الحلوى الملونة فيها سم قاتل.. تسبب السرطان والفشل الكلوي للأطفال

السبت، 02 نوفمبر 2019 09:00 م
الحلوى الملونة فيها سم قاتل.. تسبب السرطان والفشل الكلوي للأطفال
الحلوى الملونة
أحمد سامى

- تغليظ العقوبات على كل من استورد مواد غذائية غير صالحة أو كيماويات مسرطنة تدخل فى صناعة الغذاء

- ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسرطان من 20 ألفا إلى 100 ألف سنويا

«ألوان الطيف».. أصبحت الوسيلة التى تعتمد عليها مصانع الحلوى من أجل لفت نظر الأطفال للإقبال على شرائها، فالألوان الصناعية وأشكالها المختلفة هى عامل الجذب الأساسى، فعندما يدخل الطفل إلى «السوبر ماركت» يجد تشكيله كبيرة من الحلوى الملونة، الأمر الذى يدفعه لشرائها بشكل مستمر رغم خطورتها على صحته، لاعتمادها على مواد مجهولة تسبب أمراضا كثيرة منها السرطان.

نظرًا لخطورة هذه المواد، فإن الدول تضع قواعد صارمة لاستخدامها، خاصة أن إنتاج أغلب هذه المواد من خلال المصانع والشركات التى تعمل تحت «بير السلم» دون رقابة أو محاسبة، لجذب الأطفال لشراء وتناول تلك الحلوى بشراهة، لكن تلك الصبغات الملونة مصدرها البتروكيمياويات بعضها ألوان دهانات أو صبغات جلود وأحذية لها أضرار كثيرة مختلفة ومتعددة كالتسمم والسرطان والفشل الكلوى.

ومع ارتفاع نسبة الأطفال المصابين بالسرطان، تعالت الصيحات للتحذير من خطورة هذه المواد من خلال بعض النواب وكذلك الأطباء المتخصصين فى أمراض التغذية والسموم لنشر التوعية بين الأسر من أجل الحد من شراء هذه الأطعمة.
 
الدكتور محمود محمد عمرو، مؤسس المركز القومى للسموم، ورئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمى، قال إن الألوان نوعان، منها الصناعية الآمنة المصرح بها دوليا ويتم اختبارها والتأكد من خلوها من الأضرار، ويتم استخدامها فى إطار وحدود معينة، والشق الثانى هو العشوائية التى تصنع تحت «بير السلم» وتلك الصبغات الملونة مصدرها البتروكيمياويات بعضها ألوان دهانات حائط أو صبغات جلود وأحذية لها أضرار كثيرة مختلفة ومتعددة كالتسمم والسرطان والفشل الكلوى، كما أن تناولها بكثرة يسبب إصابة الأطفال بالسرطان، حيث يتمتع الأطفال بالجينات النشطة وسرعة نموهم تجعل استهلاك الجسم من هذه الصبغات المسرطنة أكثر من أى مرحلة عمرية أخرى.
 
وأضاف الدكتور محمود محمد عمرو لـ«صوت الأمة» أن هناك مشكلة مرتبطة بعدم الرقابة والتسجيل كما يحدث فى الدواء المسجلة المصرح بها دوليا، لافتا إلى وجود مواد مهربة ومنتهية الصلاحية، لذا فالألوان الطبيعية آمنة، أما الصناعية والمتعددة ذات مكسبات الطعم والرائحة والألوان الصبغية المسرطنة، والتى تستخدم بكثرة فى الحلوى والمشروبات ومنتجات اللحوم المصنعة ذات الألوان المبهرة، وتعتمد عليه الكثير من المصانع والشركات التى تعمل تحت «بير السلم» دون رقابة أو محاسبة لجذب الأطفال لشراء وتناول تلك الحلوى بشراهة.
 
وأوضح عمرو، أن ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسرطان من 20 ألف إلى 100 ألف سنويا ظاهرة تدعو للتساؤل، خاصة أنه لا يمكن تحديد أسباب الإصابة، هل من الألوان الصناعية أم غيرها؟ لكن هناك ظاهرة واضحة والمتعارف عليه قديما أن السرطان يأتى من تكرار تناول المواد السامة، ومن ضمنها تلك المواد المصنعة والمواد الحافظة، مطالبا بزيادة وعى الأسر بخطورة تناول هذه المنتجات على أطفالهم خاصة مع بداية الدراسة التى يستنزف فيها الأطفال كميات كبيرة من هذه المنتجات يوميا.
 
