«أيام في بيت المحترم».. كتاب لـ «شافكي المنيري» يرثي زوجها ممدوح عبد العليم

الجمعة، 08 نوفمبر 2019 10:00 م
«أيام في بيت المحترم».. كتاب لـ «شافكي المنيري» يرثي زوجها ممدوح عبد العليم
غلاف الكتاب

 
في كتابها الجديد كتبت الإعلامية الكبيرة شافكي المنيري تقول عن زوجها الراحل الفنان ممدوح عبد العليم، إنها لم تكن تتخيل للحظة أنها ستخط بقلمها كلمات وصفحات عن ممدوح وعن حياته وأعماله، لكنها بالأخير فعلت، بعدما صدر لها كتاب مؤخرا حمل عنوان «أيام في بيت المحترم»، الصادر عن دار نهضة مصر.
 
تقول شافكي المنيري في بداية كتابها: «لم أكن أتخيل للحظة أننى سوف أخط بقلمى كلمات وصفحات عن ممدوح وعن حياته وأعماله، ولكنه القدر الذى أراده الله لنا.. وما علينا إلا قبول هذا الابتلاء بإيمان ورضا، رغم صعوبة الرحيل، ورغم أننى بدأت هذا الكتاب مبكرا بعد الرحيل، لأننى كنت أرتاح كثيرا عندما أكتب عنه، وكنت أشعر أننى أكتب إليه وهو كعادته يبتسم ويقرأ».
 
غلاف الكتاب
 
الكاتب حالة إنسانية خالصة، تمت صياغته من خلال زوجة مكلومة لفراق حبيبها، فراق مفاجئ لم تتوقعه أبدا، قصدت فى الكتاب إلقاء الضوء على إنسانيته، التى هى جزء مهم من حياته، أرادت "شافكى" أن يكون الكتاب عن "المحبة" التى عاشتها مع ممدوح عبد العليم وعن "الاحترام"، لذا لن يفاجئك أن تكون أول وثيقة فى الكتاب هى خطاب "هنا ممدوح عبد العليم" الابنة الوحيدة للنجم الراحل، إلى والدها الراحل، وقد كتبتها بالإنجليزية، لأنها كانت تدرس فى جامعة بلندن، لكن كلماته معبرة جدا، تقول فيه:
"بابا الحبيب
سأظل أفتقدك للأبد، حتفضل فى وجدانى وذاكرتى، حأفضل أحبك طول العمر، مش قادرة أقول لك ازاى الدنيا صعبة ووحشة جدا من غيرك، مش متخيلة أنى أصحى كل يوم من غير ما أشوف ابتسامتك الجميلة وروحك الرائعة وحبك اللى من غير شروط".
 
خطاب هنا
 
فى الكتاب كم هائل من التفاصيل، التى أوردتها شافكى المنيرى، عن روح ممدوح عبد العليم وشغفه بالفن، قالت تحت عنوان "عشق الهواية"، جاء ممدوح عبد العليم بروح تتوق إلى الهدوء والرومانسية والحلم، أخذته هوايته إلى التمثيل مبكرا وعمره لم يتجاوز ثمانى سنوات، كان يدخل إلى عالم الشخصيات ليسجل انفعالاته الصغيرة وقدرته على التمثيل أمام الكاميرات التى عكست عشقه للتمثيل الذى كان بالنسبة له كسريان الدم فى العروق.
 
ترجمة خطاب هنا
كيف قابلت شافكى المنيرى وممدوح عبد العليم؟
كتبت شافكى تحت عنوان "لندن.. 1995.. بداية عمر" تقول، شهر رمضان .. شهر الخير والمحبة.. وقت تلتقط فيه أنفاسك.. ويصفو قلبك وتفكر فى حالك الإنسانى وما أصبحت عليه أيامك. هكذا كنت بعد سنوات من الدراسة والعمل فى لندن وتحديدا فى مبنى إم بى سى العربية، حيث كنت أعمل ضمن عدد من المذيعات العربيات والمصريات اللاتى التحقن بهذه القناة العريقة منذ بدايتها الأولى.
كنا نستعد لتقديم سهرة كبيرة تعرض فى عيد الفطر وجرت العادة أن نسجلها قبلها ثم نبثها لصعوبة التواصل مع الفريق الفنى الإنجليزى على الهواء بسبب اختلاف اللغة. ولكننى كنت أفضل تقديمها على الهواء مباشرة لما فى حوارات الهواء من حياة وتفاعل أكثر... وقد كنا بحاجة إلى أربعة فنانين يتنوعون بين التمثيل والطرب. وتم الاتفاق على اسم ممدوح عبد العليم، وكان يعرض له فى ذلك العام الجزء الخامس من ليالى الحلمية الذى فيه دور على البدرى، والمطرب مصطفى قمر والفنانة الكوميدية سناء يونس. وكان من بين مهامى الاتصال بالفنان ممدوح عبد العليم فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان للاتفاق والتحضير.
....
كان الهاتف يرن فى بيت ممدوح ثم سمعت الخط وقد فتح، هممت بالحديث لولا أن جاءتنى رسالة مسجلة بصوته يطلب من المتكلم ترك رسالة على الأنسر ماشين.
فقلت: مساء الخير أستاذ ممدوح أنا شافكى المنيرى مذيعة مصرية بقناة إم بى سى لندن... وشرحت له فكرة البرنامج والسهرة وتفاصيل السفر إلى لندن، ثم تركت أرقامى وقلت فى نهاية الرسالة "أتمنى أن تتصل بنا عند سماع الرسالة".
فى اليوم التالى رن هاتفى المحمول:
آلو نعم مين
أنا ممدوح عبد العليم ممكن أكلم شفكى – وليس شافكى
أهلا أهلا بيك .. سعيده إن حضرتك رديت المكالمة .....
 
والتقيا فى لندن، وتحت عنوان القاهرة 1996، كتبت شافكى المنيرى: بعد سنوات غياب عن مصر قررت العودة، كان والدى قد غاب عنا، توفاه الله منذ عام، لقد شعرت بعد لقائى بممدوح بعودة الاستقرار من جديد لحياتى، وظهر الحب الذى انتهى بالزواج.
 
الكتاب الحافل بالصور الشخصية لممدوح عبد العليم ولـ شافكى المنيرى ولابنتهما هنا يعكس مدى المحبة والاحترام فى العلاقة التى ربطت هذه الأسرة المصرية برباط متين. 
 
 بعد الزواج تحولت شافكى المنيرى إلى شاهد إثبات على حياة الإنسان والفنان ممدوح عبد العليم، لم تكن تتدخل فى عمله، لكنها تشعر بإرهاقه وتعبه، وتطور الأمور من حوله واختلافها، ولقد توقفت "شافكى" فى الكتاب عند العلاقة القوية بين ممدوح وابنته، فقد كان يكتب إليها الرسائل منذ ميلادها، ومن ذلك:
الرسالة الأولى
أميرتى هنا .. هذه رسالتى الأولى
أجلس لأكتب لك فى يوم مولدك
كنا ننتظر مجيئك بفارغ  الصبر  - فمنذ بدايات شهر نوفمبر كنا ننتظر قدومك فى أى وقت – كنا نقوم بترتيب البيت وإعداده لحضورك ليكون المنزل كله فى شرف استقبالك آه لو رأيت أمك وأبيك وهما وسط العمال
ماما فى شهرها الأخير، كان حملك ينبئ بطفلة ضخمة تزن الكثير من الكيلو جرامات، وأنا أذهب إلى التصوير وأحضر لأستلم الوردية مع العمال من أمك.
 
رسالة ممدوح لابنته
 
 
رحل الفنان ممدوح عبد العليم فجأة يوم 5 يناير من عام 2016، بعد صباح عادى، استمع فيه لفيروز تغنى «دخلك يا طير الوروار» وشاغب «هنا» وتناول فطاره.
 
كتبت شافكى المنيرى بعد رحيله، وبالتحديد فى يوم 9 فبراير 2016 تقول:
هل تعلم أنك رحلت وتركت الدنيا ومن عليها؟ هل اخترت الرحيل؟ أم نفذت حكم الله؟
هل تعلم أن الدنيا تغيرت. تبدلت؟
هل تعلم كم بكى الناس؟ وكم سالت الدموع؟ هل تعلم أنك لن ترى "هنا".. نور الحياة؟ 
هل تعلم أنك أخذت حياتى  وعمرى معك؟
هل تعلم كم دعا لك الناس؟ وكم صلوا واعتمروا من أجلك؟
تقول شافكى المنيرى عن الكتاب «ما هو إلا صفحات مهداة إلى إنسانيته وسنين عمر جميل سطرها فى حياتنا أتمنى تصل إليكم».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق