يوسف أيوب يكتب: البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى يحصل على ختم النسر

السبت، 03 أغسطس 2019 07:00 م
يوسف أيوب يكتب: البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى يحصل على ختم النسر
مؤتمر الشباب
يوسف أيوب

بدأت الدول الأفريقية فى مخاطبة المسئولين عن البرنامج لتخصيص منح لشباب هذه الدول ومن هذه الدول جنوب السودان التى طلب مسئولوها من مصر تخصيص منح فى البرنامج لشباب من الحكومة والمعارضة

البرنامج يعمل على خدمة الشباب الأفارقة باعتبارهم القاعدة الأكبر

تحول البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى APLP الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مارس الماضى خلال الملتقى العربى الأفريقى بأسوان إلى رقم مهم فى القارة الأفريقية، فمنذ الساعة الأولى لفتح باب التسجيل شهد الموقع الإلكترونى للبرنامج آلاف الطلبات للمشاركة من الشباب الأفريقى، وهو ما يؤكد الثقة التى يوليها أبناء القارة فى مصر.
 
1
 
ومؤخرا بدأت الدول الأفريقية فى مخاطبة المسئولين عن البرنامج لتخصيص منح لشباب هذه الدول ضمن البرنامج، ومن هذه الدول جنوب السودان التى طلب مسئولوها من مصر تخصيص منح فى البرنامج لشباب من الحكومة والمعارضة ليتعرفوا على آليات الحكم الرشيد والاندماج، وهو ما وافقت عليه القاهرة وقررت تخصيص 20 منحة لشباب جنوب السودان.
 
الأربعاء الماضى كان البرنامج على موعد مع تخريج أول دفعة ضمت مشاركين من 29 دولة أفريقية، وتأتى هذه الدفعة ضمن خطة تخريج 10 دفعات بإجمالى 1000 شاب أفريقى بواقع 100 متدرب بكل دفعة، على أن يتم الانتهاء من تدريب 5 دفعات بنهاية عام 2019 وبحلول عام 2020.
 
ليونارد أندال، من دولة مالاوى، وأحد المشاركين فى الدفعة الأولى للبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى، أكد لـ«صوت الأمة»، أن هذه هى المرة الأولى التى يزور فيها مصر، مضيفا: « قبل أن آتى للقاهرة عرفت الكثير من المعلومات عن مصر، وتوقعاتى كانت كبيرة لأنها مهد الحضارة، وفى نفس الوقت كان لدى نوع من القلق بشأن مدى ضيافة المصريين للغرباء، لكن بمجرد أن وصلت كان الأمر مختلفا».
 
وأضاف «ليونارد أندال»: القائمون على البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب القادة، مرحبين للغاية ومضيافين وقدموا لنا كل الدعم والمساعدات بداية من وصولنا إلى المطار، وتأكدت بالفعل أن المصريين لطفاء جدا معنا، وأعتقد أنها تجربة رائعة أن التقى بأشخاص من بلدان أخرى»، موضحا أن «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى حقق توقعاتى بشكل كبير ولا يزال، إذا نظرت إلى توقعاتى فيما يتعلق بالقيادة باعتبارى أدير منظمة ناشئة فى مجال الصحة، فأننى أتطلع إلى سبل جديدة لتحسين أداء هذه المنظمة الجديدة، ومن هنا كانت استفادتى من البرنامج، خاصة أن الهدف الأساسى الذى درسناه هنا حول القيادة والتغيير، وهو ما حقق توقعاتى من المشاركة فى البرنامج، أيضا تضمن البرنامج كيفية تحسين الأداء والتنمية المستدامة وهى أمور هامة للأجندة الأفريقية، وكانت هناك مناقشات مع زملاء من مجالات مختلف وبلدان مختلفة وهو أمر مهم».
 
6666
 
وأشار ليونارد أندال إلى أنه يعمل فى مجال الصحة العامة، ومجال دراسته هو الصحة، بعدما حصل على بكالوريوس التغذية من مالاوى، ثم حصل على منحة لدراسة الماجستير فى الهند فى الصحة العامة، مؤكدا: «عندما كنت أدرس فى الهند 2017 كان هناك موقع يتعلق بأفريقيا ويقدم فرصا مختلفة للتدريب والعمل، وكان منها البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب القادة، وهو ما شجعنى على التقديم والمشاركة».
 
وأوضح ليونارد أندال أن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب القادة، فرصة رائعة للشباب الأفريقى، وقال: «أشجع الشباب على الالتحاق به لما له من تأثير ضخم على بناء شخصية الإنسان، وستكون نصيحتى لأى شخص يريد المجىء إلى هنا هى أن يلتحق أولا بهذا البرنامج، خاصة أن ما رأيته فى البرنامج فاق توقعاتى، فهناك الكثير من الأمور المهمة أهمها التنوع والتكامل بين الثقاقات المختلفة، إذا نظرنا إلى الأمر من جوانب مختلفة وزوايا مختلفة هناك عناصر مختلفة وخبرة مختلفة، لذا بالنسبة إلى أى شخص يتطلع لفرصة تدريب جديدة عليه أن يلتحق بالبرنامج، لأنه يعمل على تنمية الشخص والمستقبل للبلدان والقارة».
 
ندى إبراهيم صالح، من ليبيا، إحدى المشاركات فى البرنامج قالت لـ «صوت الأمة»، إنها سبق وشاركت فى منتدى الشباب العربى الأفريقى الذى عقد فى أسوان مارس الماضى، ومن خلاله تعرفت على البرنامج وقررت الاشتراك فيه، وقالت: «رأيت أنه يناسبنى ، خاصة أن به العديد من الدورات والورش والمواد التى رأيت أنها ستساعدنى على المستوى الشخصى والمهنى، فقمت بالتسجيل على الرابط الخاص بالبرنامج، وبعدها كانت هناك مقابلة، وبعدها تم قبولى للمشاركة فى الدورة الأولى للبرنامج».
 
منذ اللحظة الأولى التى قررت فيه ندى أن تشارك فى البرنامج كان يراودها هدف واحد وهو أن تكون خير سفير لبلدها، ليبيا، أمام الشباب الأفريقى، وعن ذلك تقول: « هدفى كان أن أمثل بلدى ليبيا، خاصة فى الوضع الحالى الملىء بالأخبار السلبية عن ليبيا، كما أن هناك حالة تهميش للعنصر النسائى الليبى، الذى نادرا ما يكون متواجدا فى الإعلام، أو فى الحياة السياسية وأى مجال آخر، لذلك كان هدفى أن أشارك لأمثل بلدى وأعطى صورة نوعا ما إيجابية عن ليبيا والمرأة الليبية»، مشيرة إلى أنها بعد مشاركتها فى البرنامج، حققت كل الأهداف التى كانت تسعى لها، وقالت «خلال مشاركتى فى البرنامج وحينما جلست مع المشاركين من كافة الدول الأفريقية وجدتهم يقولون أنهم للمرة الأولى يلتقون مع شخص ليبى، وفتاة من ليبيا، لذلك كنت سعيدة أن البرنامج منحنى هذه الفرصة للتعريف ببلدى، وبما تقوم به المرأة الليبية، على الأقل نحاول بقدر الإمكان أن نعطى صورة مغايرة عن ليبيا، والقول إن الشباب الليبى موجودون ويحاولون مهما كانت الظروف صعبة أن يحققوا أهدافهم وطموحاتهم».
 
77
 
صباح كابشون، فتاة جاءت من السودان لتشارك فى البرنامج، ولا تختلف نظرتها كثيرا عن ندى صالح، فالاثنتان لديهما هدف واحد وهو أن تستفيدا من البرنامج وتنقلا خبرات ما تعلمتاه إلى شباب بلديهما، وفى نفس الوقت تغيير الصورة النمطية عن بلديهما أمام شباب القارة.
 
وصباح خريجة الطب، لكنها منذ عامين قررت أن تركز اهتمامها على الشأن العام، والمجتمع المدنى، ومن هنا تعرفت على البرنامج، وقالت لـ«صوت الأمة»: «بدأت فى البحث عن الفرص التى لها علاقة بالمجتمع والتنمية، لأنها تعالج بطريقة غير مباشرة المشاكل التى نعانى منها بأفريقيا بشكل عام، والسودان بشكل خاص، ومنها مشاكل الصراعات، وفى أثناء بحثى كان لدى أصدقاء شاركوا فى منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وكان السؤال الذى يراودنى وقتها ماذا يفعل الشباب فى منتدى شباب العالم، فقررت أن أطلع على التفاصيل من خلال الموقع الخاص بالمنتدى، ووجدت فكرة استراتيجية وهى كيف نتحول من مرحلة الشكوى والتعريف بها، إلى مرحلة عملية للحلول، من خلال خطوات محددة، بأن يأتى شباب من دول أفريقية مختلفة يتحدثون عن مشاكل القارة، ورؤيتهم للحل، سواء كانت هذه المشاكل متعلقة بالتنمية أو غيرها من الأمور التى تعانى منها أفريقيا».
 
وأضافت صباح كابشون:«حينما أطلعت على محتوى البرنامج، وجدت أمورا أول مرة أراها فى برنامج تدريبى مثل الحديث عن السلام ودور الإعلام فى التواصل والحل، والتعريف وحل المشكلات بطرق علمية، وطريقة التفاوض، خاصة أننا فى أفريقيا ولدينا الكثير من المناطق التى بها صراعات، لذلك حينما نتعلم مهارات التفاوض سيفيدنا كثيرا، خاصة حينما نعود إلى بلداننا نستفيد بها»، مشيرة إلى أنه: «فى أى برنامج هناك ايجابيات تحصل عليها بطريقة مباشرة مثل تقوية العلاقات مع شباب من مختلف البلدان المشاركة، وفى هذا البرنامج هناك شباب من 29 دولة استطعت التعرف عليهم بشكل مقرب، وهناك بلدان أول مرة ألتقى بشباب منها، البرنامج وفر لى هذه الفرصة، كما أن هناك مدخلات أخرى تستفيد بها لكن نتائجها ستتحقق مع مرور الوقت، مثل الحصول على مهارات التفاوض والحوار والتعامل مع الإعلام وغيرها من المعارف التى ستظهر مع مرور الأيام على المستوى العلمى، خاصة أن البرنامج مهتم بالجانب العملى».
 
وحول نصيحتها للشباب السودانى، قالت صباح كابشون «بشكل عام أنصحهم بالمشاركة فى البرنامج، أما الشباب السوادنى فلن أوجه لهم نصيحة، وإنما أدعوهم منى شخصيا بالمشاركة، لأننا نحتاج للبرنامج، وهو أحد البرامج الذى سيساعدنا فى تخطى أى مشاكل تواجههنا فى بلدنا».
 
من تشاد جاء عبدالهادى النجيب يوسف عبد الهادى، مهندس معمارى، للمشاركة فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى، بعدما تابع كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل ختام منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ العام الماضى، وحديثه عن الاهتمام بالشباب الأفريقى، وقال عبدالهادى أنه تحمس بشدة للفكرة، وقرر أن يكون جزءا منها، خاصة بعدما علم أن فى البرنامج الكثير من الموضوعات المهمة مثل حرية المرأة، والتفاوض مع الآخرين، وكيف يأخد القائد قرارات هامة فى حياته، وتعامله مع الآخرين، وكيف نرى موهبة الآخرين ونحترمهم، لذلك كنت متحمسا من أجل المشاركة فى البرنامج، لكى نتشارك فى التفكير مع الشباب من دول أخرى.
 
وقال عبدالهادى لـ«صوت الأمة»، «أنا شاب تشادى ومتحمس للعمل فى الشئون الإجتماعية فى تشاد، وحينما أطلعت على البرنامج وجدت أنه فكرة جديدة تعمل على خدمة الشباب الأفارقة، باعتبارهم القاعدة الأكبر، وحينما شاركت تأكدت أننى اخترت القرار الصواب، لأن البرنامج أعطانى الفرصة للتعرف على كيفية التعامل مع الآخرين والتعاون وفق مجموعات عمل تضم مشاركين من دول مختلفة، كما أننى منذ البداية كان هدفى أن أتحاور مع أشقائى الأفارقة لنتعرف على مشاكل بعضنا البعض كشباب ومحاولة إيجاد حلول لها، وهو ما وفره لنا البرنامج، لأننا جميعا نريد لأفريقيا أن تكون أفضل وأحسن».
 
ووصف عبد الهادى الأجواء داخل البرنامج، وقال أن «النظام هو أساس العمل، وإدارة الحوار، فخلال ستة أسابيع كانت تجمعنا حوارات ونقاشات وجلسات وورش عمل، وكنا نأكل ونشرب ونعمل ونتعلم مع بعض، وهناك جوالات خارجية للتعرف على مصر والشعب المصرى، وفرصة لنغير الأفكار، وكلنا تعاملنا كاسرة واحدة».
 
وحول عودته لتشاد بعد الانتهاء من البرنامج قال « حينما سأعود إلى تشاد قررت أن أكون سفير للبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، حتى أشرح للشباب الذين لم يحالفهم الحظ للمشاركة فى الدورة الأولى أن يتفاعلوا مع الدورات القادمة حتى يشاركوا، فخلال تواجدى أكتشفت أنه تجمعنا هدف واحد، وهو أننا نريد أن نرى بلدنا فى أفضل حال، وقاراتنا الأفريقة الأفضل»، موضحاً أنه «قبل أن اشارك فى البرنامج شاهدت فيديو عن مصر، حينما رأيته شعرت أن مصر وتشاد تجمعهم الكثير من العادات والتقاليد، والرئيبس السيسى قالها فى ختام منتدى شباب العالم أن أسوان ستكون عاصمة للشباب الأفريقى، وأنا الآن أقولها إن مصر بلد للشباب الأفريقى».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق