بعد 4 سنوات من التدخل الروسى فى سوريا.. كيف نفهم ما حدث؟

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 09:00 ص
بعد 4 سنوات من التدخل الروسى فى سوريا.. كيف نفهم ما حدث؟
سوريا
كتب مايكل فارس

مرت 4 سنوات على التدخل الروسي فى سوريا بعد طلب نظام الأسد، حيث بدأ التدخل فى  30 سبتمبر عام 2015، وقد أعلنت روسيا للعالم عودتها من جديد إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد ربع قرن على انهيار الاتحاد السوفييتي، لتتوسع بأقدام جنودها خلال 4 سنوات وتصبح اللاعب الأول في الملعب السوري.

 

 وقد تدخلت روسيا في الحرب السورية بناء على طلب من الرئيس بشار الأسد الذي من أجل كبح القوات المعارضة له، لتنقلب دفة الصراع لصالحه بعد دخول القوات الجوية الروسية بحملة مكثفة أتبعتها موسكو بإنشاء عدد من القواعد العسكرية على الأرض، وقد ساهم في استعادة 95 % من الأراضي السورية التي سيطرت عليها قوات المعارضة وتنظيمات مسلحة، بحسب تقارير روسية وسورية.

 

وهناك المناطق التي لا تزال تحت سيطرة قوات كردية في الشمال ومحافظة إدلب التي تسيطر الجماعات المعارضة على جانب كبير منها وبعض المناطق الحدودية، وقد تحولت موازين القوى لصالح نظام الرئيس بشار الأسد الذي اعتمد على الروس وإيران في تغيير مسار الحرب كليا.

 

و حققت موسكو العديد من الأهداف الاستراتيجية من خلال تدخلها العسكري، بحسب الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط ألكسندر فافيلوف، حيث يؤكد أنه على عكس الأمريكيين، فقد أخذ الرئيس فلاديمير بوتن زمام المبادرة عبر الأفعال وليس الخطابات، وحصل على تفويض بالتدخل العسكري، وإلى جانب مساعدة الحليف الأسد ومحاربة الإرهاب، فإن الهدف الأكبر لروسيا جاء في خطاب بوتن إلى البرلمان لطلب الحصول على تفويض عسكري عندما قال إن "هذه الخطوة قبل كل شيء في سبيل مصالحنا الأمنية في حدودنا الجنوبية".

 

وبعد التدخل أصبح لروسيا الآن عدد من القواعد العسكرية المهمة في الشرق الأوسط، بعدما كان تواجدها يقتصر على قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري، وقد وقعت موسكو ودمشق في الآونة الأخيرة اتفاقية لتوسيع قاعدة حميميم الجوية التي شكلت مركز العمليات العسكرية في هذا البلد بعد اتفاقية مماثلة عام 2017 تقضي باستغلال ميناء طرطوس لمدة 49 سنة.

 

وقد عادت روسيا إلى المسرح الاستراتيجي العالمي عبر سوريا، وهو أمر واقع حظى باعتراف الجميع، فالتحركات الروسية في سوريا عززت من صعود روسيا دوليا ودعم مكانتها، ولم يكن لأحد أن يتخيل في يوم ما أن تسعى واشنطن إلى التواصل مع روسيا من أجل التنسيق في سوريا، كما حدث في اتفاق سلامة التحليق" عام 2015، وهو ما يشير إلى سيطرة روسية كبيرة على الأجواء السورية.

 

وقد أطلقت روسيا عدد من المبادرات السياسية كعملية أستانة التي نتج عنها اتفاقات خفض التصعيد في بعض مناطق القتال، وهو ما مكن روسيا من ضبط إيقاع الصراع وفق رؤيتها بعيدا عن الولايات المتحدة، كما تقف روسيا حاليا وراء اتفاق تشكيل اللجنة الدستورية المنوط بها وضع دستور جديد لسوريا.

 

ومن أهم المكاسب التى حققتها روسيا، هو أن تحولت  الساحة السورية مختبرا عمليا لتجريب الأسلحة الروسية الحديثة وتطوير عدد كبير منها، فقد نقلت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو، قوله إنه "اعتمادا على نتائج العملية العسكرية في سوريا، تم تحديث نحو 300 نموذج من الأسلحة، وهناك 12 نموذجا كانت تعتبر واعدة لكن ثبت فشلها، فأوقفنا إنتاجها".

 

واستخدمت روسيا كافة أنواع الأسلحة تقريبا، بدءا من صواريخ كاليبر التي أطلقتها من غواصاتها في بحر قزوين ومرورا بالطرازات الأحدث من مقاتلات ميغ وسوخوي والطائرات المسيرة وانتهاء بالآليات الجديدة ودبابات تي 90 الخفيفة، وذلك إلى جانب نشر أكثر من 65 ألف جندي في سوريا على مدار السنوات الأربع الماضية.

 

وأعلن الكرملين في يونيو 2019 أن إيرادات صادرات الإنتاج العسكري التقني واصلت التحسن خلال الأربع سنوات الماضية، ولامست 16 مليار دولار، أما امتدادا للمكاسب الاقتصادية فإن الكعكة الأكبر تتمثل في عملية إعادة الإعمار، والتي تعتبر "فرصة كبيرة للشركات الروسية"، ومن يملك السيطرة على إيقاع الصراع على الأرض يفرض نفسه بقوة على طاولة إعادة الإعمار، وفق هذه الحقيقة، فإن السلطات في سوريا ستتيح عقودا ضخمة للشركات الروسية لمباشرة عمليات إعادة بناء ما دمرته الحرب، لكن الأمر يتطلب أيضا تدفقا ماليا دوليا لن يقل عن 500 مليار دولار وفق أكثر التقديرات تفاؤلا.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة