مخطط مشبوه.. كيف يحاول أردوغان الاستيلاء على غاز المتوسط؟

الخميس، 06 يونيو 2019 09:00 ص
مخطط مشبوه.. كيف يحاول أردوغان الاستيلاء على غاز المتوسط؟

يضع رجب إردوغان الغاز الليبي نصب عينيه، ويعتمد على عملاء ومليشيات جماعة الإخوان الإرهابية لنهبه، ويقدم فى سبيل ذلك الدعم السياسى والعسكرى لحكومة الوفاق، لكن زبانيته يخططون لتوريط البلد العربى فى ملف ترسيم الحدود البحرية، لمواصلة سياسة البلطجة على دول الجوار.
 
اقترح مسؤول عسكري تركي كبير، وخبير في القانون البحري، خطوتين عاجلتين يجب على أنقرة تنفيذهما لحماية ما يسميه حقوقها المشروعة في شرق البحر المتوسط​​، مستغلا في هذه الخطة المياه الليبية، بحسب ما نقلت صحيفة حرييت التركية.
 
وكشف الأدميرال جيهات يايشي عن مخطط تركيا العسكري لنهب ثروات المتوسط، في حلقة نقاشية عقدتها جامعة أنقرة، قائلاً: "تهدف اليونان وقبرص إلى أن تنحصر المناطق الاقتصادية الخالصة التركية على خليج أنطاليا، لذا يجب على تركيا كدولة ساحلية تمتلك أطول شاطئ في شرق البحر المتوسط، ألا تتخلى أبدا عن حقوقها وحقوق شمال قبرص".
 
وشدد على ضرورة أن تعلن أنقرة عن مناطقها الاقتصادية الخالصة دون تأخير، ثم توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.
 
وأضاف، إذا أقدمت تركيا على هذه الخطوة، فإنها ستزيد من مساحة منطقتها الاقتصادية الخالصة لتصل إلى 189 ألف كيلومتر مربع، كما ستضيق المنطقة الاقتصادية الخالصة للقبارصة اليونانيين، لتصب في صالح إسرائيل، وتمنح تركيا مساحة إضافية، بحسب تصريحات "يايشي".
 
أثارت عمليات التنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط الخلافات بين تركيا من جهة وقبرص واليونان من جهة أخرى.
 
وتتنازع أنقرة وحكومة القبارصة اليونانيين، المعترف بها دوليا في قبرص، على حقوق التنقيب عن النفط والغاز، بمكامن بحرية في شرق المتوسط، متوقع أن تكون غنية بالغاز الطبيعي.
 
في يناير الماضي، أقدمت مصر على خطوة مهمة، اجتمعت بمقتضاها دول بشرق المتوسط، واتفقت على إنشاء "منتدى غاز شرق المتوسط"، على أن يكون مقره القاهرة، ويضم المنتدى مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية.
 
والأسبوع الماضي، تحدثت 4 مصادر تركية إلى وكالة بلومبرغ الأمريكية، عن بحث تركيا نشر أنظمة إس-400 الصاروخية الدفاعية، التي تنتظر تسلمها من روسيا على طول الساحل الجنوبي للبلاد، بالقرب من السفن الحربية التي تراقب عمليات استكشاف مصادر الطاقة قبالة سواحلها.
 
وتثير تحركات تركيا في المتوسط غضبا دوليا، حيث تحولت ممارساتها إلى صداع في رأس الاتحاد الأوروبي، ودول الجوار التركي، التي تحاول تفادي الدخول في صراعات، تشعل أجواء التوتر في المنطقة التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار.
 
أعمال الحفر والتنقيب التركية عن النفط والغاز الطبيعي واجهت احتجاجا من قبرص والولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وبعض الدول الأوروبية.
 
وأعلن الاتحاد الأوروبي مساندته لأثينا، حيث أطلق رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، تحذيرات لأنقرة من فرض عقوبات اقتصادية عليها نهاية مايو الماضي، وذلك في حال واصلت تركيا أنشطتها غير المشروعة.
 
ألكسيس تسيبراس، قال: "إذا استمرت تركيا بهذه الاستراتيجية، يمكن فرض عقوبات وتدابير مالية عليها، يجب عليها احترام القانون والمعاهدات الدولية، بدلًا من الاستمرار في هذه الممارسات، ينبغي أن تجلس على طاولة الحوار".
 
جاء ذلك في حوار مع وكالة أنباء ألفا اليونانية، حول التوترات الجارية بين تركيا وقبرص اليونانية، في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بسبب خطط أنقرة المتعلقة بالتنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط بسواحل قبرص، وفق ما نقلته صحيفة قرار.
 
سبقت تصريحات تسيبراس تهديد أطلقه الاتحاد الأوروبي ضد تركيا، حال لم توقف خططها في المتوسط، ولوحت بما اسمته "رد مناسب".
 
فيديريكا موغيريني، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، أكدت عقب اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الـ 28، فى بروكسل، تجديد دعمهم لقبرص، وقالت"ندعو تركيا في شكل عاجل لضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص في منطقتها الاقتصادية الخالصة، وأن أي إجراء غير قانوني سيرد عليه بشكل مناسب، وتضامن كامل مع قبرص".
 
تسيبراس ناشد العواصم الغربية في وقت سابق، بإظهار موقف واضح حيال تركيا، وقال إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على تركيا هذه المرة.
 
ومنذ انطلاق عملية طوفان الكرامة أبريل الماضي في العاصمة الليبية طرابلس، التي تستهدف سيطرة الجيش الليبي على العاصمة طرابلس، ومدن غرب ليبيا التي يسيطر عليها حكومة الوفاق الإخوانية الموالية لتركيا، وميليشيات إرهابية وتنظيمى"داعش" والقاعدة"، يمد النظام التركي حكومة الوفاق بالدعم والسلاح والمقاتلين.
 
وكشف المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، في مؤتمر صحافي منتصف مايو الماضى، تفاصيل الخط الجوي والبحري المفتوح بين النظام التركي والميليشيات المسلحة في طرابلس، مع حكومة الوفاق، لضرب الوحدة الليبية، وتكريس الفوضى في البلد العربي.
 
المسماري اتهم ميليشيات الوفاق الوطني باستخدام طائرات بدون طيار تركية، ضد الجيش الوطني الليبي والمدنيين، خارج العاصمة، وقال خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده شرق البلاد: "إن قوات الوفاق استعملت الطائرات التركية بعد إسقاط طائرات تابعة لها، وإعطاب طائرات أخرى".
 
ضبط الجيش الوطني الليبي مؤخرا سفنا تركية تنقل أطنانا من الأسلحة والذخائر للتنظيمات الإرهابية في طرابلس.
 
وكشفت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني في بيان رسمي، عن وصول إمدادات عسكرية جديدة وخبراء أتراك للمشاركة في القتال بشكل مباشر، إلى جانب قوات رئيس الوزراء فائز السراج، بعد أن قاموا بإرسال مدرعات باعتراف البرلمان التركي.
 
غرفة عمليات الكرامة أضافت في بيانها أنه "في تمام الساعة الـ11 مساء بالتوقيت المحلي، هبطت في مدينة مصراتة بغرب البلاد طائرة شحن تركية من طراز C130 على متنها فريق خبراء من الأتراك مع غرفة عمليات متكاملة".
 
وأوضحت الغرفة أنه قبل وصول هذه الطائرة، وصلت طائرة أخرى من طراز "أنتينوف" تابعة لشركة أوكرانية قادمة من أنقرة، وعلى متنها طائرات من دون طيار، مشيرة إلى أنه تم تجميع طائرتين على الأقل حتى الآن بذخيرتهما وتم تجربة إحداهما الليلة قبل الماضية، وحلّقت في ضواحي مصراتة وزليتن، وتتخذ من قاعدة مصراتة نقطة انطلاق لها.
 
ووصلت سفينة "أمازون" مايو الماضي، والتي كانت ترفع علم مولدوفا، وأبحرت حسب معلومات مواقع مختصة بمتابعة حركة السفن، من ميناء سامسون شمال تركيا في 21 أبريل الماضي، وفق موقع روسيا اليوم، كانت محمّلة بأسلحة وذخائر متنوعة وآليات عسكرية، حسبما وثقته صور ومقاطع فيديو التقطت على متنها.
 
المقاطع المصورة أظهرت أيضًا لحظة تسلّم الشحنة، من طرف كتيبة "لواء الصمود"، التي يقودها الإرهابي صلاح بادي، وذلك استعدادا لعملية موسعة تستعدّ قوات حكومة الوفاق تنفيذها ضد قوات الجيش الليبي، لمنعه من تحرير العاصمة.
 
العربات العسكرية التي تظهرها المقاطع المنشورة، تشبه مدرعات تركية من نوع "كيربي"، من صناعة شركة "BMC" العسكرية، التي تتخذ من مدينة سامسون مقرا لها، وتنتج معدات عسكرية للجيش التركي.
 
شحنات الأسلحة تدخل طرابلس رغم خضوع ليبيا لقرار أممي يحظر إدخال السلاح إلى أراضيها لأي طرف، منذ انتفاضة 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الليبي معمر القذافي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق