مكافحة الإرهاب أبرزها.. أسباب دعوة الرئيس السيسي للمشاركة في قيمة السبع الكبار

الأحد، 25 أغسطس 2019 05:00 م
مكافحة الإرهاب أبرزها.. أسباب دعوة الرئيس السيسي للمشاركة في قيمة السبع الكبار

انطلقت، (السبت)، فى منتجع بياريتز بفرنسا القمة الـ(45) لمجموعة السبع الكبار (G7)، والتى تضم أكبر سبع دول اقتصادية على مستوى العالم، وهى: «كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة»، وتتخذ المجموعة قيم الحرية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، حكم القانون، والرخاء، والتنمية المستدامة كمبادئ رئيسية لها.

 
WhatsApp Image 2019-08-24 at 10.27.53 PM (2)
 
الجديد فى قمة هذا العام بالنسبة لنا هو مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس مصر للمرة الأولى، بناء على دعوة تلقاها من نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون؛ وهى دعوة لها دلالات عميقة، سواء على صعيد العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، أو بالنسبة لأهمية هذه القمة العالمية وجدول أعمالها وأهمية المشاركة المصرية فيها، وأخيرًا على صعيد السياسة الخارجية لمصر وتعزيز مكانة مصر إقليمياً وعالمياً على نحو غير مسبوق.
 
ومن خلال النظر إلى جدول أعمال القمة والذى سيركز على عدد من الموضوعات، من بينها قضايا الأمن الدولى ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية، وسبل مواجهة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكذلك مكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة، خاصة فى أفريقيا، فضلاً عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجى، وتطورات النظام الاقتصادى والمالى العالمى، سنجد أن مشاركة الرئيس السيسى لها أكثر من مدلول، فبجانب الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى.
 
هناك أيضاً التجارب المصرية المشهود لها عالمياً فى هذه القضايا المطروحة على طاولة نقاش السبع الكبار، فمصر تتقدم الصفوف الأولى فى العمل من أجل إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهابية، بل أن لمصر تحديداً بعد 2014 وانتخاب الرئيس السيسى رئيساً لمصر خاضت حرباً على الإرهاب خاصة العابر للحدود، وحققت الكثير من النجاحات، كما لها الكثير من الأدوار المهمة التى تسعى من خلالها إلى إقرار السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، سواء من خلال عضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن قبل ثلاثة أعوام، أو عضويتها النشطة فى الاتحاد الأفريقى وأجهزته المختلفة، بالإضافة إلى الدور الذى يقوم به الرئيس السيسى فى المنطقة.
 
WhatsApp Image 2019-08-24 at 10.27.52 PM
 
وإذا نظرنا إلى رئاسة الرئيس السيسى الحالية للاتحاد الأفريقى، وعمله خلال السنوات الماضية على عودة الدور الريادى للقاهرة فى القارة السمراء، سنجد أن مصر معنية بتجديد الشراكة مع القارة الأفريقية على نحو يتّسم بقدر أكبر من الإنصاف، حيث يحرص الرئيس السيسى فى كل المحافل الدولية على عرض أوضاع القارة الأفريقية والدفاع عن حقها العادل فى السلام والأمن والاستقرار والتنمية والتعاون الدولى من أجل مستقبل أفضل لكل شعوبها.
 
وفى الوقت نفسه، فإن مصر فى إطار خوضها لمعركة التنمية الشاملة والمستدامة، فهى أيضاً معنية بقوة بقضايا المناخ، حيث حمل الرئيس السيسى صوت أفريقيا إلى كل الفعاليات الدولية المعنية بهذا الملف، سواء من على منصة الأمم المتحدة، أو فى قمة العشرين وغيرها من القمم التى تحدث خلالها الرئيس نيابة عن القارة السمراء فى هذا الملف الحيوى لدول القارة، التى تعرضت لظلم شديد امتد لسنوات طويلة، لكنا الآن باتت حاضرة بقوة فى هذا الملف بفضل التحركات النشطة للرئيس السيسى، الذى اهتم أيضاً حتى قبل أن يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى بقضية الاستخدامات العادلة للتكنولوجيا الرقمية الحديثة لصالح التنمية لكل شعوب العالم.
 
وبالتأكيد تأتى مشاركة الرئيس السيسى فى هذه القمة، بعدما خطت الدولة المصرية خطوات كبيرة فى السنوات الأخيرة فى مجال تمكين المرأة وإقرار المساواة والقضاء على كل أشكال التمييز؛ فهذا الموضوع تحول من شعار إلى تطبيق على أرض الواقع، بتمكين فعلى وعملى للمرأة من واقع ما تتمتع به المرأة المصرية من مكانة وثقافة مكنتها من تقديم أفضل ما لديها فى المجالات التى تمت الاستعانة بها.
 
WhatsApp Image 2019-08-24 at 10.27.53 PM
 
وقد يكون من المناسب الإشارة إلى أن مشاركة الرئيس فى قمة السبع الكبار هذا العام، والمعنية بقضية الصحة، أن حملة «مليون مليون صحة» التى أطلقها الرئيس السيسى لاقت نجاحاً كبيراً وأصبحت نموذجاً يحتذى به فى دول كثيرة، مما دفع منظمة الصحة العالمية لإدراجها ضمن المبادرات الأكثر نجاحاً فى العالم، وقام مدير المنظمة الأسبوع الماضى بتسليم الرئيس تقرير المنظمة عن المبادرة والذى تضمن التقدير للجهود الكبيرة للحكومة المصرية فى إطار الكشف عن وعلاج فيروس «سى»، والأمراض غير السارية.
 
كما تضمن التقرير التوصية بنشر التجربة والخبرة المصرية الملهمة للاقتداء بها على مستوى العالم، خدمةً للبشرية والإنسانية جمعاء، والنجاح الكبير لمبادرة 100 مليون صحة، والتى باتت تمثل نموذجاً يحتذى به فى مجال المسح الطبى على المستويين الأفريقى والعالمى، لا سيما فيما يتعلق بالعدد الضخم وغير المسبوق فى التاريخ للمواطنين الذين شملهم المسح مع توفير العلاج الكامل لهم بالمجان. 
 
إذن نحن أمام مشاركة لم تأتِ مجاملة لدولة محورية وإنما جاءت لأن مصر ورئيسها لديهم ما يقدمونه للقمة، من تجارب حققت نجاحا على الأرض، وأصبحت هذه التجارب والمبادرات نموذجا تستطيع دول العالم أن تنظر له وتعمل على الاستفادة منها.
 
ووفقاً لجدول أعمال القمة، فإن الرئيس السيسى سيلقى كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وأفريقيا، باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقى، تتناول عرض الرؤية الأفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وترسيخ أسس الشراكة العادلة بين أفريقيا ودول مجموعة السبع فى إطار المصالح المشتركة والمتبادلة، كما سيلتقى الرئيس السيسى على هامش فعاليات القمة مع عدد من قادة الدول المشاركة، لبحث العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
 
ومن المقرر أن تشهد القمة عقد جلسة عن تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة، كما يتضمن جلسة عن تعزيز الشراكة مع أفريقيا، بالإضافة إلى غداء عمل يتضمن بحث ملف مكافحة أوجه انعدام المساواة فى المصير، فضلاً عن جلسة عن تقليص أوجه انعدام المساواة البيئية من خلال حماية كوكب الأرض بفضل التمويل المخصص للأنشطة المناخية والانتقال البيئى المنصف الذى يركز على صون التنوع البيولوجى والمحيطات، بالإضافة لجلسة عن التحول الرقمى.
 
وستركز قمة بياريتز الحالية على «محاربة عدم المساواة»، وخلال السنوات الماضية حققت المجموعة بعض النجاحات المهمة، أبرزها إنشاء صندوق دولى لمكافحة أمراض الإيدز والسل والملاريا، والتى تقول، إنه أنقذ حياة حوالى 27 مليون شخص منذ عام 2002، كما أن المجموعة كانت القوة الرئيسية المحركة وراء تفعيل اتفاقية المناخ الموقعة فى باريس فى 2016 حتى مع تقديم الولايات المتحدة طلب الانسحاب من الاتفاقية فى ذلك الوقت.
 
ويجب هنا أن نشير إلى أهمية هذه المجموعة «السبع الكبار» التى أقيمت القمة الأولى لها عام 1975 عندما اجتمعت ست دول «لتبادل الأفكار والحلول المحتملة» لأزمة الاقتصاد العالمى، وفى العام التالى انضمت كندا لهذه المجموعة، حيث تتولى كل دولة من دول المجموعة رئاسة هذا الكيان لعام واحد بالتناوب، وتكون الدولة التى ترأس المجموعة مضيفة لقمة السبع السنوية التى تمتد ليومين، وتحتل سياسات الطاقة، والتغير المناخى، ومرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، والأمن العالمى، مكانا بارزا بين قضايا أخرى كثيرة تناقشها القمة، وفى ختام القمة يصدر بيان ختامى يوضح ما تم الاتفاق عليه.
 
ورغم أنها الدولة الأكبر من حيث عدد السكان وثانى أكبر اقتصاد فى العالم، تُعد ثروات الصين أقل نسبياً من أعضاء مجموعة الدول السبع، وفقاً لحساب نصيب الفرد من ثروات البلاد، لذا لا تعتبر الصين من دول الاقتصادات المتقدمة بحسب مقياس دول المجموعة، على الرغم من عضويتها فى مجموعة العشرين، واحتوائها مدناً ضخمة حديثة مثل شنغهاى.
 
وسبق أن انضمت روسيا عام 1998 إلى المجموعة التى حملت حينها اسم مجموعة الثمانى، لكن المجموعة علقت عضوية روسيا عام 2014 إثر قيامها بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى الاتحاد الروسى، ويرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن هناك ضرورة لإعادة روسيا إلى المجموعة، معتبراً أن روسيا ينبغى أن «تكون على طاولة المفاوضات».
 
وسبقت قمة هذا العام خلافات داخلية فى المجموعة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وباقى الأعضاء بسبب السياسات التجارية الأمريكية، والضرائب على الواردات والإجراء الذى اتخذته واشنطن تجاه التغير المناخى فى قمة السبع التى انعقدت فى كندا العام الماضي، كما تواجه المجموعة انتقادات لأن أداءها لا يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية على المستوى الدولى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة