تراجعت أعداده وإنتاجه فى العالم ..

شدّة وتزول أم هجرة إلى الأبد..لماذا يختفى النحل تدريجيّاً من مصر؟

الأحد، 15 سبتمبر 2019 09:00 ص
شدّة وتزول أم هجرة إلى الأبد..لماذا يختفى النحل تدريجيّاً من مصر؟
تربية النحل وإنتاج العسل فى مصر
كتب ــ محمد أبو النور

مُنذ نِصف قرن تقريباً، كان كل بيت بالريف المصرى سواء فى القرى أو العزب والنجوع، يقوم بتربية النحل، من أجل الحصول على العسل، ثم بدأت هذه العادة والخِصلة الطيبة، تتوارى عاماً بعد عام، حتى خلت القرى الآن من تربية النحل، واقتصرت فقط على عددٍ من المزارعين والمستثمرين، فى الأراضى القديمة والصحراوية، المُستصلحة حديثاً، وبذلك تراجع وجود النحل، وأيضاً إنتاج العسل، والمُؤسف أن هذا التراجع، لم يكن على مستوى مصر أو الدول العربية فقط، بل على مستوى العالم، والسؤال..ماهى أسباب اختفاء النحل تدريجيّاً، ولماذا تراجع إنتاج العسل؟

bbnnmmm,,,,,
تربية النحل فى الزراعات

 

استثمارات النحل والعسل فى مصر

ولمعرفة تفاصيل القيمة الاستثمارية والصحية للنحل والعسل، من خلال الأرقام والإحصائيات، كان الدكتور السيد إبراهيم حجاج، أستاذ النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، قد أكد فى تصريحات صحفية، أن إجمالى استثمارات النحل فى مصر تصل إلى مليار و680 مليون جنيه سنوياً، وأشار إلى أن تربية النحل هى الحل الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية، وانخفاض إنتاجية المحاصيل، وتحقيق الأمن الغذائى والتصدير، وتحسين الدخل القومى وإيجاد فرص العمل للشباب، وتوطين البدو فى سيناء ومطروح، وتحسين الصفات الوراثية للمحاصيل البستانية فى مختلف المناطق، مطالبا بالتحرك السريع لحماية الثروة النحلية، وإكثارها ونشرها فى المزارع، حيث يقدر العائد من تلقيح نحل العسل للمحاصيل، بما يزيد عن 15 مليار دولار سنوياً على المستوى المحلي، لأن تناقص نحل العسل، يزيد من أزمة نقص الغذاء، وارتفاع أسعاره، وأضاف حجاج أنه بدون  وجود النحل، لن تكون هناك حياة على ظهر الأرض، نظرا للدور الهام، الذى يقوم به النحل، فى تلقيح المحاصيل خلطية التلقيح، سواء البستانية أو الحقلية، كما أن معظم النباتات لا تستطيع تكوين الثمار والبذور إلاّ بعد زيارة نحل العسل لأزهارها، وأشار الخبير الزراعى، إلى أن 80% من الغذاء العالمى، يعتمد على تربية نحل العسل، والعائد الاقتصادى من تلقيح النحل للمحاصيل، ويصل إلى 70 مليار دولار سنويا، طبقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية" الفاو".

ghhhhhhh
إنتاج العسل فى مصر

 

وأضاف حجاج أن زيادة إنتاج مصر من العسل، يساهم فى الحد من الفاتورة الصحية، التى تتحملها الدولة فى مكافحة الأمراض، كما يرتبط تطوير ثروة مصر من النحل بتحسين مؤشرات الأوضاع البيئية، وطالب حجاج بوضع منظومة جديدة لعودة الدورة الزراعية، للحد من الإسراف فى استخدام المبيدات الزراعية، وتوفير احتياجات المناحل من السكر اللازم لتغذية النحل، خلال موسم الشتاء، أسوة بما تم لتوفير السكر فى مصانع الحلويات.

 وأشار خبير النحل بمركز البحوث الزراعية، إلى أن الثروة النحلية فى مصر مهددة بالانقراض، بعد توقف وتجديد العمل بمشروع نشر تربية النحل، فى الأراضى الجديدة، للمساهمة فى زيادة إنتاجية المحاصيل المنزرعة بها، كمّا ونوعا وتشجيع الاستثمار فى المناطق الجديدة، وتشجيع الصادرات لتوفير العملات الصعبة وزيادة الدخل.

yyuuuuuuuu
النحل وتربيته فى مصر والعالم فى تراجع

 

وأضاف حجاج إلى أن مصر قامت بتصدير 1.5 مليون طرد نحل حى، خلال الفترة من الأول من يوليو 2015 وحتى 2016، بخلاف تصدير العسل ومستلزمات المناحل الأخرى، علما بأن سعر تصدير الطرد يصل إلى 60 دولار، لتصل قيمة ما تم تصديره من طرود النحل، إلى ما يقرب من 90 مليون دولار خلال عام 2016، كما تسبب عدم تجديد المشروع، فى زيادة شكاوى المربين والمصدرين من الملكات المُحسنّة، التى كانت تنتجها محطات تربية الملكات، التى نفذها المشروع فى محافظة الوادى الجديد وشمال سيناء، ليصل إجمالى استثمارات النحل فى مصر إلى مليار و680 مليون جنيه سنويا.

fgghhhh
تربية النحل والاستثمارات فى إنتاج وتصدير العسل 

 

حكاية تربية النحل وإنتاج العسل عالمياً

البيانات والإحصائيات العالمية، تؤكد أن مصر تحتل مصر الثانية عربيا، فى إنتاج عسل النحل، بعد الجزائر، وتراجعت من أعلى مستوى لها فى ثمانينيات القرن الماضى، فى حين تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا، كما تحتل مصر المرتبة الأولى فى تصدير الطرود، وفقًاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة العالمية"الفاو"، وقد أنتجت مصر خلال عام 2017 كميات من عسل النحل تُقدر بحوالى 4700 طن، واحتلت بها المرتبة الثانية بين الدول العربية، وكانت مصر تُنتج حوالى 6.1 ألف طن عام 1971، ثم ارتفع الإنتاج تدريجيا ليصل إلى أعلى مستوى له فى عام 1987 عند 12 ألف طن، ثم أخذ فى التراجع، ويرجع انخفاض الإنتاجية طوال السنوات الماضية، لوجود العقبات التى تواجه السوق المحلى، من حيث ارتفاع تكاليف الإنتاج وهبوط العوائد تدريجيا، بخلاف ما تواجهه المناحل من عقبات فى الدخول إلى مزارع الفواكه، وتملك مصر حوالى مليونى خلية نحل تقريبا، وتُعد الصين هى الأكثر امتلاكا لخلايا النحل، بواقع 7 ملايين خلية، وهى المنتج الأول للعسل عالميا، بواقع 502 ألف طن سنويا، يليها تركيا بواقع 4 ملايين خلية، وأن مصر متقدمة فى امتلاك خلايا النحل، لكن إنتاج العسل ضعيف، بسبب أزمات القطاع، وتحتل مصر المركز الأول عالميا فى تصدير النحل من خلال 1.250 مليون طرد سنويا، بأسعار تتراوح ما بين 30-40 دولارا فى الطرد الواحد، بعوائد إجمالية تتخطى 43 مليون دولار سنويا، ووفقًا لتقارير دولية، فالدخل الأساسى للنحالين فى أسواق مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من خلال عملية تلقيح الثمار فى البساتين، فهم يحصلون على ربحية جيدة مقابل وضعه بالبستان، ويتم تأجير الخلية الواحدة بقيم تتراوح بين 120-160 دولارا فى الموسم، والعكس يحدث فى مصر، حيث يُحصل أصحاب البساتين مُقابل مادى من المناحل للسماح لهم بوضع الخلايا، وهو ما يُضعف العوائد السنوية.وفى الفترات الأخيرة شهد القطاع مزيدا من التدهور، خاصة منذ قرار تحرير أسعار الصرف، والتى تسببت فى تضاعف أسعار المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، بداية من السكر، ونهاية بتكلفة إنشاء الخلية، حيث يصل تكلفة تصنيع الخلية الكاملة لـ 500 جنيه مقابل 250-300 جنيه قبل عامين، كما يؤكد العاملون بقطاع نحل العسل، أن الخلية (خشب) فقط زادت من 60 إلى 200 جنيه، وبما أن أغلب منتجات الخشب مستوردة، فقد تضاعفت بعد تحرير أسعار الصرف، إلى جانب ضعف العائدات فى المقابل، وثباتها رغم ارتفاع التكاليف، فتتراوح أسعار العسل (جملة) مابين 30 و60 جنيها للكيلو، بحسب المنطقة والجودة، وتصل إلى المستهلكين بين 80 و100 جنيه.

nnnnnnn
طرود النحل 

 

تحذير من اختفاء النحل إلى الأبد

من ناحيته، حذّر الدكتور محمود عبد السميع، أستاذ تربية نحل العسل بكلية الزراعة، جامعة عين شمس وخبير نحل العسل بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، فى بحث مُطولٌ له، من ظاهرة موت النحل، أو مايسمى بظاهرة اختفاء النحل، والتي انتشرت بدرجة واسعة، في معظم دول العالم، ومنها مصر، حيث تنبّه أصحاب مزارع النحل والمزارعون والعلماء في أميركا الشمالية لهذه الظاهرة منذ عام 2006 وأطلقوا عليها "خلل انهيار مستعمرات النحل" وبحلول عام 2007 سُجل انخفاض في عدد النحل في الولايات المتحدة، بنسبة 32 % وفي 2008 بلغ الانخفاض 36 % ثم 29 % لعام 2010، كما أشارت بعض الدراسات العلمية إلى أن 90% من المناحل الجبلية في السعودية، أصبحت خاوية على عروشها، على الرغم من عملها لآلاف السنين ككهوف تفيض عسلا حارقا يستعمل من جودته كدواء، بمنطقة الفِقرة، وقد تعددت أسباب انهيار أو اختفاء النحل فى العالم، نتيجة لانتشار أبراج التليفون المحمول أو لظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي أم إلى إصابة النحل بفيروس الشلل، وكثير من الأمراض الأخرى، أم نتيجة المبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية، وجميعها قد تؤثر في الجهاز العصبي للنحلة، أو تسممها عبر رحيق الأزهار، أم إلى ظاهرة الأصناف النباتية المهجنة وراثباً.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق