هنديان يعثران على ابنهما المخطوف بعد 20 عاما (صور)

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 02:00 ص
هنديان يعثران على ابنهما المخطوف بعد 20 عاما (صور)

فبراير 1999.. كانت تلك المرة الأخيرة التي رأت فيها الأم «سيفا غامي» أصغر أبنائها «أفيناش» قبل تعرضه لحادث خطف وبيعه لأحد ملاجئ الأيتام الذي كان يعرض الأطفال للتبني بشكل غير قانوني، لينتهي به المطاف وسط أسرة أمريكية، انتقلت للعيش به في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد مرور نحو 20 عاما، تمكنت الأم من رؤية أصغر أبنائها مرة أخرى، وهو في عمر الثالثة والعشرين، وتجمع الأقارب والأهل والجيران، لرؤية ذلك الشاب اليافع الذي غادر حياة والديه عنوة وهو في الثالثة من عمره، ليجتمع شمله بوالده «ناغيشوار»، وأخويه «سارالا» و «لوكيش».

تفاصيل الحكاية تعود إلى تعرض «أفيناش» لحادث اختطاف من أبويه على يد سائق مركبة بخارية «توكتوك»، وكان اسمه «سوباش» آنذاك، وأخذ إلى مركز الخدمة الاجتماعية الماليزي، وهو ملجأ كشفت التحقيقات قبل إغلاقه أنه عمل على تسهيل عمليات تبن غير شرعية لأكثر من 300 طفل من خلفيات عائلية فقيرة في المدينة، وجرى تبني العديد من أولئك الأطفال من عائلات أجنبية من دول خارج الهند كالولايات المتحدة وأستراليا وهولندا.

وبعد عدة أعوام بذل والديه كل مايمكنهما من محاولات إعادة الطفل المختطلف، توصل تحقيق كان يجريه مكتب التحقيقات المركزي الهندي في القضية إلى أن أفيناش يعيش مع عائلة أمريكية في ولاية ويسكونسن الأمريكية، وبمساعدة أحد المحامين، تمكن الأبوان من لقاء ابنهما مرة أخرى.
 
وقال «أفيناش»، الحاصل على شهادة في إدارة الشؤون المالية، إنه وبعد أعوام من التخطيط والتحضير لم يصدق أنه سيلتقي في النهاية بوالديه الأصليين، إلا أنه وبعد مراسلات بينه وبينهما قرر زيارة مدينة «تشيناي» للقائهما، مضيفا أنه عندما رآهما لأول مرة انتابته مشاعر مختلطة بين الخوف والراحة والسعادة. وعندما احتضنته والدته بكت كثيرا، وهي تلك التي لم تمل يوما من الحديث عن ابنها المخطوف.
 
ويقول والده «ناغيشوار راو»، ذو السبعة والأربعين عاما، والذي يعمل في قطاع البناء، إنه وزوجته «أفيناش» كان لديهما مزيج من مشاعر السعادة بلقائه والحزن على كل هذه المدة التي فقداه فيها، مضيفا أن ما أثر فيهما هو أنه كان يهتم لأمرهما حتى عند لقائهما بعد كل تلك السنوات العشرين.
 
ولأن «أفيناش» لا يتحدث سوى الإنجليزية بحكم نشأته وتبنيه من أبوين أمريكيين، بينما لا يتحدث أبواه الأصليان سوى التاميلية، فهم يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال ترجمة المحامي الذي كان متوليا قضية الأبوين ضد ذلك الملجأ، ومن خلال ابنته أيضا، ويتفهم الأبوان أنه من الصعب استعادة ابنهما مرة أخرى من البيئة التي نشأ فيها.
 
وأوضح «أفيناش» أنه كان يعرف أنه متبنى، وإن ما زاد من رغبته في التواصل مع عائلته الأصلية هو شعوره بكونه مختلفا عن تلك البيئة التي نشأ فيها في الغرب الأوسط الأمريكي، حيث كان جميع أصدقائه من البيض، وسيقيم الشاب لبعض الوقت مع والديه للتقرب منهما وزيارة المستشفى التي شهدت ولادته، وقضاء بعض الوقت معهما على الشاطئ.
 
وبالرغم من أن محكمة تيشناي وجهت الإدانة إلى مركز الخدمة الاجتماعية - المسؤول عن بيع أفيناش - في وقت سابق هذا العام، إلا أن نشطاء ممن يعملون في مناهضة أنشطة التبني من هذا النوع قالوا إن الإدانة جاءت متأخرة، لدرجة أن المتهم الرئيسي في القضية وهو رئيس المركز توفي بالفعل قبل سنوات.
 
كما أن قصة لقاء أفيناش بأبويه ناغيشوار وسيفاغامي تعتبر استثناءا عن المعتاد، فهناك الكثير من العائلات لم تتمكن من الوصول إلى أبنائها الذين اختطفوا أيضا وجرى تبنيهم في دول أخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق