نوال السعداوي ووسيم السيسي يجددان معركة «قرابين البشر»

السبت، 24 أغسطس 2019 11:00 م
نوال السعداوي ووسيم السيسي يجددان معركة «قرابين البشر»
نوال السعداوى
عنتر عبداللطيف

- السعداوي: المصري القديم كان يذبح ابنه البكر تقرباً للإله.. وعالم المصريات يرد: «أكاذيب وخرافات صهيونية»

- عيد وفاء النيل يفجر الخلاف الفكري

 
ما أن انتهى عيد الأضحى المبارك، وما يشهده كل عام من تقديم الأضاحى، وهى ما يذبح من الخراف والأبقار تقربًا إلى الله تعالى من يوم العيد إلى آخر أيام التشريق، حتى اندلعت معركة أخرى شهدت سجالًا بين عالم المصريات الدكتور «وسيم السيسى»، والدكتورة «نوال السعداوى»، ألا وهى معركة « قرابين البشر».
 
المعركة الفكرية بدأت بقول الدكتورة نوال السعداوى إن: «الأب كان يذبح ابنه البكر، ويقدم بناته العذراوات كل شهر حينما يكتمل القمر ليتم اغتصابهن من قبل الكهنة»، وهو ما فتح ملف حقيقة «قرابين البشر» فى مصر القديمة، وما تردد عن القرابين التى كانت تقدم فى عيد وفاء النيل فيما عرف بـ «عروس النيل»، حيث قيل إن المصريين القدماء كانوا يقدمون عروسًا بعد أن تتزين وترتدى أجمل ثيابها بإلقائها فى موعد الفيضان كل عام فى نهر النيل، اعترافًا بقداسته، حيث كان له إله وهو الإله «حابى» رمز الخصوبة، وهو العيد الذى يحتفل به المصريون فى الخامس عشر من أغسطس من كل عام.
 
وقالت الدكتورة نوال فى مقالها المعنون بـ «الصراع الدامى التاريخى بين الآلهة والبشر»، «لم يكن للكهنة أى عمل منتج.. فقط يتمتمون بالآيات المقدسة، وأيديهم بدماء الشعب ملوثة، وكانوا يوهمون الشعب أن الإله يملك حياتهم، ورزقهم، وأعناق أولادهم، ويملك أيضًا موتهم. فى البداية، كانت القرابين تقدم للإله، بشرية، حيث يذبح الأب ابنه البكر، ويقدم بناته العذراوات، كل شهر، حينما يكتمل القمر، ليتم اغتصابهن من قبل الكهنة، ويشتغلن خادمات فى المعبد.
 
وهناك قبائل ومناطق مختلفة فى العالم يقدم فيها رجال الدين للحاكم فتاة عذراء كل شهر، يغتصبها، ليرضى عن العبيد المحكومين بسلطته، ويمنع عنهم الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، والبراكين، والفيضانات، وكذلك يحميهم من الإصابة بالأمراض. وكان المصريون القدماء، يعبدون النيل، إلها، يقدمون له عذراء، هى عروس النيل، ليمنع عنهم غضبه، وفيضانه المدمر».
وفى رده على ما كتبته الدكتورة نوال السعداوى، قال الدكتور«وسيم السيسى» فى مقال له حمل عنوان «عملتوا فينا إيه؟! حتى نوال السعداوى؟!»، «تقول الدكتورة نوال السعداوى إن الأب كان يذبح ابنه البكر، ويقدم بناته العذراوات كل شهر حينما يكتمل القمر ليتم اغتصابهن من قبل الكهنة! وإن الحاكم هو الإله، كل هذا كان فى مصر القديمة! أن يصدر هذا الكلام من مصرية هذه كارثة، ومن طبيبة هذه مصيبة، ومن زميلة وصديقة.. أمسك قلمى عن أكثر من ذلك.
 
من أى مصدر صهيونى جاهل استقيتِ هذه الخرافات؟ أتحداكِ أن تذكرى مصدرًا واحدًا لعالم آثار واحد به هذا الهراء. قال ماسبيرو: هام المصريون بحب الله وذكره، وقال ديورانت: مصر هى أول من دعت إلى التوحيد، وقال العقاد: مصر هى أول من وصل إلى التوحيد، والدكتور عبدالعزيز صالح قال: عبدت مصر الإله الواحد الذى لا شريك له. نجد على متون الأهرام فى الدولة القديمة: واع واعو نن سنو، أى واحد أحد ليس له ثانٍ. اقرئى قبل أن تكتبى يا دكتورة نوال: اقرئى فجر الضمير لجيمس هنرى برستد: كان خطاب العرش الذى يخاطب فيه الملك كبير الوزراء: أعلم أن الوزارة مُرة وليست حلوة، أعلم أن احترام الناس لك لن يأتى إلا بإقامتك العدل. إياك أن تقرِّب إنسانًا منك لأنه قريب منى، أو تبعد إنسانًا عنك لأنه بعيد عنى، بل ليكن القرب منك أو البعد عنك بسبب الكفاءة وليس بسبب أى شىء آخر!. برستد. فجر الضمير، ص 223.
 
ووجه «وسيم السيسى» رسالة إلى «نوال السعداوى» قائلا: «مصر لم تعرف الأضاحى البشرية يا دكتورة، إنها أكاذيب القفطى والكندى والملطى وعبداللطيف البغدادى منذ عشرة قرون! كذلك حرق مكتبة الإسكندرية وعروس النيل، وفند أكاذيبهم إدوارد جيبون، وألفرد بتلر، وجوستاف لوبون، وإرنست رينان، وإن مكتبة الإسكندرية احترقت 275م فى ثورة الإسكندرية الكبرى ضد الرومان. كان المصرى القديم يتلو عن ظهر قلب أمام محكمة العدل الإلهية: لم أسرق أو أكذب أو أزن أو أشته زوجة جارى، لم أكن سببًا فى دموع إنسان أو شقاء حيوان، ولم أعذب نباتًا بأن نسيت أن أسقيه ماءً».
 
وقال السيسى فى ختام مقاله: «هل قرأتِ لكارين شوبارت عمدة برلين قوله: كيف سيكون شكل العالم اليوم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة! وقول عالم المصريات البريطانى والاس بارج: نحن فى حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة الإنسانية! اقرئى يا دكتورة نوال شامبليون وقوله: يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة. ماذا يقول عنك هؤلاء العلماء إذا قرأوا ما أخجل من ترديده! ألا تعرفين أن المرأة كانت توصف بأنها صانعة النساء والرجال وشريكة الإله فى الخلق؟ وكانت تشكو زوجها إذا صدرت منه قسوة باليد أو اللسان! ويكفى أن الأسرة الأولى كان بها الملكة ميريت نت! ربنا ينتقم منكم ياللى فى بالى! عملتوا فينا إيه؟! حتى نوال السعداوى؟!

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق