أردوغان وعسكرة السياسة.. تدخلات سافرة فى ليبيا وسوريا والعراق

الخميس، 10 أكتوبر 2019 09:58 م
أردوغان وعسكرة السياسة.. تدخلات سافرة فى ليبيا وسوريا والعراق
أردوغان
كتب مايكل فارس

منذ صعود رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في نوفمبر 2002، تحولت القوة العسكرية أداة مهمة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية التركية خاصة في الفترات الأخيرة، وعليه باتت تركيا الأن أكثر اتجاها إلى استخدام القوة العسكرية خارج أراضيها فى اعتداءات سافرة على الدول المجاورة، بحجج واهية وادعاءات يمكن حلها بالطرق السلمية والسياسية فقط، فهى تدخلات غير مقبولة في إطار التنسيق الدولي ووفق الأعراف والقوانين الدولية.

العراق وسوريا

التحركات العسكرية لتركيا تمثل انتهاكات واضحة لسيادة الدول، ظهرت فى عدة بلدان مثل: ليبيا وسوريا والعراق، فأنقرة احتلت مدينة في الموصل بالعراق في 16 أكتوبر 2016، كما قامت باحتلال منطقة عفرين في سوريا بإعلانها عملية غصن الزيتون.

وفي 20 يناير 2018، ومن قبلها عملية درع الفرات" في أغسطس 2016، وعليه فإن تركيا تحاول استغلال حالة الفوضى وعدم الاستقرار لتحقيق أهدافها التوسعية، وفرض نفسها كطرف فاعل في أي تسوية سياسية مقبلة.

الأكاذيب التركية يروجها أردوغان، بادعاء أن بلاده تمتلك عدة أسباب تجبرها علي التدخل في التطورات في مدينة الموصل العراقية وعفرين السورية، تتصل بتطهيرها من الإرهاب بشكل كامل، وتوفير الحماية لها، واحتمالية حدوث موجة نزوح كبيرة منها، ووفق الرؤية التركية فإن هناك محددات تدفعها لمثل هذه السياسة.

ومن أبرز الدعاوي التركية لتبرير تدخل تركيا العسكرى السافر في العراق وسوريا،  حماية الأمن القومي التركي  في مواجهة خطر الجماعات الإرهابية، و منع تكوين دولة كردية مستقلة علي الحدود السورية العراقية مع تركيا، و دعم حلفاءها في سوريا والمتمثل في الجيش السوري الحر في مواجهة التنظيمات المتطرفة، و مواجهة النفوذ الإيراني داخل العراق ومحاولة خلق مناطق نفوذ لها.

وعمليا لا يمكن فصل التحركات العسكرية التركية عن السياسة التركية العامة في الفترة الأخيرة، خاصة وإن تركيا بدأت في الانخراط المباشر في العديد من الملفات والتي تسعي بهذا إلي خلق واقع جديد يتناسب وطموحها الإقليمي، فأنقرة تنظر إلي الموصل كجزء من أراضيها، فقد كانت ولاية الموصل إحدى ولايات الإمبراطورية العثمانية.

وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكتوبر 2016، رغبته في تعديل اتفاقية 24 يوليو الموقعة في مدينة لوزان السويسرية في عام 1923، التي علي أثرها تمت تسوية حدود تركيا القائمة حاليا، وتوالت سلسلة التهديدات التي ركزت علي أن الجيش التركي سوف يتدخل في شمال العراق في حال حصول تهديد مباشر للأمن والمصالح التركية انطلاقا من الأراضي العراقية، في مشهد يوحي بتسويق الغطاء القانوني للتدخل العسكري هناك.

 

وفى تصريحات مستفزة أعلن  رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، في إبريل 2016م، بأن قوات بلاده ستبقى في شمال العراق، مشيرا إلى أن تلك القوات هي بمثابة ضمان لسلامة تركيا امام الهجمات المحتملة، فيما قال أردوغان في تصريحات ادلى بها في بلدة ريزا على البحر الاسود، أن تركيا لن تسمح لتنظيم داعش أو أي تنظيم آخر بالسيطرة على الموصل، مشيرا الى ان القوات التركية المتواجدة في معسكر بعشيقة القريب من الموصل ضمان ضد أي هجمات على تركيا.

 

ليبيا

كان الدعم التركي للميلشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق فى ليبيا، دعما لوجستيا، وهي تلك الميلشيات التى تحارب قوات الجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إلا أنه حين سيطر الأخير مقررا تحرير طرابلس العاصمة من الميليشيات، بدا الدور الـ«قذر» لأردوغان ودولته، فأمد الميليشيات بالأسحلة سواء الطائرات المسيرة والمدرعات وغيرها من أنواع الأسلحة، لضرب الجيش الوطنى الليبي، الأمر الذى لاقي رفضا دوليا أيضا، إلا أن أطماعه ببترول ليبيا الذي ستوفره له حكومه الوفاق الإخوانية، جعلته يمدها بمختلف أنواع الأسلحة لتكون معقلا لحكومة الميلشيات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة