المتهم في حادث «محطة مصر»: اشتغلت بدبلوم ومعرفش اختصاصات وظيفتي (مستندات)

الأربعاء، 24 يوليو 2019 09:16 م
المتهم في حادث «محطة مصر»: اشتغلت بدبلوم ومعرفش اختصاصات وظيفتي   (مستندات)
حادث قطار محطة مصر
أمل غريب

فجرت تحقيقات حادث قطار محطة مصر، منذ وقوعه من قرابة 5 شهور، والذي أودى بحياة 31 شخصا، وإصابة 17 أخرين، حجم الإهمال الجسيم وعدم المبالاة والاكتراث بالمهام الوظيفية التي من شأنها المحافظة على سلامة أرواح المواطنين.

طوال الفترة الماضية منذ وقوع الحادث الأليم، لم تتوقف تحقيقات الجهات المعنية، رغم عودة الحياة إلى طبيعتها داخل محطة مصر، وانتظام حركة القطارات، إلا أن تحقيقات النيابة لم تنتهي بعد، ولاتزال تفاصيل الحادث الأليم تتكشف من واقع الأوراق الرسمية، حتى ظهر الجناة داخل قفص الاتهام خلال أولى جلسات محاكمتهم بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في التجمع الخامس.

تركزت لائحة الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة ضد المتهمون، في مخالفة دليل أعمال المناورة ولائحة سلامة التشغيل الصادرة عن جهات عملهم، وتزوير التوقيع في دفاتر حضور وانصراف عمال وملاحظي المناورة، والإهمال والإخلال الجسيم بمهام وظيفته.

وتكشف المعلومات والتفاصيل والملابسات، التي جاءت وفقا للمستندات الواردة في تحقيقات النيابة العامة مع المتهم «يحيى سعد الدين»، كبير الفنيين بهيئة السكك الحديدية، إلى المخالفات الخطيرة التي أدت إلى وقوع الحادث الأليم، حيث أقر المتهم أمام النيابة بأنه لا يعلم شيئا عن مهام وظيفته رغم طول مدة السنوات التي قضاها في عمله بمصلحة السكك الحديدية، إذ قال: «أنا بشتغل رئيس حركة ومهمتي أشوف الكشوف، وأتابع تعليمات التشغيل والتنظيم، وأعمل الأورنيك للمرضى، وأشوف الإجازات السنوية للعاملين، أنا اشتغلت فى السكة الحديد من 20 سنة بدبلوم تجارة، وعمري ما عرفت اختصاصات وظيفتي ولا حد قالي عليها».

وتابع: «أنا مختص بعمل مسؤوليات إدارية فقط من ساعة ما اشتغلت، ومكنتش أعرف حاجة عن اللي مكتوب في بطاقة الوصف الوظيفي، أنا كنت في الأول ناظر حوش وبعدها اترقيت لحد ما بقيت وكيل وبعدها رئيس حركة، وده اللي خلاني أبقى في وظيفتي دي، ورئيس الحركة اللي قبلي هو اللي علّمني إزاى أشتغل في المكان ده».

واستطرد: «أنا مش بتواجد في الحوش، بس بشرف على العمل الإداري، ولو حصلت أي حادثة بتواجد داخلي مش بروح المحطة، العاملين اللي أنا مسؤول عنهم هما وكيل الحوش عادل سيف، وكاتب ومعايا ناظر الحوش، وملاحظ المناورة، وعمال المناورة».

2

ووجهت النيابة العامة سؤلا للمتهم، حول مسؤوليته عن مراجعة الدفاتر والكشوف والإشراف على وجود العاملين في مواقعهم، بحسب ما جاء في توصيفه الوظيفي لمهنته، فقال: «أنا مش بعمل كده خالص، أنا ما أعرفش حاجة عن الكلام ده، وأول مرة أسمعه النهاردة».

كارثة أقوال المتهم التي فجرها خلال التحقيقات، جاءت بناء على اطلاع النيابة على بطاقة التعريف الوظيفي الخاصة به، والتي أكدت اشتمال عمله على الجانب العملي والإشراف داخل محطة مصر، حيث أوضح المتهم أنه لا يتولى إلا الأعمال الإدارية فقط.

وتتوالى المفاجأت في أقوال المتهم أمام النيابة، حيث أكمل قائلا: «عامل المناورة لازم يكون متواجد فى الجرار في الأمام، ولازم الملاحظ وناظر الحوش يتأكدوا إنه موجود، ولو رفض يتم تغييره على طول، وملاحظ المناورة وناظر الحوش هما المسؤولين عن متابعة عامل المناورة، ودول بيبقوا موجودين في حوش أبو غطاس، ولو عامل المناورة خالف التعليمات بيخطروني ويبدّلوه بواحد تاني، وأنا ساعتها بجيبه وأحقق معاه، ولو غلط برفع الأمر لرؤسائي، وده برضه اللي بيحصل مع ملاحظ المناورة وناظر الحوش، لو غلطوا بحقق معاهم وبرفع الأمر لو ثبتت المخالفة، والمفروض ملاحظ المناورة وناظر الحوش يتأكدوا إن عامل المناورة في مقدمة القطار، ولو مش موجود أو ما جاش لازم يستبدلوه بواحد تاني فورا، وده محصلش علشان كده الجرارين دخلوا في بعض».

من ناحيتها، أشارت النيابة أن المتهمين الأول والثاني والخامس، ومن التاسع حتى الرابع عشر، تسببوا في موت محمد عبد الدايم أحمد و30 آخرين بينهم طفل، وذلك بسبب إهمالهم وعدم مراعاتهم القوانين واللوائح، وإخلالهم الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم، بأن خالفوا دليل أعمال المناورة ولائحة سلامة التشغيل الصادرة عن جهة عملهم، ما نتج عنه تحاشر الجرارين 2305 و2302، وما تبعه من ترجل المتهم الأول للجرار 2302 دون اتباعه التعليمات المقررة لإيقاف الجرار، فترتب عليه انفلاته بسبب فقدان إحدى وسائل الأمان «رجل الميت» نتيجة العبث، وحال كون إبرة السقوط ليست على الوضع المقرر، اصطدم الجرار المنفلت بالرصيف رقم 6، وانفجر داخل محطة القاهرة، فحدثت وفاة المجني عليهم، كما تسبب المتهمون فى إصابة حنان سعيد حسن و16 آخرين، وذلك نتيجة إهمالهم أيضا وعدم مراعاتهم القوانين واللوائح.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق