قطر والإخوان وتركيا.. هزيمة «ثالوث الخراب»

السبت، 26 أكتوبر 2019 11:00 م
قطر والإخوان وتركيا.. هزيمة «ثالوث الخراب»
أردوغان
محمد فزاع

- الجماعة الإرهابية باركت عمليات قتل «أردوغان» للسوريين خوفا من طردهم كالفئران.. والدوحة «حليفة سيئة السمعة » لأنقرة

الإخوان وقطر دائما ما يدعمان إرهاب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ونزعته الاحتلالية دون تفكير، يميلان للجانب الكاذب، ويحاولان الظهور بموقف المدافع عن الحق لكن فى باطنهما يدعمان «الباطل»، لكن سرعان ما تتغير الأحداث لتنقلب تصريحاتهما الكاذبة بين ليلة وضحاها، لتفضح تناقضهما وتبعياتهما، هذا تحديدا ما ظهر خلاله جماعة الإخوان وتنظيم الحمدين فى الانبطاح أمام السياسات التركية فى احتلال الأراضى السورية، بهدف إطلاق عناصر «داعش» المقبوض عليهم فى السجون من جانب قوات سوريا الديمقراطية من أجل توزيعهم على الدول العربية، لتنفيذ مخططات إرهابية تدعم الجماعة الظلامية.

خنوع قطرى
 
وخلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركى خلوصى أكار، أعلن وزير الدفاع القطرى، خالد بن محمد العطية، الذى تستضيف بلاده قاعدة عسكرية تركية، دعم بلاده للعملية العسكرية التى تقوم بها أنقرة فى سوريا، والتى لاقت تنديدا عربيا دوليا واسعا، وحتى يستمر الخضوع القطرى امتنعت قطر عن شجب العملية العسكرية التركية، أو حتى الدعوة إلى «ضبط النفس»، حيث أجرى أمير قطر تميم بن حمد اتصالا هاتفيا بالرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بعد ساعات من انطلاق العملية، يؤكد تبعيته ودعمه لتحركات السلطان الواهم.
 
وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، حمل خلال لقائه مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، شكر الشيخ تميم بن حمد بعد الغزو التركى للأراضى السورية، والذى أدى إلى مقتل وإصابات الآلاف وتهجير أكثر من ربع مليون شخص، ودافع الوزير القطرى عن الهجوم التركى، زاعما أنه يسعى إلى القضاء على الأكراد كونهم يمثلون تهديدا مباشرا على تركيا، وتعلل بأن أنقرة قامت بالرد على خطر وشيك يستهدف أمنها، متناسيا أن الهجوم على الدول المجاورة يعد جريمة عالمية.
 
نفاق إخوانى
 
أما جماعة الإخوان الإرهابية كعادتها واصلت مباركتها للديكتاتور العثمانى عبر قياداتها وقنواتها المضللة، للحصول على رضا الحكومة التركية، خوفا من طردهم كالفئران، فسرعان ما أيد قادة الجماعة المقيمين فى إسطنبول الغزو التركى متغاطين عن الأوضاع الإنسانية وحالة النزوح والمذابح التى سيفرضها العدوان الأردوغانى على سوريا، وامتد الأمر أيضا إلى الهاربين من جماعة الإخوان بعيدا عن الأراضى التركية، وكان آخرها زيارة مجموعة من قادة التنظيم الدولى للإخوان فى قطر للسفارة التركية بالدوحة لتقديم الدعم فى عمليات القتل الممنهجة التى ينفذها أردوغان على أرض سوريا.
بدورها حاولت قطر تشتيت الانتباه عن زيارة الوفد الإخوانى زاعمة فى تقرير مقتضب عبر صحيفة «العرب» القطرية، أنه «وفد شعبى من المثقفين العرب يعلن دعمه لعملية نبع السلام»، مستكملة أكاذيبها بأن القيادى بالجماعة الإرهابية عمرو عبدالهادى، أصبح رئيسا لمركز مزعوم عن حقوق الإنسان يُدعى «الملتقى الدولى لرصد ومكافحة الفساد»، الذى ذكر فى تصريحاته المسمومة أن «ما تقوم به تركيا نابع من حرص على مصلحة الشعب السورى».
 
تراجع ونكسة
 
أردوغان، خرج فى خطاب عنترى مهددا نظيره الأمريكى دونالد ترامب، بأن بلاده لن تعلن وقف إطلاق النار فى شمال شرق سوريا على الإطلاق، مضيفا: «إنه لا يشعر بالقلق إزاء العقوبات الأمريكية على أنقرة بشأن العملية التركية شمال شرق سوريا».
 
الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، هدد باستخدام القوة العسكرية ضد تركيا بسبب عملياتها العسكرية فى شمالى سوريا، إذا اقتضى الأمر، طالبا من نظيره التركى «وضع حد لغزو» سوريا وإعلان «وقف فورى لإطلاق النار» والدخول فى مفاوضات الأكراد، وقال نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، إن تصريح ترامب جاء بعد الهجوم العسكرى التركى «غير المقبول»، والذى أسفر عن «إطلاق سراح العديد من المعتقلين الخطرين المنتمين إلى تنظيم داعش».
 
وفور توجه «بنس» إلى تركيا لتحذير أنقرة بضرورة وقف هجومها على شمال شرق سوريا، تراجع أردوغان كعادته، معلنا وقف العملية العسكرية والسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب خلال 120 ساعة، خشية العقوبات الأمريكية المنتظرة حال عدم امتثاله لأوامر ترامب.

توبيخ أمريكى لقطر
 
من جانبها حذرت الإدارة الأمريكية، تميم بن حمد، بضرورة عدم دعم الحرب التركية على الأراضى السورية، خاصة أن الدول العربية أجمعت على إدانة ما يجرى فى سوريا من فظائع مروعة.
 
وكشفت الخارجية الأمريكية عبر بيان رسمى أن مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، عقد مباحثات مع وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، لبحث ملفات سياسية ثنائية وإقليمية من ضمنها الدعم القطرى المتواصل للنظام التركى الغاشم.

هزيمة تركية
 
عقب تراجع أردوغان عن قراره، هللت جماعة الإخوان بوقف إطلاق النار فى سوريا، وحاولوا اعتبار الهزيمة التى تعرض لها الديكتاتور التركى ورضوخه للضغط الأمريكى للانسحاب من سوريا على أنه انتصار لتركيا.
 
ودشن عناصر الإرهابية ولجان الجماعة، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، هاشتاج بعنوان «#تركيا_تنتصر»، محتفين من خلاله بما وصل إليه العدوان التركى على سوريا، وتدخلها العسكرى ضد الأكراد، فى تغيير صريح لما فعلوه منذ إعلان أردوغان عن العملية العسكرية فى سوريا، الأمر الذى يؤكد أن تلك الجماعة تغير وجهها متناسين هجومهم على الولايات المتحدة بعد عزمها فرض عقوبات على النظام التركى، وكذلك الهجوم على جامعة الدول العربية، ومطالبتها بوقف العمليات العسكرية فى الأراضى السورية.
 
قنوات الإخوان التى زعمت أن التوصل لاتفاق أمريكى- تركى لوقف العملية العسكرية فى الشمال السورى، هو انتصار لتركيا، يبدو أنها تناست تصريحات رجب طيب أردوغان التى خرج خلال الساعات الماضية زعم فيها أن تركيا لن توقف ما اسمته «عملية نبع السلام»، التى أطلقتها تركيا على عملياتها العسكرية فى سوريا.
 
قنوات وحلفاء الإخوان تناسوا تصريحات الرئيس التركى الذى قال إنه لن يلتقى نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، الذى زار تركيا لبحث وقف العدوان التركى، ثم تراجع والتقى مايك بنس، فكلها تراجعات للموقف التركى الذى يبدو أنه كان يخاف من رد فعل أمريكى قوى ضد أنقرة، فضلا عن إذاعتها عبر برامجها، أن ترامب شكر أردوغان على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار متجاهلة تصريحات الرئيس الأمريكى التى قال فيها إن «أردوغان رجل صعب المراس لكنه اختار الصواب».
 
أما قطر فلجأت إلى تغيير لهجتها، إذ خرجت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، لتجميل وجه قطر العدوانى فى دعم تركيا، مؤكدة أنه «يصعب تقييم العملية التركية الجديدة فى شمال شرقى سوريا بشكل موضوعى». 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة