أسباب ونتائج.. الدعم التركي للميلشيات المسلحة فى ليبيا

الأربعاء، 03 يوليو 2019 06:00 ص
أسباب ونتائج.. الدعم التركي للميلشيات المسلحة فى ليبيا
ليبيا
كتب مايكل فارس

حين تمكن الجيش الوطني الليبي من إسقاط طائرة  تركية ميسرة، فى طرابلس، انكشف جليا الدعم العسكرى الكامل للميليشيات المسلحة فى ليبيا من قبل أنقرة، وقد أعلن المركز الإعلامي التابع للجيش الوطني الليبي، أن الجيش أسقط طائرة تركية مسيرة كانت تحاول ‏استهداف مواقع الجيش في طريق المطار بمدينة طرابلس، وقد كبدت القوات المسلحة الليبية، المجموعات الإرهابية في منطقة السبيعة جنوبي طرابلس، ‏خسائر في معداتها وأفرادها خلال هجوم حاولت من خلاله التقدم والتغلغل في أحد خطوط القوات المسلحة، مشيرا إلى ‏الجماعات الإرهابية تمت مطاردتها حتى داخل منطقة العزيزية، بحسب شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي.

 

والدعم التركي للميليشيات المسلحة فى ليبيا له أهداف ومصالح فلن يأتى من فراغ، وسر هذا الدعم هو طمع تركيا فى بترول ليبيا، وقد انكشفت المؤامرة حين اقترح الأدميرال، جيهات يايشي، وهو مسؤول عسكري تركي كبير وخبير في القانون البحري، خلال حديثه فى جامعة أنقرة،  خطوتين "عاجلتين" يجب على تركيا اتخاذهما لحماية حقوقها المشروعة في شرق البحر المتوسط​​، بحسب ما نقلت صحيفة "حرييت" التركية، التى نقلت عن المسؤول قوله بضروره أن تعلن تركيا عن مناطقها الاقتصادية الخالصة دون تأخير، ثم توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.

 

وقد ضبط الجيش الوطني الليبي مؤخرا سفنا تركية تنقل أطنانا من الأسلحة والذخائر للتنظيمات الإرهابية في العاصمة طرابلس، ليأتي بعدها الحديث التركي عن ترسيم الحدود مع ليبيا، وإذا أقدمت تركيا على هذه الخطوة، التي حث الأدميرال، جيهات يايشي، على اتخاذها، فإنها ستزيد من مساحة منطقتها الاقتصادية الخالصة لتصل إلى 189 ألف كيلومتر مربع رغم اعتراض اليونان وقبرص، كما أنه يسود الخلاف بشأن عمليات التنقيب عن الغاز قبالة السواحل بين تركيا من جهة وقبرص واليونان، الدولتان العضوتان في الاتحاد الأوروبي، من جهة أخرى.

 

وقد أعلن رئيس مجلس النواب الليبي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة المستشار عقيلة صالح، حالة التعبئة والنفير العام في كامل التراب الليبي، يأتي ذلك رداً على التهديدات التركية بالعدوان على ليبيا ولمواجهة كافة التحديات القائمة، وذلك بعدما أعلن  وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أن أنقرة سترد على أي هجوم تنفذه قوات الجيش الليبي ضد مصالحها، وردا على التصريحات التركية وتهديدها باستهداف الجيش الليبي، قال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري لم يتم إبلاغي بالقبض على أي تركي في الأراضي الليبية، ولكن تركيا موجودة على الأرض في ميادين القتال، وتناصر الجماعات المتطرفة في ليبيا، وهي تقاتل منذ عام 2014 مع الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وغيرها من المدن. نحن جاهزون ومستعدون لكل الاحتمالات المقبلة.

 

الجيش الليبي يخوض معركة حقيقية مع تركيا على الأرض، خاصة بعدما قامت بإرسال طائرة من دون طيار السبت الماضي، إلى مصراتة ولا تزال تدعم الجماعات الإرهابية بشكل متواصل، بحسب المسماري الذى حذر من التدخل التركي الذى أصبح يهدد المنطقة الإقليمية ككل، مضيفا نحن الآن في معركة ضد الإرهاب معلنة رسميا منذ 2014، وقد تكشف الآن الدور التركي والقطري أمامنا ووصلنا إلى الحرب المباشرة بين القوات المسلحة الليبية والجيش التركي، الذي يحارب بجنرالاته على الأرض.

 

إن الدعم العسكري التركي للميليشيات في طرابلس يعتبرا خرقا لقرارات مجلس الأمن والذي يحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ عام 2011، إذ تسعى تركيا عبر إرسال السلاح إلى ليبيا في الحفاظ على وجودها وإطالة أمد الأزمة في هذا البلد، لخدمة مصالحها الاقتصادية والسياسية، ولكن  يبدو أن إعلان الناطق باسم الجيش الوطني، باستهداف أي هدف تركي في ليبيا، أثار قلق أنقرة من خسارة الميليشيات التابعة لها، ولكن التصريحات الأخيرة التركية عبر التهديد بالحفاظ على مصالحها على الأراضي الليبية، يفتح التساؤلات عن كيفية قيام أنقرة بذلك في ظل تقدم الجيش في طرابلس، ضاربة عرض الحائط بكل القرارات الدولية والتعدي أيضا على سيادة دولة أخرى.

 

الميليشات المسلحة فى طرابلس المدعومة من تركيا، ارتكبت أيضا مجازر كبرى فى حق جرحى الجيش الوطني الليبي بحسب تقارير طبيب شرعي في مدينة غريان، جنوب العاصمة الليبية، حيث تظهر هذه الوثائق مقتل الجنود نتيجة إطلاق الرصاص على رؤوسهم وصدورهم من مسافة صفر، مما يؤكد نية الميليشيات المبيتة لتصفية هؤلاء الذين كانوا على أسرة العلاج في أحد مستشفيات غريان، وقتل، قبل أيام، 40 جريحا من عناصر الجيش الليبي في غريان، على يد عناصر من ميليشيات طرابلس التي اقتحمت أحد مستشفيات المدينة، فيما يؤكد تقرير الطبيب الشرعي أن سبب وفاة الجندي، عمر الصالحين عمر، هو إصابة بإطلاق عيار ناري اخترقت الرأس، أطلقت من مسافة قريبة للغاية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق