قصة 50 مليار دولار تخسرها دول أفريقيا سنويًا بسبب «الفساد»

الثلاثاء، 11 يونيو 2019 09:00 ص
قصة 50 مليار دولار تخسرها دول أفريقيا سنويًا بسبب «الفساد»
كتب محمد أسعد

أشار الموقع الرسمي للمنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد، والمقرر انعقاده في مصر يومي 12 و13 يونيو الجاري، بمدينة شرم الشيخ، إلى أن القارة الافريقية تخسر حوالي خمسين مليار دولار سنويا نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة.

واتخذت الدول الأفريقية عهدًا على نفسها، بألا تنتظر القارة الإحسان القادم من الدول الأخرى لتحسين أوضاعها، وإنما ستعتمد على نفسها في استغلال مواردها الهائلة للقضاء على الفقر وتحقيق التقدم والرخاء لشعوبها، والعمل بقوة على محاربة الفساد الذي يعرقل تحقيق التنمية في القارة.

وتأتي استضافة مصر للمنتدي الافريقي لمكافحة الفساد، ليعكس الاستعداد المصري للتعاون ونقل الخبرات لاشقائها الافارقة في هذا المجال الذي حققت مصر فيه انجازات ملموسة، و تنبع أهمية موضوع مكافحة الفساد في كونه يخاطب شواغل العديد من الدول الافريقية التي تواجه تحديات في كفاحها من أجل تحقيق تطلعات شعوبها نحو العيش الكريم والرخاء، بسبب آفة الفساد تتسبب في إهدار موارد القارة الضخمة و المتنوعة، بما يؤدي إلى استمرار معاناة الشعوب الأفريقية من الفقر رغم وفرة الموارد، و تتسق المبادرة المصرية لعقد المنتدى مع الأولوية المتقدمة التي يحظي بها موضوع مكافحة الفساد لدي مصر، في إطار جهودها للاصلاح الاقتصادي و التنمية و التطوير و التحديث.

وتشير التقديرات الي أن القارة الافريقية تخسر حوالي خمسين مليار دولار سنويا نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة، و يقف الفساد عقبة أمام تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063 حيث يستنزف موارد القارة و يهدر جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، وبالتالي التصدي للفساد بات مسارا مستداما للوصول للقارة لتكون آمنة ومستقرة ومزدهرة.

 وسبق وأشار تقرير مجموعة "مبيكي" إلى أن الفساد مرفقا بالتدفقات المالية غير المشروعة يكبدان أفريقيا كل سنة بحوالي خمسين مليار دولار أمريكي،

و يعد اختيار هذا الموضوع تأكيد على التزام الاتحاد الأفريقي بمكافحة الفساد من خلال الآليات التي وضعها لهذا الغرض، في هذا الصدد كشفت مؤسسة دعم قدرات أفريقيا أن المكافحة الفعالة للفساد يمكن أن تساعد أفريقيا في التركيز على الاستثمارات المكثفة وكذا تثمين الموارد البشرية.

وتشير ذات الوكالة أن هذا الخيار سيسهل تنمية القارة الأفريقية من خلال تنفيذ المخططات التنموية الوطنية لأجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة.

وتعد اتفاقية الاتحاد الافريقي لمنع ومكافحة الفساد الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الافريقية اتصالا بالفساد وهي مشابهة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الي حد كبير، ودخلت الاتفاقية الافريقية حيز النفاذ عام 2006 بإيداع وثائق تصديق 15 دولة في حينه علما بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقع علي اتفاقية علي هامش قمة أديس ابابا في يناير 2017 و صدقت مصر عليها في يوليو 2017.

مثلت قصة مكافحة الفساد، نهج مستدام نحو تحول افريقيا، و بناء عليه تم اعلان 2018 العام الافريقي لمكافحة الفساد، وجاء اختيار هذا الموضوع علي ضوء مرور خمسة عشر عامل علي اعتماد اتفاقية الاتحاد الافريقي لمنع و مكافحة الفساد في قمة مابوتو في يوليو 2003 بهدف تقييم ما تم انجازه و لتحديد الخطوات التالية لاستكمال جهود التصدي للفساد بكافة اشكاله، وتم تخصيص بند خلال قمة فبراير 2019 لمناقشة تقرير رئيس نيجيريا حول مكافحة الفساد في افريقيا و ذلك علي ضوء تولي الرئيس محمد بخاري ريادة تطبيق استراتيجية الاتحاد الافريقي لمكافحة الفساد .

وسبق وتعهد البيان الختامي لقمة عام 2018 بالقضاء على الفساد حيث عقدت القمة تحت شعار "الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا"، ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد وقتئذ إلى التخلص من عبء الفساد الذي يثقل كاهل الملايين من سكان القارة الأفريقية نساء ورجالا وشبابا، كما دعا الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني وعموم المواطنين وهياكل الاتحاد الإفريقي وباقي الفاعلين إلى العمل معا لمكافحة الفساد سنة 2018 وما بعدها، مشيرا إلى أن عبء الفساد يطال الفئات الفقيرة والمهمشة في المجتمع على وجه التحديد.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة