الحب في بلاط «مصر القديمة».. دلائل جديدة لوجود علاقة بين «حتشبسوت» والمهندس «سينيموت»

الثلاثاء، 02 يوليو 2019 08:00 م
الحب في بلاط «مصر القديمة».. دلائل جديدة لوجود علاقة بين «حتشبسوت» والمهندس «سينيموت»
حتشبسوت
أمل غريب

عرف الحب طريقه إلى قلوب البشر، منذ أن خلق الله عز وجل«آدم وحواء»، وأسكنهما إلى جواره في جنة السماء، وأُمرهما بالعيش فيها وأكل ما لذ وطاب لهما، لكنه حذر عليهما الاقتراب من شجرة معينة في الجنة امتحاناً لهما، لكنّ إبليس الذي توعّد بإغواء آدم، اقنع حواء بأن تأكل هي وزوجها من الشجرة، بدعوى أنّ الأكل منها يورث الخلود في الجنةّ والمُلك الدائم، فكانت النتيجة أن أكلا من الشجرة المحرّمة، فغضب عليهما الله وأخرجهما من الجنة إلى الأرض، ولم يعرف العالم سر الحب بين البشر حتى الآن، كذلك العلم أيضا، كما لم يجد تفسيرا منطقيا للغز ومعنى كلمة الحب الذي من أجله وبسببه قامت حروبا، وهُلكت ممالك، ومات بشر، وقتل الأخ أخيه.

لم تؤرخ أي حضارة في العالم للـ«حب» مثلما هو حال الحضارة المصرية القديمة، التي أدركت بحق المعنى الحقيقي له، ووثقته على أعمدة معابدها وحوائط مقابرها وصنعت من أجله أعظم التماثيل التي أبهرت العالم بأثره، وهو ما أبرزته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي تحدثت في تقرير لها عن توصل علماء آثار، إلى دلائل ترجح وجود علاقة غرامية بين «المملكة حتشبسوت»، وبين أحد رجال الحاشية الملكية، قبل 3500 عاما.

عرضت القناة الخامسة البريطانية، فيلما وثائقيا بإسم«النيل: نهر مصر العظيم مع بيتاني هيوز»، زارت فيه مقدمة البرنامج، مناطق هامة في معبد الملكة«حتشبسوت»، لا يستطع كثيرون دخولها، ورصدت رسومات خفية على الجدران، تخلد حياة الملكة المصرية الشهيرة، تُلمح إلى وجود علاقة غرامية بينها وبين أحد رجال حاشيتها وهو المهندس «سينيموت»، وعلى الرغم من أنه لايوجد دلائل تشير أو تؤكد صدق تقرير القناة البريطانية من عدمه، إلا أن التاريخ المصري القديم، يحفل بالكثير من قصص الحب التي خلدتها جدران المعابد والبرديات.

العشق الخالد بين إيزيس وأوزوريس

خلدت المعابد المصرية القديمة، إحدى أشهر قصص الحب والوفاء على الإطلاق، بين «إيزيس وأوزيريس»، والتي خلدت إيزيس ووجعلت منها رمزا للحب والوفاء، وبحسب الأساطير المصرية القديمة، فإن«ست» شقيق أوزوريس، غار منه وحقد عليه، مما دفعه إلى وضعه في تابوت وألقاه في النيل، إلا أن زوجته إيزيس، ظلت تبحث عنه إلى أن وجدته وأعادت له الحياة.

في برلين يوجد بردية خلدت الحب الأبدي بين إيزيس وأوزوريس، برقم 3008/ قصيدة «إيزيس العاشقة الأولى»: «تعال نحو بيتك تعال إلى بيتك.. أنت يا من لا أعداء له.. أيها الشاب الجميل الطلعة.. تعال بيتك لكي تراني.. لا تفترق عني أبدًا.. أنا لا أراك ولكن قلبي.. يتطلع للقياك.. وعيوني تبحث عنك.. تعال يا من توقف قلبه عن الخفقان.. إنني أناديك ويرج صراخي أجواء السماء.. ولكنك لا تسمع صوتي.. أنت لم تحب امرأة أخرى سواي».

ايزيس وأوزوريس

أمنتحت الثالث وتى

عاش الملك «أمنحتب الثالث»، أروع قصص الغرام على الإطلاق في الحضارة المصرية القديمة، فهو الملك الذي كان يعشق النساء الفاتنات، ضرب بالتقاليد الملكية عرض الحائط، بقرارة بالزواج من الفتاة«تي» التي لا تنتسب إلى الأسرة الملكية، ومن شدة وله بها، أمر بتخليد ذكرى زاوجه منها على «جعران» كبير، حتى أنه بعد مضي 8 سنوات على زواجه من محبوبته والكة قلبة، تزوج زواجا سياسيا من أميرة أجنبية، ذكر أسمها واسم ابيها وأمها في وثيقة زواجه الجديد، وكأنه يقول إنها حاضرة حتى في وثيقة غيرها، تخليدا للمرأة الوحيدة التي لن ينساها، كذلك ثار على كل القواعد المصرية القديمة، وشييد عددا من التماثيل لـ«تي» بجواره وبنفس حجمه، على الرغم من أن الأعراف الفنية حينها، كانت تصنع للمرأة تمثالا أقل حجما من الرجل.

أمنحتب الثالث وتى

قصائد عشق منكاورع في الأميرة خعمررنبتي الثانية

من أروع قصص الحب في التاريخ المصري القديم، تلك التي كانت بين الملك«منكاورع» وزوجته «الأميرة خعمررنبتي الثانية»، فكان يكتب في عشقها قصائد الشعر، كما كانت هي الأخرى تتغزل فيه، ومن بين الأبيات التي كتبها عشقا: «قلبي يضطرب وجسدي يرتاح كلما مشينا سويا».

منكاورع والأميرة
 

من عينك استمد قوتي.. قصة المغني والكاهنة

خلدت جدران مقبرة مغني البلاط الملكي من الأسرة الخامسة «كاهاي» في سقارة، وزوجته الكاهنة، وهو ينظر إلى عيناها ويقول: «أنظري إلي سيدتي ومحبوبتي فمن عينيك أستمد قوتي»، وهي ترد عليه قائلة: «ستعرف كم أحبك وترى فيهما روحي التي خطلت بروحك».

حب إياح حتب يطرد الهكسوس من مصر

جسدت المقابر المصرية القديمة، قصة الحب الخالدة بين الملكة «إياح حتب» وزوجها «سقنن رع»، والدا الملك أحمس، خاصة لما لها من روعة عاطفية وأهمية سياسية حدثت في غزو الهكسوس لجنوب مصر، فبحب الملكة «إياح حتب» استطاعت مساعدة زوجها في طرد الهكسوس من مصر، وعندما قوتل في المعركة، وقفت وراء ابنها «كامس» لإكمال معركة والده، إلا أنه قٌتل هو الأخر، فلم تيأس ودفعت بأبنها الملك «أحمس الأول» لقيادة الجيش واستكمال معركة والده، حتى انتصر وثأر لأخيه وأبيه وطرد الهكسوس من مصر.

والدة أحمس ووالده
 

الغرق حبا في تونة الجبل

أحبت الفتاة الإغريقية فاتنة الجمال « أزادورا»، الشاب المصري «حابي»، لكن أبوها رفض هذا الحب زوادج أبنته من شاب لا يوجد بينها وبينه أي تكافوء، حيث كان والدها حاكم الإقليم، وفي إحدى المرات وأثناء ذهابها لمقابلة حبيبها، غرقت بها مركبها في نهر النيل، فرثاها أبوها في قصيدة حزينة، وبنى لها قبرا كبيرا في منطقة تونة الجبل بالمنيا، ووضع جثمانها على سرير بدلا من التراب، وعندما عرف «حاب» بنبأ موتها، كان بعد موتها، كان يسير إلى قبرها يوميا 8 كيلومترات، من الأشمونين غرب النيل إلى تونة الجبل في الشرق، ليضيء لها شمعة على قبرها.

 

ا

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق