أردوغان يخسر الوقود الاقتصادي المشغل للإخوان.. وواقعة الليرة تؤكد: «نذير شؤم»

الثلاثاء، 25 يونيو 2019 07:00 ص
أردوغان يخسر الوقود الاقتصادي المشغل للإخوان.. وواقعة الليرة تؤكد: «نذير شؤم»
رجب طيب أردوغان- الرئيس التركي
كتب محمد أسعد

ذكرت تقارير صحفية، ارتفاع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي لأول مرة، بعد ظهور نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول، التي خسر فيها أردوغان وحزبه خسارة فادحة، وانتهت لصالح المعارضة.

وبلغت قيمة الدولار 5.717 ليرات، الاثنين، بارتفاع بنحو 2 %، بعد ساعات من فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، على منافسه مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم، في اول تغيير رئيسي في إدارة المدينة منذ 25 عاما.

وتتعرض الليرة التركية لخسارة كبيرة على مدار الأشهر الماضية، وفقدت 15% أمام الدولار منذ بداية هذا العام، فيما يرجع أحدث نزول إلى قرار إلغاء التصويت في إسطنبول الذي جرى يوم 31 مارس، وأسفر عن فوز حزب المعارضة الرئيسي بفارق ضئيل عن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له الرئيس رجب طيب أردوغان.

وبات رجب طيب أردوغان وحزبه، أمام مفترق الطرق، وهاوية السقوط، بعد الخسارة الفادحة في اسطنبول، حيث أظهرت النتائج فوزا كبيرا لإمام أوغلو الذي بات بالنسبة لمراقبين النجم الصاعد على المسرح السياسي التركي، والقادر على منافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2023.

ويرى مراقبون أن انتخابات إسطنبول لم تكن مجرد انتخابات بلدية بل أيضا كانت امتحانا لشعبية أردوغان وحزبه في وقت تواجه فيه تركيا صعوبات اقتصادية كبيرة، في حين لم يتردد أردوغان نفسه بالقول في وقت سابق: "من يفز في إسطنبول يفز بتركيا".

وذكرت شبكة سكاي نيوز عربية أنه مع فوز إمام أوغلو برئاسة بلدية العاصمة الاقتصادية لتركيا، التي يعيش فيها حوالى 16 مليون نسمة، يفرض مرشح المعارضة نفسه بالفعل على الساحة السياسية، في وقت يعاني الاقتصاد التركي من ارتفاع معدل التضخم بنسبة تصل إلى 21 بالمئة، من جراء سياسات أردوغان.

كما أظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية إلى 77.5 نقطة في مايو، لينزل 8.5 بالمئة عن مستوى الشهر السابق، مسجلا أدنى قراءة له منذ أكتوبر 2018.

في حين تراجعت الليرة التركية ما يزيد عن 10 بالمئة مقابل الدولار منذ بداية العام الجاري، بعد أن هبطت قرابة 30 بالمئة في 2018، فالحكومة التركية كانت تتمسك بأمل الفوز بإسطنبول، لأن المدينة تمنح رئيس بلديتها موارد ضخمة كانت تمثل طوق النجاة من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بشعبية أردوغان وحزبه.

وخسارة إسطنبول تعد صفعة قوية لحزب أردوغان، كون المدينة "هي الوقود الاقتصادي المشغّل لماكينة حزب العدالة والتنمية"، والمحطة السياسية الأهم قبل انتخابات الرئاسة في 2023.

ولا يخفى على كثيرين أن الحريات في عهد أردوغان هي أحد أهم الأسباب التي دفعت سكان إسطنبول لترجيح كفة مرشح المعارضة، فمنذ محاولة الانقلاب الفاشلة قبل أكثر من عامين، ووفقا لأرقام رسمية، حققت تركيا مع أكثر من 600 ألف شخص بتهم الإرهاب والانتماء إلى جماعة فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير المحاولة، واعتقلت منهم عشرات الآلاف.

والانتهاكات ضد الحريات في البلاد لم تتوقف عند الصحفيين والكتاب، بل طالت كل من رفع راية معارضة أو وجه انتقادا للرئيس رجب طيب أردوغان وسياساته، وتضع منظمة "مراسلون بلا حدود" تركيا، في المرتبة المئة والسابعة والخمسين ضمن الحريات الصحفية، بعد حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف الصحفيين على مدار السنوات الثلاثة الماضية.

وتم رصد عشرات الوفيات داخل السجون التركية منذ يوليو 2016، حسب تقرير مراقبين مدنيين، بسبب تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب، وفي معظم المرات أعلنت السلطات أن الوفاة نتيجة الانتحار دون تحقيقات شفافة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة