بعد هزيمته في «كاليفورنيا».. ترامب يقلب الطاولة على الديمقراطيين

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 09:00 ص
بعد هزيمته في «كاليفورنيا».. ترامب يقلب الطاولة على الديمقراطيين
ترامب

سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى «الولاية الذهبية»، وهى ولاية كاليفورنيا التى يواجه فيها هزيمة شبه مؤكدة فى الانتخابات الرئاسية 2020، وقالت إن الرئيس الأمريكى حاول تحويل «المقاومة» إلى «ميزة» إضافية حيث هاجم التعامل مع المشردين، وتمكن من جمع ملايين الدولارات من المانحين الجمهوريين الأغنياء. 

وقالت الصحيفة إن ترامب هو رئيس الولايات المتحدة، لكن يبدو فى بعض الأحيان وكأنه ليس رئيس الولاية الذهبية، لهذا عكف خلال زيارته النادرة إلى كاليفورنيا والتى استمرت يومين على مغازلة الناخبين عن طريق مهاجمة المسئولين من خلال التطرق لقضايا تهمهم مثل الحد من انبعاثات السيارات.
 
واعتبرت الصحيفة أن الزيارة كانت أحدث هجوم مركز فيما يمكن وصفه بأنه «حرب» ترامب الطويلة الأمد مع أكثر الولايات الأمريكية اكتظاظاً بالسكان، حيث حصل فى انتخابات عام 2016 على 4.48 مليون صوت فقط مقابل 8.75 مليون صوت لهيلاري كلينتون. ورغم أنه  يواجه هزيمة شبه مؤكدة مرة أخرى العام المقبل فى هذا المعقل المتمثل في «المقاومة». لكنه يعتزم تحويل هذا لصالحه.
 
وقال بيل والين، المستشار الإعلامى لسياسيى كاليفورنيا بمن فيهم الحاكم السابق أرنولد شوارزنيجر: «لقد قام دونالد ترامب بحساب أنه من الأفضل أن يكون على أساس عدائى وليس ودى مع كاليفورنيا لأن ذلك يعمل كورقة سياسية ملائمة له.. وتم انتخابه من قبل العمال ذوى الياقات الزرقاء فى وسط البلاد، وكاليفورنيا تعد نموذجا لمخاوفهم حول إلى أن تتجه البلاد».
 
ورغم أن رحلة الرئيس غربًا جمعت ملايين الدولارات من المانحين الجمهوريين الأثرياء وسمحت له بمشاهدة بناء الجدار الحدودى الذى وعد به، إلا أنه انتهز الفرصة لاستغلال أزمة التشرد فى المدن الكبرى.
 
وقال ترامب: «لا يمكننا السماح للوس أنجلوس وسان فرانسيسكو والعديد من المدن الأخرى بتدمير نفسها من خلال السماح لهذا بالحدوث». وقال في طريق العودة إلى واشنطن على الطائرة الرئاسية ، إن وكالة حماية البيئة (EPA) ستأخذ قرارا ضد سان فرانسيسكو، متهماً المدينة بالسماح لكمية هائلة من النفايات، بما في ذلك الإبر، بالمرور عبر مصارف المياه العادمة إلى المحيط.
 
وقال للصحفيين «إنه وضع فظيع فى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.. وسنقدم إلى سان فرانسيسكو - إنهم ينتهكون انتهاكًا تامًا - إشعارًا فى وقت قريب جدًا». كما أعلن ترامب عبر تويتر أن إدارته تلغى سلطة ولاية كاليفورنيا لوضع قواعد لانبعاثات ثانى أكسيد الكربون تتجاوز المعايير الفيدرالية. وأصر على أن هذا الإجراء سيؤدى إلى وجود سيارات آمنة وأقل تكلفة والمزيد من الوظائف للأمريكيين، لكن تم إدانته بشدة.
 
ورد عضو الكونجرس في كاليفورنيا آدم شيف، وهو شوكة فى ظهر ترامب، على ذلك: «بينما يطلق ترامب هجومًا شاملاً على البيئة، ويتراجع عن حماية الأنواع المهددة بالانقراض ومياهنا وهواءنا - تظل كاليفورنيا ثابتة. لن نسمح بتشويه مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة».
 
لم تكن كاليفورنيا دائمًا أرضًا معادية للجمهوريين وكانت موطنًا للرئيسين السابقين ريتشارد نيكسون ورونالد ريجان. لكن في عصر الاستقطاب السياسي الحالي، أصبحت ولاية زرقاء (ديمقراطية). فى انتخابات التجديد النصفي للعام الماضى، سيطر الديمقراطيون على مقاعد مجلس النواب السبعة التى تشمل مقاطعاتها مقاطعة أورانج ، وهى معقل محافظ حيث وُلد ونشأ نيكسون.
 
ولكن يبدو أن علاقة ترامب وكاليفورنيا وصلت إلى أدنى مستوى لها خلال عامين ونصف العام فى منصبه. قالت جيسيكا ليفينسون، التى تدرس في كلية لويولا للقانون في لوس أنجلوس، لصحيفة نيويورك تايمز فى أبريل: «إنها معركة دموية. هذه ليست حربا باردة. إنها حرب ساخنة حارقة. وهذا مناسب سياسيا لكلا الجانبين».
 
وانضم نائب الرئيس، مايك بينس، وغيره من الحلفاء إلى ترامب فى تصوير الولاية على أنها تهيمن عليها النخب الليبرالية بعيدًا عن قلب الولايات المتحدة. أصر كيفن مكارثى، زعيم الأقلية فى مجلس النواب، على أن الرئيس سلط الضوء على أوجه القصور فى الزعماء الديمقراطيين الذين سيطروا على كاليفورنيا لسنوات.
 
وقال لوكالة أسوشيتيد برس «عندما يتحدث عن التشرد وحل هذه المشكلة، والقدرة على تحمل التكاليف ، فإن ذلك يتخطى الخطوط الحزبية». وقال مكارثي: «يمثل التشرد القضية الأولى فى جميع المناطق»، فى إشارة إلى منطقته فى الوادى المركزى الريفى، خارج لوس أنجلوس مباشرة.
 
في يوليو، أصبحت كاليفورنيا أول ولاية فى البلاد تقدم منافع صحية مدعومة من الحكومة للمهاجرين الشباب الذين لا يحملون وثائق، وهذا مجرد مثال واحد على كيفية تعامل الولاية مع القضايا التى ما زال المرشحون الديمقراطيون للرئاسة لعام 2020 ينافسونه عليها.
 
وقال والين، وهو الآن زميل باحث فى معهد هوفر: «الديمقراطيون لن يخوضوا مناقشات فى كاليفورنيا، لكنهم يخوضون فى نقاش حول كاليفورنيا. بالنسبة لترامب، فإن الرسالة هى، إذا كنت تريد رؤية المستقبل فى عهد الديمقراطيين، انظر إلى كاليفورنيا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة