عادل السنهوري يكتب: صور مشرقة من «مؤتمر الشباب»

الأحد، 04 أغسطس 2019 12:00 ص
عادل السنهوري يكتب: صور مشرقة من «مؤتمر الشباب»
الرئيس عبد الفتاح السيسى

الرئيس يعلن الانحياز الكامل من الدولة للفقراء والأكثر احتياجا..والجلسات تفرز وزراء جددا للمستقبل من الشباب

انعقاد المؤتمر السابع للشباب فى العاصمة الإدارية جاء كرسالة للعالم على حجم الإنجاز الذى يجرى على أرض مصر من مشاريع قومية كبرى

خلق جيل جديد قادر على الإدارة وتحمل المسئولية خلال الفترة المقبلة

بين فترة وأخرى تستعيد الذاكرة المصرية عافيتها وتسترد وعيها الحائر التائه لتنفض غبار سنوات التسطيح والتغييب والهلس وتعيد الاعتبار للأبطال الحقيقيين وبطولاتهم وتضحياتهم واستبسالهم للدفاع عن الأرض عقب هزيمة يونيو وبداية معركة التحرير فى حرب الاستنزاف حتى يوم العبور المجيد فى حرب أكتوبر.

مسافة زمنية قصيرة، لكن ما تحقق فيها كثير، ما بين شرم الشيخ 2016 والعاصمة الإدارية 2019 جرت تحولات وتغييرات فى الشكل والمضمون لمؤتمر الشباب، والذى وصل إلى محطته السابعة فى 4 سنوات، تساؤلات عديدة كانت مطروحة مع إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عقد مؤتمر الشباب الأول فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2016، ماذا يريد الرئيس من الشباب؟ ولماذا الآن، وما الهدف والغرض من مؤتمر يستهدف الشباب الذى كاد أن يفقد الثقة فى كل شىء ولم تحقق له الدولة فى السابق أى شىء سوى وعود وشعارات؟ وهل مؤتمر شرم الشيخ ستتمخض عنه نتائج يرضى عنها الشباب وترضيه؟
 
صور كثيرة داخل المؤتمر كانت تنبئ أن وجها جديدا للدولة تتشكل ملامحه فى التعامل مع الشباب وقضايا وصيغة مختلفة فى تنفيذ أحلامه والاستماع الى أفكاره وهمومه ورؤاه وأحلامه.
 
الثقة بدأت تعود شيئا فشيئا، ويقرر الرئيس أن يتحول المؤتمر إلى فعالية دورية كل عام فى شرم الشيخ، وكل شهرين- أو ثلاثة- فى القاهرة وبقية المحافظات، تحول المؤتمر إلى آلية يحرص عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة لإعادة جسر التواصل مع الشباب وفتح نوافذ الحوار مع الأجيال الجديدة والاستماع إلى آرائها ومقترحاتها وعرض أفكارها وتقديم ابتكاراتها فى كافة المجالات.
 
ملامح الممارسة الديمقراطية الجديدة تتشكل داخل أروقة المؤتمر ونقاشات حادة وبشفافية ووضوح، وأسئلة ساخنة تنطلق بها ألسنة وعقول الشباب إلى الرئيس والحكومة، والرد يأتى باستيعاب واحتواء وبوضوح وصراحة قد تبدو صادمة لكافة القضايا ودون مواربة أو خجل.
 
والمشاركة موجودة، والحكومة لا تملك عصا سحرية والمكاشفة هى طريق الحل، لكن ظلال الأمل والتفاؤل تحيط بالجميع فى المؤتمر فى مستقبل أفضل.
من شرم الشيخ إلى القاهرة والأسكندرية وأسوان، حضر آلاف الشباب وشارك بنفسه فى المناقشات والندوات والمواجهات التى بلغت حد السخونة، ليس مع الحكومة وممثليها فقط فى جلسات المؤتمر، بل أحيانا مع الرئيس نفسه، وعلى الهواء مباشرة، فالجلسات مذاعة ويشاهدها الجميع، والحوارات والمواجهات التى كانت تتم لم تخف على أحد، وكان الرئيس حريصا على المداخلة والرد ولم يرفض الإجابة عن أى سؤال، أو تساؤل، أو حتى طلب،
 
ومنذ المؤتمر الأول وحتى المؤتمر السادس صدرت توصيات من الشباب التزم بها رئيس الجمهورية، وكان على رأسها الإفراج عن الشباب المسجون، وبالفعل تشكلت لجنة شبابية لدراسة الحالات وتم الإفراج عن أعداد كبيرة، وكان له أثر إيجابى فى المشهد السياسى فى مصر، إضافة إلى عقد مؤتمر دولى لشباب العالم، وتوصيات أخرى تم العمل بها وتنفيذها.
يكفى أن نقول إن مؤتمرات الشباب حضرها حتى الآن أكثر 10 آلاف شاب من مختلف محافظات مصر شاركوا فى 83 جلسة وتحدث حوالى 500 شاب خلال جلساتها وشارك فى الغالبية منها الرئيس بنفسه.
 
الأهداف واضحة من دورية انعقاد مؤتمر الشباب، والرئيس أكثر الناس حرصا على ضرورة عقدها بشكل دورى للتواصل مع الشباب، لإيمانه بأنهم السواعد الحقيقية لبناء الدولة المصرية، وحرصه على مشاركة الشباب فى قضايا الوطن، ومعرفة رؤيتهم فى علاج جميع المشكلات والأزمات التى تعترض مسيرة التعليم والصحة والثقافة والأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر.
 
جاءت فكرة مؤتمر الشباب لتسعى إلى هدف أساسى وهو تنمية الحياة السياسية، حيث قدم الشباب العديد من أوراق العمل التى أسهمت فى تعزيز المناخ الديمقراطى الصحى من خلال الشفافية فى عرض الأزمات والصعوبات والتحديات التى تواجهها الدولة وما يجرى تحقيقه على أرض الواقع، وبالتالى عودة الثقة ما بين الشباب والدولة،
والأهم أيضا هو خلق جيل جديد قادر على الإدارة وتحمل المسئولية خلال الفترة المقبلة، وهو ما نلمس ثماره الآن من خلال قدرة الشباب على إدارة وتنظيم المؤتمر والقدرة على طرح الرؤى لمشاكل التعليم والصحة والثقافة والاقتصاد فى مصر ووضع الحلول والمقترحات العملية لها، وهى الهدف الأسمى أيضا من وراء المؤتمر للتعرف على رؤية الشباب المختلفة فى كثير من المجالات، إضافة إلى أن تكون توصيات المؤتمر من رؤى وأفكار الشباب محل اهتمام الحكومة لتنفيذها على أرض الواقع.
انعقاد المؤتمر السابع للشباب فى العاصمة الإدارية جاء كرسالة للعالم على حجم الإنجاز الذى يجرى على أرض مصر من مشاريع قومية كبرى، ومنها العاصمة الجديدة التى بدأت الحياة تدب فى أركانها وأصبحت جاهزة لاستضافة الفعاليات العالمية الكبرى وهو ما يدعم السياحة والاقتصاد عموما فى مصر.
 
حكومة الظل من الوزراء الشباب
 
أهم صور مؤتمر الشباب السابع فى العاصمة الإدارية خلال الجلسات التى دارت على مدار يومين، وفى جلسات محاكاة الدولة المصرية، هؤلاء الشباب الذين مثلوا وزراء: «التضامن، والصحة، والتموين، والتخطيط»، ناقشوا وطرحوا أفكارهم وقدموا اقتراحاتهم وحلولهم بصورة مبهرة، وقدرة فائقة على الفهم والوعى الكامل لملفات الوزارات التى يمثلونها فى نموذج المحاكاة، والثقة فى الطرح والقراءة المستفيضة لواقع الأزمات والمشاكل فى كل وزارة.
وهذه ليست المرة الأولى فقد سبق ورأينا شبابا آخرين فى المؤتمرات السابقة يقدمون نفس النموذج للمحاكاة للحكومة المصرية فى قضايا أخرى، هؤلاء الشباب هم نتاج التدريب والتأهيل المستمر منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم واهتمامه الكبير بالشباب، وإيمانه الشديد بقدرة شباب مصر على قيادة المستقبل وتمخض ذلك عن تأسيس الأكاديمية الوطنية للشباب للتأهيل والتدريب.
هذا النموذج فى المحاكاة يمكن اعتباره صورة من صور «حكومة الظل» للشباب فى مصر، يفتح نوافذ الأمل فى إيجاد جيل جديد من الشباب المؤهل و المدرب على أسلوب القيادة وتولى المسئولية بجدارة لأى منصب، وهو ما طالبنا ونطالب به، منح الشباب الفرصة من خلال إطار تنظيمى مؤسسى يحتوى طاقات الشباب وقدرتهم على الإبداع، وتأهيلهم وتدريبهم على نمط القيادة وتحمل المسئولية، وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات الثلاثة الماضية وتوج بتأسيس الهيئة الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب.
أظن أن الحياة السياسية فى مصر كسبت جيلا جديدا من الشباب المؤهل القادر على الممارسة الديمقراطية السليمة والحوار الجاد البناء بشأن كافة القضايا والمشكلات والتحديات التى تواجه مصر فى الداخل والخارج، فنحن نعيش فى وطن نسبة الشباب ما دون الأربعين عاما تقدر بحوالى 65 % بما يعنى أن مصر دولة شابة ولن تنهض إلا بسواعد الشباب.
وزراء المستقبل- أو «حكومة الظل» من الشباب- يبشرون بوجود جيل جديد شاب من الوزراء الحقيقيين فى الحكومة المصرية فى المستقبل القريب، بشرط الاستفادة من تجربة «المحاكاة» و احتضان هؤلاء الشباب فى ما يشبه «الحضّانة السياسية» التى تفرز جيلا قادرا على إدارة الدولة بعقلية جديدة متطورة ومؤهلة ومدربة. 
 
مصر ليست القاهرة والأسكندرية
 
الصورة الأخرى المشرقة فى المؤتمر هو هذا الانحياز الصريح والواضح، دون لبس من الدولة، وعلى لسان رئيس الجمهورية للفقراء والطبقات الأكثر احتياجا، وقال إن مصر ليست فقط القاهرة، وإنما القرى الفقيرة وناسها فى الصعيد ووجه بحرى، والنهوض بالمناطق الأكثر فقرًا، هو مشاركة الجميع وبتضافر كافة الجهود، مشيرا إلى أن حجم الفصول المطلوبة فى مصر يصل إلى 250 ألف فصل دراسى بتكلفة 125 مليار جنيه، وطالب الرئيس السيسى، من شباب مباردة «حياة كريمة» فى المحافظات، بضرورة الانتهاء من تطوير القرى بشكل كامل وعدم الانتظار إلى مخصصات مالية من العام المقبل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق