داخل قري الفيوم

الخوص والخزف والأرابيسك.. فن يندثر يعيش عليه أهل الفيوم

الأحد، 21 يوليو 2019 12:00 ص
الخوص والخزف والأرابيسك.. فن يندثر يعيش عليه أهل الفيوم
ارابيسك - ارشيفيه

الفخار والخزف والخوص والصدف ... مهن تراثية قاربت علي الإندثار داخل محافظة الفيوم ، إلا أن أصحابها أصروا علي الحفاظ عليها وتوريثها لأبنائهم رغم اتجاههم إلي مهن أخري وحصولهم علي مستويات تعليمية مرتفعة 

الأرابيسك عشق شويشة بالفيوم

يعد "علي شويشة" أشهر وأقدم صانع للأرابيسك بمحافظة الفيوم، حتي أنه صار الوحيد  الذي يمتهن هذه المهنة بورشته الصغيرة التي تبعد عن مدينة الفيوم بحوالي 7  كيلو مترات، حيث يجلس الحاج علي تحيط به تحف فنية صنعها بيديه من الأخشاب المزخرف بالحلي التي تخطف الأنظار، ولا يخطر ببالك أبدا أن هذه الحلي صنعها من قرن الفيل وحوافر وعظام الحيوانات بالإضافة الي الصدف الجميل المستخرج من أعماق البحار في أوروبا .
 
يقول الحاج علي، أنه بدأ المهنة منذ أكثر من 40 عاما، وكان يعمل مع خاله بورشته بخان الخليلي بالقاهرة، وقد عشق المهنة وتفاصيلها، واستطاع تحويل قطعة من الخشب إلي تحفة فنية يطلبها زبائنها من مختلف دول العالم، حيث استمر في هذه المهنة إلي أن استطاع فتح ورشته الصغيرة في الفيوم، فتزوج وعاد الي قريته بمحافظة الفيوم وفتح ورشته لصناعة الأرابيسك، حيث يقوم بمراحل التصنيع الأولي، ثم يرسل أعماله إلي القاهرة حتي يتم عمل المراحل الأخيرة لها وتخرج في أبهي صورها، مؤكدا بأنه قام بالإتفاق مع عدد من البازارات بالقاهرة بعدما عرض عليهم منتجاته وأشادوا بها وأصبح يورد لهم أعماله بشكل مستمر وينفذ متطلباتهم طبقا لما يطلبه زبائنهم .
 
وعن مراحل صناعة الأرابيسك، أكد الحاج علي شوشة أنه يمر بعدة مراحل، حيث أنه يتسلم إطار "برواز" يقوم بتصنيعه نجار وبعدها يقوم بتزيين هذا البرواز بالصدف والأركيت، ثم يرسل القطعة إلي الأستورجي ثم "المشعراتي"، وهو خريج الفنون الجميلة الذي يقوم بعمل اللمسات الأخيرة علي المنتج.
 
ولفت الحاج علي إلي أنه يسلم القطع التي يبيعها إلي البازار بسعر ثابت تاركا صاخب البازار  حرية تحديد سعر البيع للزبائن، موكدا أن المواطنين في مصر لا يعلمون كثيرا عن الأرابيسك ويعجبون بمنتجاته المعروضة كتحف في المنازل التي يرونها في السينما والتليفزيون، ولا يعلمون أن هذه المنتجات يمكنتهم إقتنائها بسهولة، لافتا الي أنه من بين الأشياء التي يقو بتصنيعها طقم صواني تقديم للشاي والقهوة مكون من 3 صواني بأحجام مختلفة مطعمة بالصدف تعرض بآلاف الجنيهات بالبازارات المختلفة ولكنه يبيعها ب200 جنيه.
 
وأشار صانع الأرابيسك بالفيوم إلي أن أساس أعماله هي الأعمال الفرعونية، حيث يقوم بتصنيع كرسي توت عنخ آمون "كرسي العرش" الموجود بالمتحف، حيث يقوم بتصنيع كرسي يماثله تماما ويكون تحفة يتم وضعها بالمنازل، لافتا إلي أنه لا يصعب عليه أي تصميم ويقوم بتصنيع أعمال الأرابيسك الفرعونية والإسلامية والقبطية والفارسية، ويتم تصميم الحجم طبقا لطلب الزبون وإمكانياته فممكن عمل "علبة" صغيرة تقدم كهدية مثل علبة المصحف أو "الشكمجية" ويمكن تصميم غرفة نوم كاملة بالأرابيسك والصدف.
 
وأشار الحاج علي إلي أن مهنته تتأثر بحركة السياحة في مصر، فكلما انتشعت السياحة ينتعش سوق الأرابيسك، وكلما قلت حركة السياحة يكون هناك كساد في سوق الأرابيسك وهو ما يجعله ينتج عدد قليل من المنتجات حتي يتمكن من التسويق الجيد.
 
وعن شراء الخامات أكد صانع الارابيسك إلي أن هناك جمعيتين مختصتين ببيع الخامات لصناع الأرابيسك ولا يستطيع الثقة في غيرهم لأن الخامات لابد أن تكون جيدة خاصة أن منتج الأرابيسك يعيش عمرا طويلا لافتا الي أن المواد الخام غالية وزادت ال3 أضعاف خلال ال3 سنولت الأخيرة
 
وأشار صانع الأرابيسك بالفيوم الي أنه يتم أستخدام عظام وحوافر الحيوانات وجلد السلحفاة في تيين منتجات الأرابيسك جنبا الي جنب معالصدف لافتا الي أن قرن الفيل وجلد السلحفاة هما الأغلي في المواد الخام
 

سيدات قرية الإعلام يشكلون ملحمة من البهجة بصناعة الخوص
 
تعد قرية الاعلام التابعة لمحافظة الفيوم أشهر قري المحافظة ، حيث تتميز بقيام جميع سكانها من النساء بالعمل في صناعة الخوص وعمل جميع الشباب الرجال في بيع وتسويق منتجات الخوص  ".حيث يقوم مجموعة من الصناع المهرة بغزل جريد النخل القاسي بهدوء وسلاسة فتخرج منه تحفا فنية ومنتجات من الخوص مبهرة للاستخدام في مختلف الاحتياجات.
 
يقول عمرو فرحات أحمد أحد الشباب بقرية الإعلام والذي يقف في بازار لبيع منتجات الخوص بميدان السواقي بمدينة الفيوم ان صناعة الخوص هي مهنتهم الوحيدة التي أورثها لهم أجداده ولا يمكن ان يتخلون عنها ببديل آخر، حيث أنه شب علي هذه المهنة التي تمثل المصدر الأساسي لرزقه هو وجميع سكان القرية، مشيرا إلي أن جميع السيدات والفتيات بالقرية يقومون بتصنيع الخوص بالمنازل والشوارع وجميع الرجال والشباب يقومون ببيع ما ينتجونه من مختلف منتجات الخوص بمدينة الفيوم وباقي المحافظات.
 
وأشار عمرو إلى أن الخامات المستخدمة في صناعة الخوص هي جريد النخيل وقش الأرز وجريد النخيل يحضرونه من الزراعات الموجودة بالقرية ولكن قش الأرز بعد قرار محافظ الفيوم السابق بمنع زراعة الأرز بمحافظة الفيوم يقومون بإحضاره من محافظات الوجه البحري التي تقوم بزراعة الأرز.
 
وطالب عمرو المسؤلين بالاهتمام بصناعة الخوص وتوفير معارض دائمة لهم لترويج المنتجات خاصة أن أسعارها زهيدة وستناسب جميع المواطنين، مطالبا  بعمل معارض في الجامعات والأندية العامة لتشجيع الصناعات اليدوية خاصة أن الدولة تولي اهتماما كبيرا هذه الفترة بتشجيع أصحاب هذه الصناعات.
 
وعن يوم المرأة في قرية الاعلام قالت ليلي محمد احدى سيدات القرية إن يوم المرأة في القرية يبدأ في السابعة صباحا، حيث تستيقظ لتجهيز أبناءها للذهاب للمدارس ثم القيام بالأعمال المنزلية اليومية وبعد ذلك تجلس لتصنيع الخوص وتصنع ما يحلو لها من مختلف منتجات الخوص التي تناسب المنازل، مشيرة إلي أن أسعار المنتجات تبدأ من ال10 جنيهات ولا تتجاوز ال 50 جنيها.
 

الخزف والفخار حولا تونس لواحة الجمال والفن وقبلة المبدعين بالفيوم
 
قرية ريفية بها منازل بسيطة ومزارعين يقومون بتربية المواشي ورعاية أراضيهم الزراعية قدر لها أن تتحول بفضل أبنائها الي قبلة للسياحة يقصدها الفنانون والمبدعون من كل دول العالم ويقام بها مهرجان سنوي للخزف والفخار وهي قرية تونس التي تخلصت من البطالة ويعمل أبنائها بصناعة الخزف والفخار.
 
بدأت حكاية قرية تونس عندما زارتها الفنانة السويسرية ايفيلين بيوريه مع زوجها التي إنفصلت عنه فيما بعد الشاعر سيد حجاب حيث لفت نظرها موقع القرية الجذاب الذي يمثل لوحة فنية فريدة حيث تطل علي بحيرة قارون وبها زرع وخضرة فمشهد المياه الأزرق ورمال الشط الصفراء ولون الزرع الأخضر يشكلون لوحدة فنية رائعة تشبه لوحة مصر وهو ما جعل السويسرية إيفيلين رغم مغادرتها مصر لم يغيب عن بالها القرية  التي تبعد حوالي 60 كيلو متر عن مدينة الفيوم وتتبع مركز يوسف الصديق فعادت لها مرة أخري وقررت أن تنشئ مدرسة لصناعة الخزف.
 
ففى منزل يغلب عليه الطابع الفني وأساسه الطابع الريفى البسيط يحيط به سور من الحجر والطوب اللبن يتوسط مناظر طبيعية خلابة من الأشجار والنجيل يطل على بحيرة قارون، تعيش إيفلين بوريه السويسرية الأصل والتى أكملت الرابعة والسبعون من عمرها، قضت منهم 48 عاما فلاحة مصرية فى بيتها الريفى بقرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، عشقت مصر فتركت بلدها سويسرا أكثر بلاد العالم تحضرا وجاءت إلى أقصى ريف مصر لتعيش فلاحة مصرية ترتدى ملابسها وتسير حافية القدمين وتأكل الطعام الريفى وتشرب من مياه الطلبمة وتنير منزلها بلمبة الجاز ، وتشبع هواياتها فى صناعة الفخار والخزف حيث أقامت ورشة فى جزء من منزلها لتعليم الأطفال صناعة الفخار .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق