هذه أسرار كراهية الديكتاتور العثمانى لمصر

الجمعة، 27 سبتمبر 2019 09:00 ص
هذه أسرار كراهية الديكتاتور العثمانى لمصر
أردوغان
كتب مايكل فارس

لم يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مناسبة دولية إلا وهاجم فيها  مصر، وأحدثها الجمعية العمومية للأمم المتحدة التى انعقدت قبيل أيام، الأمر الذى يجعل سؤالا هاما يطرح نفسه  وهو لماذا يكره أردوغان مصر لهذه الدرجة.

إجابة السؤال لها عدة أبعاد، منها الداخلية والخارجية، فأردوغان الذى عقد صفقة مع الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس باراك أوباما قبيل عام 2011 لتزكية جماعة الإخوان المسلمين للوصول إلى حكم مصر، على أن يكون حاضنا لهم وضامنا لعدم خروجهم من الطاعة الإمريكية،  يسعى جاهداً إلى كسب دعم القوميين المتطرفين فى بلاده ويرغب فى الظهور بمظهر العثماني المدافع عن الإسلام والمسلمين فى العالم العربى، وقد نشرت صحيفة «جمهوريت» التركية تقريراً إخبارياً موسعاً قبل أيام يتضمن هجوماً عنيفاً على مصر، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث أنها تعبر عن لسان حال القادة السياسيين فى تركيا.

وقد قرر منذ البداية أن يضحى بمصالح بلده ويخسر الشعب المصرى بأكمله ويشترى عداوة المصريين جميعاً، لصالح جماعة الإخوان، التى أعلنت الحرب على الشعب المصرى، متوهمًا أنه يمكنه أن يعيدهم إلى الحكم مرة أخرى، وينسى أنهم تسلموا الحكم فى ظروف عصيبة للغاية، وفشلوا فى التحول إلى رجال دولة، ظلوا رجال جماعة، يعملون على شىء واحد، هو تحويل مصر إلى عضو فى الجماعة. على رأى الكاتب المسرحى الكبير الراحل الأستاذ على سالم.

حين تمكن المصريون ورئيسهم فى 3 يوليو 2013، من الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين وهو حلم  أردوغان لتشكيل خلافة جديدة وهذه الجماعة جزء منها،  فهو كان يريد أن يحكم هو مصر عن طريق الإخوان، الذين كادوا أن يسلموا مفاتيح حكم مصر إلى أردوغان، ويكون القرار المصرى فى إسطنبول وليس فى القاهرة. وتكون حكومة مصر دمية فى يد الاستخبارات التركية، وتحت رحمة طموحات رجل مثل أردوغان، الذى لا يُخفِى أطماعه فى العالم العربى، وإلا ما كانت له قوات تقاتل فى شمالى غرب سوريا، ويسعى يومياً لكسب مساحات نفوذ فى العراق ،بل إن الحكومة التركية طلبت منه رسمياً أن يتراجع ويسحب قواته المسلحة خارج أراضيها.

وبخطى ثابتة ومساندة المصريين، استطاع الرئيس السيسى الإطاحة بأحلام أردوغان الإمبراطورية، قضى عليها تماما، فأردوغان كان يريد أن يوسع مناطق نفوذه فى العالم العربى، لكنه فشل فشلاً ذريعاً ولا يريد أن يصدق ذلك، فحتى قبل 2011، حيث كانت تتجه أنظار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاتحاد الأوروبي في محاولة للانضمام إليه، وأنفق أموالأً طائلة من أجل تحقيق هذا الهدف وحينما فشل في دخول الإتحاد الأوروبي، بدأ يلتفت إلى ساحته الخلفية بالعالم العربي والإسلامي ليحقق حلم القديم كخليفة للإسلام والمسلمين، لعله يحقق أي انتصارا يشبع رغبتة في الظهور.

أردوغان دعم بكل ما أوتى من قوة  جماعة الإخوان الإرهابية بالأموال والسلاح بدول المنطقة خاصة مصر ليتمكنوا من الوصول إلي كرسي الحكم ليستخدمهم كأداة في سيطرتة علي تلك الدول، تلاقت أهداف أردوغان مع عصابة الجماعة الإخوانية، واحتضنت اسطنبول بعد ثورة 2011  لقاءات ضمت أعضاء التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، بقيادات جماعة الإخوان المسلمين بمصر، ورجال المخابرات التركية وضعوا أجندة للسيطرة على مجريات الأحداث بمصر، لصالح  الجماعة الإرهابية.

وجاءت مرحلة أحلام اليقظة بحلول عام 2012 الذي اعتبره أردوغان العام الأفضل في تاريخة السياسي، شعر  السلطان العثماني المزعوم أن أحلامة تتحقق رويداً رويداً، جماعة إرهابية تحكم دولة عربية كبري بحجم مصر ورئيس إخواني يدين له بالولاء والانتماء وترابط فكري وأيديلوجي، بين الرئيس التركي وجماعة الإخوان التي تحكم مصر، إلا أن أحلامه ذهبت أدراج الرياح خلال عام واحد، ففي 30 يونيو 2013 جاءت الثورة المصرية على حكم الجماعة الإرهابية، انتفض الشارع المصري وهتف ضد حكم الإخوان «يسقط يسقط حكم المرشد»، كلمات زلزلت الميادين المصرية، هتافات ومظاهرات حطمت أردوغان وآماله وقضت على طموحاتة في استرجاع دولة عثمانية في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا التاريخ الذى يعد لحظة فارقة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية بل والعالم أجمع، بات أردوغان يغضب ، بعدما ملأ قلب الرجل الكره والحقد ضد مصر قيادة وشعباً ، بعد فشلة في تحقيق حلمه الاستعماري التوسعي عبر حصان طرواده " جماعة الإخوان الإرهابية " وكان السبب الرئيسي في ذلك الفشل في نظر أردوغان دائماً هو رجل واحد عبد الفتاح السيسي، الذى نجح في القضاء علي المشروع  " الإخواني العثماني " الذى أصاب أردوغان بنقص يصاحبه مرض الشوزوفرينيا أوالانفصام في الشخصية، في الوقت ذاتة أصيب أردوغان بحالة من الهيستريا بعد إسقاط الشعب المصري لحكم الإخوان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة