مدربون دون خبرة وسوق لتجارة المنشطات

«صوت الأمة» تكشف العالم المظلم لصالات كمال الأجسام

السبت، 19 أكتوبر 2019 05:00 م
«صوت الأمة» تكشف العالم المظلم لصالات كمال الأجسام
كمال أجسام
أحمد قنديل

 
كثير من النصائح والإرشادات وُجهت للشاب العشرينى، تتضمن حصوله على بنيان قوى من خلال الخضوع لتدريبات كمال أجسام، بدعوى أن ذلك سيمكنه من العيش بصحة جيدة وبنيان مشدود، ما يجعل أيضا صحته النفسية فى أفضل حال تباعا لما سيشهده من أثر إيجابى على صحته، فقرر الشاب أن يسمع لنصائح ذويه، ذاهبا إلى أقرب صالة لتدريب كمال أجسام فى منطقته، وبمجرد دخوله استقبله شاب مفتول العضلات يخبره أنه المدرب، موجها إياه لعدة إرشادات خاصة بالتمارين ونظامه الغذائى.
 
جلسات مكثفة من تمارين كمال الأجسام يؤديها الشاب بمعرفة مدربه، يشعر فيها بالألم ومرارة الوجع من أجل تكوين بنيان قوى والتمتع بصحة جيدة، إلا أنه مع كل جلسة كان يزداد معها ألم العظام على عكس المتوقع منه تماما، وكلما سأل مدربه عن السبب، يخبره الأخير أن هذا أمر عادى، حتى فوجئ ذات يوم بعدم قدرته على النهوض من سريره، بل وفقد القدرة على تحريك أصغر أعضاء جسده، فاضطر أن يذهب إلى الطبيب من أجل استشارته، لتنزل عليه وقتها مفاجأة بمثابة الصاعقة الحارقة، حين أخبره الطبيب أن كل هذا الألم نتيجة إصابته فى عظامه إثر ممارسته للتمارين الخاطئة.
 
«صالة كمال الأجسام تعمل على تقوية البنيان وتكوين جسم رياضى».. اعتقاد شائع فى مجتمعنا، وغالبا ما يتزاحم الشباب فى مختلف الأحياء على الانضمام لتلك الصالات غرضا فى تقوية بنيانهم، إلا أنهم يجهلون أن مدربى صالات الأجسام فى مصر لا يملكون خبرات فى هذه الرياضة، ولم يحصلوا على مؤهل متخصص فى هذا العمل، ما يعود على المشتركين بالسلب على صحتهم، وكثيرا ما تنتج إصابات ومشاكل صحية للمتدربين لحصولهم على تدريبات خاطئة.
 
يقول مدحت عبدالعليم، إنه منذ ما يقرب من عشر سنوات كان ضمن فريق رفع الأثقال بمدرسة الموهوبين رياضيا، ما عاد عليه بمعرفة جيدة بأنواع التدريبات الخاصة باللياقة البدنية وكمال الأجسام على أيدى كبار المتخصصين والخبراء، مشيرا إلى أنه بعد تخرجه من المدرسة قرر استكمال ممارسة التمرينات الرياضية، فذهب إلى أحد صالات كمال الأجسام، إلا أنه اكتشف أن المدربين هناك ليست لديهم أى خبرات، ولا يعرفون شيئا عن التدريبات السليمة، وهو ما يمكن أن يسبب إصابات للمتدربين واللاعبين.
 
وفى هذا السياق، حكت شيماء النجار تجربتها مع أحد مراكز كمال الأجسام الشهيرة والمملوكة لشخصية رياضية معروفة، موضحة أنها ذهبت لهذا المركز بناءً على نصيحة الطبيب بضرورة الخضوع لتمارين تقوى عضلات الظهر لتحسين صحتها البدنية، لافتة إلى أنها بعد أن خضعت لـ12 جلسة بمعرفة إحدى المدربات، أصيبت بتداعيات مرضية، جعلتها غير قادرة على الحركة، فضلا عن شعورها بالألم المبرح.
 
وعلى جانب آخر، روى أحمد سعيد، تجربة شخصية أيضا فى إحدى صالات تدريب كمال الأجسام، منوها إلى أنه ذهب بغرض تخفيف وزنه والتخلص من الكوليسترول، لكنه تعرض لإصابة فى العمود الفقرى نتيجة التعرض لإرشادات خاطئة.
 
«مجرد مراكز للسبوبة، والعاملون هناك ليسوا بمعالجين أو مدربين معتمدين، ونادرا ما تجد مدربا يملك شهادة متخصصة فى هذا المجال».. هذا ما وصف به الدكتور محمود مرزوق استشارى أمراض العظام، مراكز وصالات كمال الأجسام والعلاج الطبيعى، موضحا أنه ما بين 50 مدربا يعملون بصالات كمال الأجسام لن يتواجد سوى واحد أو اثنين على الأكثر متخصصين فى التدريب والعلاج الطبيعى.
 
وأضاف أن أصحاب المراكز لا يفكرون سوى فى جمع الأموال واستقطاب العمالة الرخيصة، دون الالتفات إلى صحة المشتركين، مشيرا إلى أن آلاف الأشخاص أصيبوا فى أجسادهم نتيجة التدريبات الخاطئة.
 
وأشار إلى أن التدريب الخاطئ والتسبب فى الإصابات ليس الجريمة الوحيدة التى يرتكبها القائمون على إدارة صالات كمال الأجسام، بل هناك ما هو أكثر قبحا وضررا للمشتركين، حيث تنتشر تجارة المنشطات غير المرخصة زعما بقدرتها على تكوين العضلات بسرعة فائقة، وهو ما يسبب مشاكل صحية كارثية للمتعاطين.
 
وخلال الفترة الأخيرة ارتفعت حالات الوفاة بين الشباب ممن يمارسون ألعاب كمال الأجسام، والتى ما تكون غالبا نتيجة الإصابة بــ «الفشل الكبدى» أو «الكلوى» على خلفية تناول المنشطات الرياضية والمكملات الغذائية والأدوية بطريقة غير صحية لبناء العضلات ورفع معدلات ساعات التمرين.
 
وتؤكد سهر سعيد، أن أغلب رواد صالات كمال الأجسام يقعون فى فخ بيع المنشطات، مؤكدة أنها شهدت الكثير من الحالات التى أصيبت بأمراض خطيرة إثر تناول هذه المنشطات.
 
وحسبما ذكر موقع «dailymedicalinfo»، فإن العلماء حذروا من إساءة استخدام المنشطات فى كمال الأجسام، موضحين أنها قد تؤدى إلى الموت المبكر بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
 
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن إدمان الرياضيين للمنشطات يتسبب فى مشكلات عدة، كالتعرض للإصابات الناتجة من زيادة حمل التدريب وضعف جهاز المناعة.
 
من جانبها حذرت الجمعية البريطانية للقلب والأوعية الدموية، من استخدام الآلاف للمنشطات الرياضية، خاصة الشباب فى سن المراهقة، كونها سببا رئيسيا وراء النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إضافة لمشكلات صحية أخرى كالعقم وتقلب المزاج فضلا عن تسببها فى اختلال التوازن والهرمونات.
 
وشدد كينيث موتنر، دكتور فى جامعة ايمورى، على تجنب تناول العقاقير المنشطة دون وصفة طبية رجوعا لآثارها الجانبية الجسيمة، موضحا أنها قد تصيب الرجال بـ«تطور الصدر، أو الانتصاب المؤلم، وانكماش الخصيتين، والعقم، والشيخوخة المبكرة»، بينما تصيب النساء بـ«نمو الشعر الزائد فى الوجه والجسد، وعمق وخشونة الصوت، وعدم انتظام فترة الحيض، وانتفاخ البظر، وتقليص حجم الثدى، وفقدان الأنوثة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق