هل يغتال الإخوان المقاول الهارب محمد علي؟

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 03:12 م
هل يغتال الإخوان المقاول الهارب محمد علي؟
أيمن عبد التواب

 
كل شيء وارد في عالم السياسية، ومن أجل تحقيق الهدف المستتر، لا يمكن استبعاد أي فرضية، أو احتمال، حتى ولو كان هذا الاحتمال واحدًا في المليون. فبلوغ الغاية تبرر الجرائم.
 
على كلٍّ، الأعمار بيد الله.. لكن لا أحد يتمنى موت المقاول الحرامي الهارب «محمد علي» أكثر من جماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيم «الهاربون» إلى قطر وتركيا، الذين ينفذون نفس أجندة الإخوان وأجهزة الدول المعادية لمصر، ونظامها السياسي، وشعبها الذي ثار عليهم في 30 يونيو، ولفظهم بعدما انكشفت نواياهم الخبيثة، ومخططاتهم الشيطانية.
 
لكن ما الذي يدفع الإخوان إلى اغتيال آكل مال اليتامى، أو تمني موته بأي طريقة؟ لأن الإخوان- الآن- في أشد الحاجة إلى كربلائية جديدة يلتفون حولها، ويمارسون لطمياتهم عليها، ليضمنوا البقاء في صدارة المشهد الإعلامي لبضعة أيام، خاصة وأن بكائيتهم على «جمال خاشقجي» اندثرت، و«الولولة» على ورئيسهم الراحل «محمد مرسي» توارت، وصراخهم على «عبد الله مرسي»، تلاشت، ولم يكن لها تأثير يذكر. 
 
لذا، فهم ومَن خلفهم يتمنون الخلاص من الهارب محمد علي، حتى ولو كانت وفاته طبيعية، وليست جنائية باغتياله مثلًا.. لماذا؟ لأنهم- حينئذ- سيتهمون النظام المصري بأنه هو الذي خطط ودبر ونفذ اغتياله..
 
أما لو كانت وفاة المقاول ليست جنائية، فالوضع، عند الإخوان، لن يختلف كثيرًا؛ لأنهم سيملأون فضاءات الإعلام بحكايات وروايات ما أنزل الله بها من سلطان.. وربما يخرجون علينا ويزعمون أن أفرادًا من أجهزة مصرية قتلتوه السم الذي لا يظهر عند تشريح الجثة.. وسوف يصنعون منه شهيدًا؛ ليضاف إلى سجل شهدائهم المزيفين!
 
إن مَن منع «الشهادة» عن الرئيس الراحل أنور السادات، الذي اغتيل في ذكرى انتصاره على إسرائيل، ومنحها للرئيس محمد مرسي، الذي مات بأزمة قلبية أثناء محاكمته بتهمة التخابر.. ومنحها لـ«عبد الله مرسي»، الذي توفي بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، أثناء قيادته سيارته وبصحبته إحدى العاهرات.. مَن يفعل ذلك لن يجد غضاضة في منح «الشهادة» لمقاول نصاب، أكل حق أبناء شقيقه المتوفي، وهرب.. طالما يخدم توجههم القذر، ويمنحهم قبلة نجسة تجعلهم يقفون على أرجلهم أيامًا معدودات. 
 
ما أنا على يقين منه، أنه حين وفاة «محمد علي» بأزمة قلبية، أو في حادثٍ عارضّ، أو لأي سبب من الأسباب.. سوف يهرول الإخوان وأذنابهم إلى المنظمات المشبوهة، والدكاكين «الملاكي» لحقوق الإنسان؛ ليتهموا مصر بقتله، ويطلبوا من هذه الجهات ممارسة ضغوطًا دولية ضد القاهرة ونظامها.. وليس مستبعدًا أن يستدلوا- حينئذٍ- على تثبيت اتهام النظام المصري بقتله، بما كتبه أحد المواطنين المصريين «الأغبياء» على صفحته بموقع فيسبوك، وتحريضه على قتل المقاول الهارب مقابل خمسة ملايين جنيه.
 
أثق تمامًا أن الإخوان وذيولهم، ومَن يقف وراءهم، يسعون- الآن- إلى «أسطرة» المقاول الهارب، أي يصنعون منه أسطورة، تضاف إلى أساطيرهم التي صنعوها بأيديهم، أمثال حسن البنا وسيد قطب وزينب الغزالي، ومهدي عاكف، ومحمد مرسي.. وعلى الرغم من أن محمد علي ليس منهم، إلا أنه يتبع دينهم في فُجر الخصومة، وتشويه المختلفين معه..
 
ولعل هذا ما يفسر سر الحفاوة المبالغ فيها بالفيديوهات «الفارغة» للمقاول الحرامي، ويفردون لها مساحات كبيرة على قنواتهم التلفزيونية، ومواقعهم الإلكترونية، وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها فيديوهات الفتح المبين والنصر المؤزر الذي كانوا «يجاهدون» من أجله!
 
بل إن الجنون وصل بالإخوان ولجانهم الإلكترونية إلى تدشين صفحات في الواقع الافتراضي، لـ«إجبار» محمد علي للترشح لرئاسة مصر، ليس محبة فيه، بل لأن عنده شيئًا لهم.. إلا أن أحدهم- على ما يبدو- نصحهم بالتوقف عن هذه التخاريف، فحذفوا «البوسترات» المؤيدة لترشح فنانهم الفاشل للرئاسة، لكنهم لم يتوقفوا عن دعمه، والترويج لأفكاره الساذجة، التي لا تصلح لبناء «غرزة»، وليس بناء دولة. 
 
العجيب أن الإخوان بدأوا يعزفون على نغمة نشاز وهي أن «محمد علي»- بفيديوهاته تلك- أيقونة ثورية، وأن «الهطل» الذي يبثه من قصره في إسبانيا من الممكن أن يصنع ثورة، مستغلًا الآثار الجانبية «السلبية» لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، واستبطاء جني ثماره.. فكيف لحرامي وآكل مال اليتامى- بحكم قضائي- أن يكون أيقونة ثورية؟ وكيف يؤتمن على الشعب؟ وكيف يصون أموال وحقوق المصريين؟
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق