تقضي على السلعوة والثعابين.. «الكلاب الضالة» بين القضاء عليها وحماية التوازن البيئي

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 07:00 م
تقضي على السلعوة والثعابين.. «الكلاب الضالة» بين القضاء عليها وحماية التوازن البيئي
الكلاب الضالة ..أزمة أم توازن بيئى
كتب ــ محمد أبو النور

تُمثّل مُشكلة وقضيّة الكلاب الضالة، فى الشوارع، وخاصة فى القاهرة والجيزة والقليوبية، والأحياء الشعبية بمحافظة الإسكندرية، تُمثّل أزمة مازالت تبحث عن حلّ، ولا تتوقف مشكلة الكلاب الضالة، فى محافظات مصر، على بث الخوف والرعب فى قلوب الأطفال والسيدات وربما الكبار، ولكن هناك مشكلة أكثر خطورة، ألا وهى تعدى هذه الكلاب على الجميع، وعقرهم فى مناطق متفرقة من أجسادهم، وإحتمال إصابتهم بداء الكلب أو السُعار، وهو ماتُحذّر منه باستمرار، الجهات ذات الاختصاص فى مكافحة الكلاب الضالة، مثل وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية، ونقابة البيطريين وغيرها.

20180705160654670
انتشار الكلاب الضالة 

 

انتشار الكلاب الضالّة فى الشوارع

تنتشر الكلاب الضالة، فى الشوارع بأعداد كبيرة، وخاصة فى المناطق الشعبية والعشوائيات، غير أنها بدأت منذ سنوات، فى الزحف على مناطق وأحياء، من القاهرة والجيزة والقليوبية، بأعداد كبيرة، وفى أحدث الإحصائيات والبيانات، عن رصد أعداد هذه الكلاب، كشفت دراسة حديثة، أعدها الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، وخبير استشاري المناطق العشوائية، أن عدد الكلاب الضالة، المنتشرة في القرى والمدن، بلغ 22 مليون كلب ضال، وتابعت الدراسة، أن أعداد الكلاب الضالة، تتزايد بشكل ملفت للنظر، حيث إن متوسط مدة بقاء الكلاب، ودورة حياتها، تصل إلى 8 سنوات، وهو مايعنى أنه بعد 10 سنوات، سيصبح عدد الكلاب في مصر، أكثر من 44 مليون كلب لعام 2028، وقد اقترحت الدراسة، أن تتكفل شركة خاصة، بمكافحة الكلاب الضالة، في حالة عجز الحكومة إدارياً، في إدارة هذا الملف، من خلال التعاقد، وأن يقوم كل محافظ، بتشكيل لجنة، لمكافحة الكلاب داخل محافظته، نظراً لعدم وجود خطه قومية مُتّبعة بجدول زمني، من قبِل مجلس الوزراء.

images
الكلاب الضالة تثير الرعب فى الشوارع

 

نقابة الأطباء البيطريين ومشكلة الكلاب الضالة

كانت النقابة العامة للأطباء البيطريين، قد شاركت فى جلسة الاستماع والاستطلاع والمواجهة، التي عقدتها لجنة الإدارة المحلية، بمجلس النواب فى مارس 2019، لمناقشة ووضع حلول لأزمة انتشار الحيوانات الضالة، بحضور وزيري البيئة والزراعة ومحافظين حاليين وسابقين، وممثلين عن جمعيات الرفق بالحيوان، وانتهى الاجتماع على تشكيل لجنة قومية لمكافحة الكلاب الضالة، وهو ماكان قد اعترض عليه، الدكتور على سعد، الأمين العام المساعد للنقابة العامة للأطباء البيطريين، وقال وقتها إن هناك اهتماما مبالغا فيه، بقضية الكلاب الضالة، وتواصل بين النقابة ومجلس النواب حول هذا الأمر، على الرغم من أن حل هذه المشكلة بسيط وسريع.

وقال الدكتور على سعد: إنه يمكن حل هذه المشكلة بأن يتم الانتهاء من أزمة الكلاب الضالة عن طريق سم "الاستركنين"، أو يتم عقمها، مستنكراً عقد اجتماع داخل مجلس النواب، من أجل الكلاب الضالة، وترك مشكلات الطب البيطري مُعلّقة دون حل، وقبلها وفى يناير 2019، كان الدكتور خالد العامرى، نقيب عام الأطباء البيطريين، ورئيس اتحاد الأطباء البيطريين العرب، قد حذّر من الاستمرار فى تسميم الكلاب الضالة، مشيرا إلى أن هذا أمر في غاية الخطورة، ولابد من دراسته بعناية شديدة، لأن الحيوانات تعيش في عشائر، ونحن بلد ظهيرها صحراوى، ووجود الكلاب يحمينا، وإذا قضينا عليها ستظهر لنا حيوانات لا نعرفها من قبل، وانتشار الثعابين فى البحيرة، كان لهذا السبب، وتابع العامرى، فى تصريحات صحفية، أنه يمكن التحكّم في أعداد الكلاب، ولابد من أن يكون، فى كل محافظة أماكن إيواء للكلاب، للحفاظ على البيئة، ونفتح باباً للتبرع وسنجد أناس كثيريين يساهمون فى هذا الأمر.

السلعوة
السلعوة

 

مجلس النواب

وكان مجلس النواب، قد اضطرّ لمناقشة الأزمة، بعد أن تعالت الأصوات، وعقرت الكلاب الضالة وقتها عدداً كبيراً من المواطنين، ولم تجد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب مناصاً، من عقد جلسة حوار مجتمعي لمناقشة تفاقم أزمة انتشار الحيوانات الضالة "الكلاب والقطط"، فى مايو الماضى بحضور وزراء الزراعة والبيئة، وممثل عن وزارة الصحة والتنمية المحلية ومحافظ القاهرة والدكتور، أحمد ممدوح، الأمين العام لدار الإفتاء، والدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، وخبير استشاري المناطق العشوائية.

ووقتها أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن مصر ينتشر بها حوالى 15 مليون كلب ضال، مضيفا أن ميزانية هيئة الخدمات البيطرية، أصبحت مليون و153 ألف جنيه، وهى موارد محدودة للغاية، ومن يُرد أن يساهم ويدافع عن حقوق الحيوان، فلابد من أن يساهم في توفير دعم وإمكانيات أكثر، بينما قال الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، فى تصريحات صحفية، إن عام 2018 سجل 482.40 ألف حالة عقر، منها 303 ألف من عقر الكلاب، مقارنة بـ423 ألف حالة فى عام 2017، مع 32 حالة سعار في 2018، مقارنة بـ65 حالة في 2017.

 

الدكتور خالد العامرى نقيب الأطباء البيطريين ورئيس اتحاد الأطباء البيطريين العرب
الدكتور خالد العامرى نقيب الأطباء البيطريين ورئيس اتحاد الأطباء البيطريين العرب

 

حماية الطبيعة والتوازن البيئى

وكانت الدكتورة مني محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، قد افتتحت منذ يومين المؤتمرالبيطري المجتمعي الدولي الثاني، لرعاية الحيوانات الأليفة، بحضور النائب، أحمد السجيمي، رئيس لجنه التنمية المحلية و الدكتور، يحيي غازي أحمد، ممثل منظمة الصحة الحيوانية OIE و الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس هيئه الخدمات البيطرية، و لفيف من الاستاذه و الباحثين من الجامعات و المعاهد البحثية، وممثلي جمعيات المجتمع المدني لحقوق الحيوان.

وقالت منى محرز أن الحيوانات الأليفة، ومنها الكلاب، والتي تُستخدم في حراسة المنازل والصيد، و فى بعض مهام الجيش والشرطة، ولها أيضاً دوراً هاماً فى حماية الطبيعية، ضد السلعوة والذئاب والثعالب والثعابين، وخاصه في المناطق الصحراوية  وهو ما يحقق التوازن البيئى، وأضافت منى محرز، أن مرض السُعار، من أهم وأخطر الأمراض الفيروسية، التى تصيب الكلب، ويكون مميتاً لهم، ويمكنه أن ينتقل إلي الإنسان، من خلال عضة أو "عقر" الكلب المُصاب لإنسان.

وأوضحت منى محرز، أن الكلاب الغير مُحصّنة دائماً ما تتعرض للموت، فى غضون 10 أيام، منذ بدء أعراض المرض الأولية عليها، ويظهر داء الكلاب بالإنسان فى 150 بلداً، وتسبب العدوى سنوياً فى وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من دول آسيا وأفريقيا، ويمثّل الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما نسبة 40%، وأشارت نائب وزير الزراعة إلي أن الشعار العالمى للمنظمات الدولية الآن، هو تحقيق انعدام حالات الوفاة، الناجمة عن داء الكلب لدى الإنسان، بحلول عام2030، مع العلم إنه يتم تطعيم أكثر من 15 مليون شخص فى العالم سنوياً، بعد التعرّض لعضة أو"عقر" الكلب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق