محكمة إسرائيلية تقرر حبس طفل من غزة 6 أشهر
السبت، 09 يناير 2016 01:54 م
أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة عبد الناصر فروانة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثن أطفال قطاع غزة من استهدافها المتصاعد واعتقالاتها المتزايدة للأطفال الفلسطينيين خلال "الهبة الجماهيرية" في الضفة الغربية والقدس.
وقال فروانة - في تصريح صحفي، اليوم السبت، «إن قوات الاحتلال اعتقلت في العاشر من أكتوبر الماضي 13 طفلاَ فلسطينيَا من قطاع غزة، خلال المواجهات التي اندلعت شرق مخيم البريج بالقرب من السياج الفاصل لقطاع غزة، حيث أفرج عن 9 أطفال منهم، في حين أبقت على 4 آخرين رهن الاعتقال، وأصدرت بحقهم لوائح اتهام، أصغرهم الطفل محمد العزازي البالغ من العمر«14عامًا».
وأضاف «أن إحدى محاكم الاحتلال الإسرائيلي أصدرت قبل أيام حكما بالسجن الفعلي لمدة 6 شهور بحق الطفل محمد العزازي، وهو طالب ويسكن مع أسرته في مخيم البريج وسط قطاع غزة».
وأوضح «فروانة» أن محاكم الاحتلال لم تكن يومًا نزيهة أو مستقلة في تعاملها مع الأطفال الفلسطينيين، فهي أداة من أدوات الاحتلال وتحتكم في اتخاذ قراراتها لأوامر وتوجيهات الأجهزة الأمنية، وأحيانًا السياسية، حيث لم ترحم "المحكمة" طفولتهم ولم تراعِ صغر سنهم، ولم يأخذ أولئك القضاة بعين الاعتبار كيفية اعتقال العزازي وظروف احتجازه، وما تعرض له من إهانة وضرب مبرح وتعذيب قاس.
وفي شهادته، أفاد الطفل الأسير العزازي لمحامية هيئة شؤون الأسرى، التي زارته والتقته في سجن "أوفيك" في 22 ديسمبر 2015، أن ثلاثة جنود هجموا عليه لحظة اعتقاله وأمسكوه وأجبروه على التعري بالكامل بعد أن رفعوا السلاح في وجهه، وهددوه بإطلاق الرصاص على رأسه، ثم قيدوا يديه إلى الخلف وبشكل مؤلم، واعصبوا عيناه، ورموه أمام الجيب العسكري وهو عار، وأنهالوا عليه بالضرب المبرح، بأياديهم وأقدامهم وأحذيتهم وبأعقاب البنادق في كافة أنحاء جسمه وأن أحد الجنود ضربه بآلة حادة على كتفه تسببت له بجرح عميق سال منه الدم بكثرة، وآخر ضربه بحذائه على فمه فكسر سنه الأمامي، ومن شدة الضرب على البطن تقيأ دما.
وأضاف الطفل العزازي «بقيت 3 أيام في موقع للجيش قريب من الحدود الشرقية لقطاع غزة، وفي منطقة مفتوحة نجلس على الأرض وتحت المطر أحيانا، وليس لدينا ما يقينا من البرد سوى بنطال قصير «شورت» أعطونا إياه لنستر به عورتنا، كما عانينا الجوع والعطش، حيث لم نحصل على أي نوع من أنواع الطعام أو الماء والشراب خلال الأيام الثلاثة الأولى، وكذلك لم نعرف النوم، بالإضافة إلى الضرب المتواصل والسباب والشتائم».
وتابع «بعد 3 أيام نقلوني إلى مركز للشرطة، وبعدها إلى سجن بئر السبع ومنه إلى سجن "أوفيك"، ولازلت أعاني من البرد ومن نقص الملابس، ولم أتمكن بعد من رؤية أي شخص من أفراد أسرتي»، حسب ما جاء في شهادته لمحامية هيئة الأسرى.
ودعا «فروانة» المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة، لاسيما التي تعنى بالطفولة وحقوق الإنسان، إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية المطلوبة للأطفال الفلسطينيين، الذين يدفعون ثمنًا باهظًا جراء اعتقالهم في مراحل مبكرة من أعمارهم من قبل سلطات الاحتلال، والضغط من أجل وقف تلك الاعتقالات التي تطال فئة الأطفال، وضمان توفير حاضنة ورعاية لمن تعرضوا منهم للاعتقال والتعذيب.
وكانت هيئة شؤون الأسرى «حكومية»، قد رصدت خلال العام المنصرم 2179 حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين، غالبيتهم سجلوا خلال «الهبة الجماهيرية»، أي في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2015، وأن جميعهم كانوا في محافظات الضفة الغربية والقدس باستثناء بعض الحالات من قطاع غزة.