ذكرى 11 سبتمبر.. كيف تغير وجه أمريكا عن الشرق الأوسط؟

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019 09:18 ص
ذكرى 11 سبتمبر.. كيف تغير وجه أمريكا عن الشرق الأوسط؟
ذكرى 11 سبتمبر

11 عاما مرت على هجمات مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون، التي هزت العالم ووضعت أرقاما جديدة في لعبة السياسة الدولية، وغيرت وجه الولايات المتحدة الأمريكية، فيما ظهرت مفردات وقعها لم يكن يزال حديث عهد بالآذان.

سنوات مرت على الحادث الأليم لكن المشاهد القاسية ما زالت محفورة في الأذهان، مشاعر الأمريكيين المليئة بالخوف والهلع لم تتغير منذ حينها، بالطبع زلزال 11 سبتمر أحدث تغييرا جذريا فى شكل السياسة العالمية، وأصبح نقطة تحول فى مسار العلاقات الدولية، وخاصة فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط.

استيقظ العالم على خبر 4 طائرات نقل مدني تجارية تصطدم بأهداف محددة تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وسقط نتيجة لهذه الهجمات حوالى 3000 ضحية، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.

ووقتها نقلت وسائل الإعلام الأمريكية الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية، وجاء فيها "أنه فى يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 نفذ 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة باستعمال طائرات مدنية مختطفة هجمات إرهابية، وانقسم منفذو العملية إلى أربع مجاميع ضمت كل مجموعة شخصا تلقى دروسا فى معاهد الملاحة الجوية الأمريكية، وكان الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدنى تجارية، وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة".

وكانت الهجمة الأولى حوالى الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالى من مركز التجارة العالمى، وبعدها بربع ساعة فى حوالى الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي، وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاجون، بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بالبيت الأبيض، لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف.

وأدت هذه الأحداث إلى تغييرات كبيرة فى السياسة الأمريكية، حيث استغلت إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش تلك الأحداث لتعلن ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب"، وضرب أى أعداء محتملين لأمريكا، وهذا ما استخدمته إدارة بوش الابن فى تبريرها لغزو أفغانستان 2001، ثم العراق 2003، واحتلال الدولتين عسكريا، وتصاعد الموجات المعادية للإسلام أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا.

فعقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وجهت الولايات المتحدة الأمريكية الاتهامات مباشرة إلى تنظيم القاعدة الإرهابى، وهو ما أعلن عنه بن لادن أكتوبر 2004، وأكد مسئوليته عن الهجمات.

كما كان نتيجة لتلك الأحداث أيضا تقليص حريات المواطن الأمريكى، وخصوصا العرب والمسلمين، وظاهرة التجسس على المواطنين من قبل الحكومة، كذلك ارتفعت ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لمواجهة الإرهاب، وتشكيل محاكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين بأعمال إرهابية، وإصدار تشريعات تجيز التفتيش والاحتجاز والتنصت على الهواتف والبريد الإلكترونى وغيرها.

وعلى الرغم من كل ذلك حتى الآن لم تبدأ بعد جلسات محاكمة الضالعين فى التخطيط لتلك الهجمات، الذين تم القبض عليهم فى عام 2003، حيث تأجلت المحاكمة لأكثر من مرة، وستكون أول جلسة محاكمة لهم فى يناير عام 2021 أى بعد نحو 20 سنة من الهجمات التى وقعت فى نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، وفى حال إدانتهم سيواجه المتهمون أحكاما بالإعدام.

والمتهمون الخمسة هم خالد شيخ محمد، وتهمته التخطيط لهجمات 11 سبتمبر ووليد بن عطاس، ورمزى بن الشيبة وعمار البلوشى ومصطفى الحوساوي، وستتم محاكمتهم فى محكمة عسكرية فى قاعدة جوانتانامو بكوبا، ويواجه المتهمون الخمسة، اتهامات تتعلق بجرائم حرب ومن بينها الإرهاب وقتل نحو 3000 شخص.

حداد أمام نصب 11 سبتمبر

يذكر أنه تم إنشاء نصب تذكارى فى موقع البرجين ومتحف 11 سبتمبر التذكارى الذى افتتح قبل خمسة أعوام فى وسط مدينة منهاتن عاصمة نيويورك، حيث يبقى شاهد عيان يحيى هذه الذكرى التى يصعب نسيانها.

وبرجا مركز التجارة العالمى من حيث طريقة البناء كانا من تراكيب المبانى الحديثة، حيث كانا أعلى بنايتين فى العالم وقت الشروع فى بنائهما فى عام 1970، وهندسة مركز التجارة العالمى رغم حجم الكارثة أنقذت أرواح الآلاف لأن البرجين التوأمين ظلا منتصبين وصمدا لأكثر من ساعة بعد اختراق الطائرتين لهما، مما أتاح الفرصة لخروج ونجاة الآلاف الذين كانوا فى الطوابق السفلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق