خلافات داخل «هاسيندا» تفضح مافيا الأراضي الساحل الشمالي بقيادة «الجمال» (مستندات)

 

كانوا يظنون أن أمرهم مستوراً لأخر العمر، لن ينكشف يوماً ولن يأتي عليه ساعة ويصبح مباحاً أمام الجميع، داخل «هاسيندا» القرية الأشهر بطول ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقعت خلافات قوية بين ملاك القرية وأعضاء اتحاد الملاك، قلبت الأمور، وفضحت ما سترته كل السنوات الماضية. 

 

مذكرة قانونية، صادرة من أحد مكاتب المحاماة الخاصة، التي لجأ إليها أعضاء اتحاد الملاك، كشفت مافيا الأراضي في الساحل الشمالي، والتي يقودها رجل الأعمال محمود الجمال ووائل الجمال، فقالت المذكرة التي حصلنا على صورة ضوئية منها إن المكتب كلف في نهاية سبتمبر 2018، بمتابعة مشكلة أرض اندريا، وقام المكتب بعمل تصوير فوتوغرافي وفيديو يوم 27/9/2018، لإثبات حالة المطعم والفندق قبل إجراء أي تعديلات متوقعة، وبموجب هذا التحرك حصل المكتب الموكل من اتحاد ملاك الأمل وممثله وائل الجمال، على ترخيص هدم صادر عام 2017 من مجلس مدينة الضبعة لصالح اتحاد الملاك.

 

وفي أكتوبر 2018 تم تحرير محضر بواقعة بدء هدم مطعم أندريا في مدخل قرية هاسيندا مؤرخ في 5/10/2018 قسم شرطة الضبعة، ويحمل رقم 876/2018 إداري الضبعة، وأرفق به مستندات تفيد وتكشف عن الأعمال التي تتم هناك عن طريق شركة فيردورا، وذلك بقيامه بالتعدي على المطعم والفندق بدون وجه حق، وتم اصطحاب قوة من الشرطة لإثبات الحالة بالقرية والمعاينة، ثم القبض على سائق المعدة، وتم بالفعل عمل ذلك لإيقاف العمل الدائر هناك، كما تم إثبات أقوال مدير القرية، في هذا المحضر والأضرار التي نجمت عن الأعمال التي تتم بالقرية. 

 

وحصلت على الشركة على المشهر رقم 2020 لسنة 2018 سند بيع أرض اندريا إلى شركة فيردورا من اتحاد ملاك الامل وشركة الشرق الأوسط، وما شابه من مخالفات مالية وإجرائية وتزوير وتم عرض الأمر على السادة الملاك، وفوجئنا بطلب من بعض السادة الملاك، والذين حرروا توكيلات لمكتبنا بتأجيل تحريك الأمر جنائياً، ضد وائل الجمال وضد محمود الجمال، وتم الاتفاق على أن يتم السير في اجراءات قانونية إدارية فقط دون الاجرائات الجنائية. 

 

بعد انتهاء شركة فيردورا من أعمال هدم مطعم اندريا، قامت بالبدء في أعمال الحفر، ونتج عنه قطع الكهرباء وبعض المرافق بالقرية، وتحرر عن ذلك محضر بتاريخ 25/12/2018، وحمل رقم 1145 لسنة 2018، ثم تحركت جنحة ضد الممثل القانوني لشركة فيردورا، وأرسل إنذار على يد محضر بالاجراءات الجنائية التي من الممكن اتخاذها ضد وائل ومحمود الجمال، وموظفي الشهر العقاري ومجلس مدينة الضبعة، وعرض الأمر على محمود ووائل الجمال، مما أسفر عن قياد وائل الجمال بإرسال مندوب من طرفه مع ممثلي الملاك إلى مجلس مدينة الضبعة، وتقدم اتحاد الملاك بطلب لإلغاء رخصتين 1-50 لسنة 2018 الضبعة، وبالفعل صدر قرار من مجلس مدينة الضبعة بإلغاء هاتين الرخصتين/ مما أفقد شركة فيردورا حق البناء على مساحة 1600م، وهي المساحة الصادر بها الرخصتين 1-50 التتين تم إلغائهما، وقام وائل الجمال بتقديم طلب للحصول على رخصة بناء سور فاصل بين قرية هاسيندا والمشروع الجديد، بدلاً من السور الذي تم هدمه. 

 

وبالمخالفة لموافقة القوات المسلحة على المشروع بالبناء 6م فقط فوق سطح الأرض، قامت شركة فيردورا ببناء 2 بدروم ودور أرضي ودور أول ودور ثاني فوق الأرضي بارتفاع 10.20م فوق سطح الأرض، فضلاً عن أن بناء 1392م  بهذه الرخصة لتصل النسبة البنائية إلى 38.5% من إجمالي مساحة الأرض، يخالف النسبة المحددة  قانوناً بـ20% فقط. 

 

وفي مطلع العام الجاري، وبالتحديد في 23 يناير 2019، التقى ممثلين عن اتحاد الملاك بمحافظ مطروح، وعروضوا عليه شكوى مرفق بها المستندات التي تؤيد المخالفات الواردة بالترخيص 49 لسنة 2018، وتقدم المكتب بشكوى إلى رئيس مدينة الضبعة، ليتم تشكيل لجنة من الاستثمار بالمحافظة، التي عاينت الأرض وقامت بتصوريها، قبل أن تصدر قراراُ بإلغاء الدور الثاني فوق الأرضي، وأن يكون ارتفاع المباني 6م فقط فوق سطح الأرض، وعليه أصبح المبنى الحالي دورين بدروم ودور أرضي ودور أول فوق الأرضي. 

 

مصادر من داخل مجلس المدينة، كشفت للملاك كواليس لقاء جمع علي عبد العزيز ممثل شركة فيردورا، وقيادات بمجلس المدينة، وجرى الاتفاق بين الطرفين على أن يتم استكمال المباني بالنسبة المخالفة 38% من مساحة الأرض، على أن يتم سداد غرامة من قبل شركة فيردورا للسماح لهم بتجاوز النسبة البنائية. 

 

ومن جانبها حاولت شركة فيردورا التلاعب بالقرارات الصادرة بشأن مخالفاتها،  عن طريق التواصل مع المحافظ ووزيرة الاستثمار ووزيرة السياحة، للحصول على تراخيص إقامة فندق ومطعم عالمي على باقي المساحة القبلية، مع تخصيص حصة منه للاستخدام الحكومي، ضمن مشروع مدينة العلمين الجديدة، إلا أن المحافظ رفض هذه الفكرة كلية. 

 

وأوصى المكتب القانوني بالبدء فوراً في تقديم بلاغ للنيابة لتحريك دعوى جنائية ضد وائل الجمال ومحمود الجمال، وموظفي التراخيص بالضبعة وموظفي الشهر العقاري، لإبطال عقد البيع والرخصة رقم 49.

يذكر أن رواد هاسيندا، بدأوا التفكير جدياً الرحيل عن هاسيندا، بعد ما تشهده القرية من وقائع غريبة، كان آخرها تعرض نجل الكابتن إسلام الشاطر البالغ من العمر 10 سنوات لواقعة اعتداء سائق عليه وضربه ضرباً مبرحاً، مما دفع اللاعب الدولي السابق، إلى تحرير محضر بالواقعة ضد السائق وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وتحرير محضر بالواقعة.

تفاصيل الواقعة بدأت مع ملاحظة رواد قرية هاسيندا باى اعتداء أحد الأشخاص على طفل داخل القرية، الأمر الذى تطور إلى اعتداء عنيف بالضرب المبرح على الطفل، وتسبب فى إصابته، وبدأ رواد القرية فى التجمع لإنقاذ الطفل من بين يديه.

رواد القرية اكتشفوا أن سائق وراء الاعتداء بالضرب على الطفل "سليم" والذى يبلغ من العمر 10 سنوات، وتبين أنه نجل الكابتن إسلام الشاطر، وعلى الفور تم إخطار قسم الشرطة، وتحرير محضر بالواقعة، كما تم تفريغ كاميرات القرية للوقوف على تفاصيل وأسباب الواقعة، وإخطار النيابة التى تولت التحقيق.