وأشار رئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمى، إلى ضرورة تغليظ العقوبات على كل من استورد مواد غذائية غير صالحة أو كيماويات مسرطنة تدخل فى صناعه الغذاء أو العمل على تصنيعها من خلال مصانع «بير السلم»، وكذلك تشديد الرقابة على المحلات التى تقوم بترويج هذه المنتجات ومنع بيعها وتداولها من خلال التفتيش المستمر من قبل وزارتى الصحة والتموين وكذلك الرقابة على الباعة الجائلين أمام المدارس.
 
من جانبها قالت وفاء فهمى، أستاذ التغذية: «ليست كل الألوان الطبيعية صحية وغير ضارة، والألوان الصناعية، خاصة المستخدمة فى منتجات بير السلم، غاية فى الخطورة لأنها تُصنع من عنصر كالرصاص، وهو من العناصر الثقيلة والخطيرة التى تتسبب فى فشل كلوى وتخلف عقلى، إضافة إلى أن تناول السيدات الحوامل للأطعمة بها ألوان صناعية من الرصاص من المحتمل أن يؤدى إلى وجود مرض التوحد».
 
وأضافت وفاء فهمى لـ«صوت الأمة» أن معظم الألوان الصناعية المستخدمة فى حلويات الأطفال تحتوى على عنصر الرصاص ما قد يتسبب فى سرطنة خلايا جسم الأطفال، إضافة لإصابة الأطفال الذين يستهلكون كميات كبيرة منها بإفراط الحركة، ما يؤثر على قدرتهم فى الاستيعاب والتركيز خلال فترة الدراسة، فضلًا عن تراجع مستوى الذكاء، لأن المواد الملونة تساعد على تحطيم كرات الدم الحمراء فى الجسم، بالإضافة إلى شعور الطفل الدائم بالتعب والإرهاق، حتى لو لم يقم ببذل أى مجهود زائد،  ما يستلزم إنتاج أطعمة دون إضافة أى ملونات صناعية بها وخاصة الأطعمة المقدمة للأطفال.
 
وعن أضرارها، ذكرت أستاذ التغذية أن المواد الملونة لا يتم امتصاصها أثناء عملية الهضم، وكذلك تسبب فى النشاط المفرط للطفل، وغياب الهدوء والعقلانية، والهبوط والكسل وصعوبة بذل المجهود، حيث نشاط الطفل يتأثر- بشدة- بالألوان الصناعية، وتخزين وتركيز هذه الألوان يسبب تراكم الدهون وعدم حرقها، ما يرفع فرص إصابة الطفل بالسمنة، وتقليل نسب الكالسيوم بجسم وعظام الطفل، فلا يمكن الاستفادة مما يتناوله.
 
وأكدت الدكتورة لبنى الحديدي، استشارى التغذية بالمعهد القومى، أن أنواع الألوان الصناعية المتداولة والمصرح بها بنسب معينة وهي،»RED NO.3 Erythrosine ويستخدم فى حلويات الأطفال والمصاصات وتزيين التورتات، Red No. 40»Allura ويستخدم فى منتجات الطاقة والكورن فليكس.
«Yellow No. 5 Tartrazine ويستخدم فى المشروبات والشيبسى والفشار والكورن فليكس، «Yellow No. 6 ويستخدم Sunset Yellow فى الفواكه المحفوظة والمخبوزات المغلفة والصوصات، لافتة إلى أن «Blue No. 1 «Brilliant ويستخدم فى الآيس كريم وعبوات الشوربات الجاهزة والمصاصات.
 
وأشارت الحديدى، إلى أن الأطفال من الصعب إجبارهم على عدم تناول هذه المنتجات، ولذا فيجب على الأم أن تتمتع بقدر عال من الوعى والاعتدال فى استهلاك هذه المنتجات الغذائية المصنعة ومراقبة الأصناف التى يتناولها الأطفال بشكل خاص ومحاولة انتقاء المواد الأقل ضررا وأقل نسبة مواد مضافة، ليس الحل المطلوب استبعاد الملونات والمنكهات مهما كان الثمن إنما محاولة التخفيف فى استهلاكها، مشيرا إلى أن الغذاء الصحى الطبيعى المكون من اللحوم الطازجة والخضار والفواكه والعصائر الطبيعية بدلا من المعلبة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة