمة لهجمات الآفات والحشرات والقوارض الزراعية، على الزراعات والمحاصيل المصرية، خلال النصف قرن الأخير، حيث تعرضت مصر لأكثر من موجة وهجمة للآفات الزراعية والحشرات والقوارض، ومنها الآفات و الجراد والفئران، التى تسببت فى دمار وهلاك المحاصيل الزراعية، وعلى الرغم من الرد والمواجهة الحاسمة، التى أبدتها الحكومة، ممثلة فى وزارة الزراعة فى حينها، إلا أن هذه الهجمات، ستظل عالقة فى الأذهان، نظراً لقوتها وشدة ضراوتها، وآثارها الكارثية على المحاصيل والاقتصاد القومى.

images (1)
دودة اللوز الأمريكية 


الدودة الأمريكاني
فى أوائل السبعينات، وفى منتصف صيف حار، مثل هذه الأيام، هاجمت «دودة اللوز الأمريكية» أو «دودة اللوز القرنفلية» محصول  القطن وهو فى طور ظهور "الوسواس" و"الليمون" و"اللوز" و"التزهير"، وفى البداية ظن الفلاحون والموارعون وقتها، أن الآفة التى تهاجم القطن، هى دودة القطن العادية، التى يشاهدونها ويكافحونها ويقاومونها سنوياً، غير أن تطور وانتشار دودة القطن وقتها، بعد متابعة ورصد وفحص آثارها، تبين أنها وافدٌ جديدٌ على الزراعة المصرية، وأثبتت الدراسات والفحوص حينها، أن الآفة التى تكافحها وزارة الزراعة، من خلال فرق المقاومة اليدوية و جمع اللطع والرش بالمبيدات، ماهى إلا دودة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، عابرة للحدود و الدول والقارات والمحيطات، وجاءت تسميتها فى مصر بدودة لوزة القطن الأمريكية.

وتسببت هذه الآفة الجديدة على مصر وقتها، فى دمار القطن على الرغم من استنفاذ جميع أشكال مقاومة الآفات الزراعية، ولم يقتصر ضررها على محصول القطن فقط، بل أصابت بأضرارها كافة المحاصيل الزراعية، المتواجدة فى الأراضى القريبة من القطن والبعيدة عنه، من ذرة وخضروات وفاكهة، حتى أنها أتت على كل المساحات الخضراء، وكان الأمر العجيب والغريب، أنها انطلقت بعد ذلك، إلى الحشائش والهيش، المتواجد على حواف الترع والمصارف، لتلتهمه هو الآخر بشراهة لم يشاهدها المزارعون والفلاحون من قبل، بل وصل الأمر بالآفة الجديدة وقتها، أنها وصلت إلى جريد وسعف النخيل لتأكله أيضا، ووقتها ظن البعض أن هذا من علامات الساعة الصغرى، وأنه غضب من الله على عباده، لتأخرهم فى إخراج الزكاة والصدقات، وخاصة زكاة الزروع، أمّا قمة العجب، فكان فى عدم قدرة المبيدات الموجودة وقتها، فى القضاء على هذه الآفة، واضطرت مصر لاستيراد مبيدات جديدة، لمكافحة هذه الدودة، التى كانت قد اكتسبت مناعة ضد المبيدات الموجودة سابقاً.

_ورق القطن
الدودة الشوكية الأمريكية 


الفأر النرويجي
ومن القوارض التى دخلت مصر وانتشرت فى ريفها وحضرها، وزراعتها ومخازن غلالها وأخشابها، الفأر النرويجى، ويقال إنه دخل مصر عن طريق ثغرة الدفرسوار فى حرب أكتوبر عام 1973، غير أن هناك من يقول، إنه دخل مصر عن طريق صفقات الأخشاب المستوردة من أوربا، عن طريق السفن فى السبعينات، وحالياً توجد فى مصر 5 أنواع من الفأران، حسب بيانات الإدارة المركزية لمكافحة القوارض بوزارة الزراعة، وهى  الفأر النرويجي، وفأر الغيط، والفأر الأسود المتسلق، وفأر المنزل، والفأر الصحراوي، وحتى يتم التعامل مع كل نوع في عملية المكافحة، لابد من دراسة كل نوع، فمثلًا الفأر النرويجي يصل وزنه لنصف كيلو جرام، والمحبب في غذائه البروتين الحيواني، وغالباً ما يعيش بالأماكن القذرة، مثل المجاري المائية أو المصارف.

 أمّا النوع الثاني فهو فأر الغيط، ووزنه حوالى 300 جراما، وعادة ما يأكل الحبوب، والنوع الثالث هو فأر المنزل، ووزنه حوالى25 جراما، ويعد أخطر الأنواع، والنوع الرابع هو الفأر الأسود المتسلق، وعادة ما يصعد على الشجر أو النخيل، ويحب أكل السكريات، وما يميزه أن لونه أسود وذيله أطول من رأسه وجسده، ويستطيع تسلق الحوائط العالية جدا، بسبب قدرة قدميه على القيام بعملية تفريغ الهواء، أما النوع الخامس، فهو الفأر الأصفر، ولونه أصفر بالفعل ويعيش في الأماكن الصحراوية أو الأراضي المستصلحة حديثا، ويتغذى على النباتات الموجودة بالصحراء.

images
الفأر النرويجى


الجراد
ومن الحشرات العابرة لحدود الدول، بل والقارات، الجراد بأنواعه وأشكاله ومواطنه ومناطق تكاثره واندلاعه، وهى حشرات خطيرة جداً، لأنها تهدد الزراعات وتبيدها فى حالة هجماتها واستقرارها فى مكان، ويمثل الجراد خطورة على المحاصيل والزراعات حسب تقارير وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، حيث يتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، عن طريق كسر الأشجار نظرا لثقلها عندما تستقر بأعداد كبيرة على الشجرة، وتتناول الجرادة الواحدة من الغذاء ما يعادل وزنها أو يزيد من المزروعات في اليوم الواحد.

1-145

أسراب الجراد 

ويسير الجراد في أسراب كبيرة تصل أعدادها إلى أكثر من 200 مليون جرادة، وتلتهم الجرادات في كيلومتر واحد من السرب، حوالى 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص، لمدة سنة "والجرادة الواحدة تأكل من 1,5 - 3 جرامات - والكيلومتر المربع يحتوي على 50 مليون جرادة على الأقل"، ولذلك تستعد له مصر وتقاومه عن طريق 400 محطة لمتابعته ورصده.

جراد1
جراد يلتهم الزراعات

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة