الدولة تواجه حروب الجيل الرابع بالمشروعات والإنجازات

المصريون ينتصرون على مخططات «الإرهابية» في معركة الوعي

السبت، 09 نوفمبر 2019 07:00 م
المصريون ينتصرون على مخططات «الإرهابية» في معركة الوعي
المشروعات القومية
عنتر عبد اللطيف

 
 
آلة استهداف الأمن القومى تتم من خلال العمل على التشكيك فى دور مؤسسات الدولة وتفاعلها مع المواطنين

هذا النوع من الحروب يعمل على إنهاك الدولة وإضعاف قوتها 

القنوات الإخوانية تستخدم أسلحة التشكيك والسخرية لاستهداف مصر

حروب الجيل الرابع تعتمد على تطويع الإعلام المضلل

الجماعات المعادية تجند المرتزقة وتوظفهم للعمل فى لجان إلكترونية لبث الشائعات عبر السوشيال ميديا

الرئيس السيسى وجه عدة رسائل تكشف وعى الدولة بما يحاك ضد مصر من مؤامرات

تعتمد التنظيمات الإرهابية فى عملها على خطة ممنهجة تستخدم فيها علوما غاية فى الحداثة جرى تدريب عناصرهم الإجرامية عليها عبر أجهزة مخابرات معادية لمصر من قبيل ما يعرف بـ«علم تدمير الدول» الذى يدخل ضمن حروب الجيل الرابع.
 
القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا دأبت مؤخرا على توظيف أدوات حروب الجيل الرابع فى محاولة لاستهداف مصر مستخدمة أسلحة التشكيك والسخرية لصرف أنظار المواطن المصرى عما يجرى على أرض مصر من مشروعات غير مسبوقة، وكذلك الاهتمام بصحة المواطن لبناء جسد وعقل سليم ليصبح هذا المواطن قادرا على العمل والانجاز فى منظومة البناء والتعمير والتنمية ويواجه هذه الحروب الشيطانية لينتصر فى معركة الوعى.
 
دائما ما حذر الرئيس «عبدالفتاح السيسى» من خطورة الشائعات وحروب الجيل الرابع وآخرها خلال افتتاح مصنعين جديدين بمحافظة الجيزة، حيث قال إن الدولة ستواصل إنشاء المشروعات وتحقيق الإنجازات، مضيفا: «اللى هيزعل يتفلق»، مطالبا الشعب المصرى بعدم الاهتزاز أمام الشائعات المنتشرة، والتصدى لحملة التشكيك فى الدولة من أهل الشر، متابعا: «يجب ألا نترك فرصة لأحد يشكك فى الدولة، وهناك جماعات لا تريد لمصر أن تظهر، وسموها كما تريدون»، مشددا على أن البرلمان مؤسسة كبيرة وعليه القيام بدور أكبر فى مواجهات الشائعات، مضيفا: «لا تتركوا الدولة تقاتل بمفردها، كل المؤسسات معنية بالدفاع عن الدولة المصرية وإلا هيبقى فيه خطر ودا فراغ يجب ألا يترك».
 
وخلال مؤتمر الشباب الثامن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة رسائل تكشف وعى الدولة بما يحاك ضد مصر من حروب الجيل الرابع التى تستهدف مصر، مؤكدا أن الجيش مؤسسة مغلقة وحساسة جدا، لافتا إلى أهمية الثقة بين الجيش والشعب لافتا إلى أن مركز العلاقة بينى وبينكم - الشعب- هو الثقة، وبالتالى يبحث الكثيرون على اللعب فى الثقة.
 
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن ما يثار خلال الفترة الماضية، من هجوم على الدولة ما هو إلا لتحطيم الأمة، مؤكدا: «لن يستطيع أحد أن يعتدى على مصر بشكل مباشر، لأسباب كثيرة من ضمنها أنها تملك الجيش الأقوى فى المنطقة، وأقيمت مشروعات بأكثر من 4 تريليونات جنيه».
 
مرت حروب الجيل الرابع بالعديد من المراحل أخطرها ما جرى على يد الجيش الأمريكي، حيث يقول خبراء «تعرضت أمريكا إلى انخفاض فى شرعيتها الدولية بعد تورطها فى العراق وسياستها العدوانية التى استخدامها الرئيس الأسبق «جورج بوش الابن» مما أدى إلى معارضة الرأى العام العالمى والمحلى، وعندما فشلت إدارة «أوباما» فى تطبيق مشروع الفوضى الخلاقة فى الشرق الأوسط، لجأت إلى الاعتماد على الحروب غير النظامية لزعزعة الاستقرار وإفشال الدولة».
 
ووفق خبراء فإن: «آلة استهداف الأمن القومى المصرى تتم من خلال العمل على التشكيك فى دور الجهات الأمنية والوطنية بوتيرة منتظمة واستخدام وسائل الإعلام الجديدة كقوة ناعمة فى التأثير على عقول المُتلقين وإفراز وجوه جديدة من حين إلى آخر يتم استئجارها للهجوم على الجيش المصرى وغيره من المؤسسات الوطنية وتجنيد المرتزقة وتوظفيهم للعمل فى لجان إلكترونية تبث الشائعات عبر السوشيال ميديا والاستعانة بخبراء وهميين أو هاربين من أحكام القضاء المصرى للإدلاء بتحليلات خاطئة حول حقيقة الأوضاع فى مصر واستغلال حسابات المنابر الإعلامية المشبوهة عبر «السوشيال ميديا» للترويج لمعلومات مغلوطة وكذلك استغلال الدين لإثارة العاطفة لدى الرأى العام والعمل على إلقاء شعارات تُقلل من قيمة إنجازات المؤسسات المصرية وتشويه الأرقام الاقتصادية التى تشير إلى أن مصر على الطريق السليم والتشكيك فى صحتها ومحاولة إقناع الرأى العام بأن الأوضاع فى مصر غير مستقرة وأن هناك غضب شعبى».
 
وفق دراسة عن حروب الجيل الرابع فإن: «هذا النوع من الحروب لا يهدف إلى تحطيم المؤسسة العسكرية أو القضاء على قدرة الدولة المستهدفة ولكن تهدف إلى إنهاك قوة الدولة المعادية والتآكل البطىء فى إرادتها من أجل إجبارها على تنفيذ ما تريده القوة التى تستخدم هذا النوع من الحروب، كما تهدف إلى إفشال الدولة من خلال عمليات بطيئة تنفذ فى الدول المعادية بحيث يصبح هناك جزء من أرض تلك الدولة لم يقع تحت سيطرتها، ومن ثم سيسهل ذلك سيطرة الجماعات الارهابية على هذه المنطقة ويطلقون من خلالها العمليات الارهابية لضرب الدول المعادية مثل ضرب المرافق الاقتصادية وخطوط المواصلات، أى ضرب المؤسسات الحيوية لإضعاف قوتها»، كما أن هناك وسائل تستخدم فى حروب الجيل الرابع أبرزها: «الإرهاب والمنظمات والجماعات والخلايا الإرهابية وتوجيهها واستخدام تكتيكات حرب العصابات، لتحقيق الأهداف المراد منها واستخدام الحرب النفسية والذهنية المتطورة وأدواتها الإعلام والإنترنت والتلاعب النفسى وتحريك الرأى العام واستغلال الضغوط السياسية والاقتصادية وتوظيف تكنولوجيا المعلومات وتشكيل الجيوش السبرانية، لتشكل وسائل لهذه الحرب لم يكن من الممكن الحصول عليها سابقا وفق خبراء».
 
وكشفت مراكز دراسات عن الأدوات المستخدمة فى حروب الجيل الرابع والخامس ومنها: الإرهاب والتظاهرات بحجة السلمية، الاعتداءات على منشآت عامة وخاصة، التمويل غير المباشر لإنشاء قاعدة إرهابية غير وطنية داخل الدولة بحجج دينية أو عرقية، التهيئة لحرب نفسية من خلال الإعلام والتلاعب اللفظي، استخدام محطات فضائية تعمل على تزوير الحقائق والصور، استخدام وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومن بينها مواقع التواصل الاجتماعى facebook و twitter، استخدام تكتيكات حرب العصابات، ضرب طبقات المجتمع بعضها البعض.
 
كما تعمل حروب الجيل الرابع على خلق حالة من التعقيد السياسى سواء على مستوى المنظمات الدولية التى تقوم بمهام مختلفة أو محلية، بالإضافة إلى أن هذه الحرب من الناحية السياسية يمكن أن تؤثر على جوانب مختلفة، فمثلاً أن الموقف الأمنى فى بلد ما له تأثير مباشر على قدرة الدولة فى الحصول على قروض، وهو ما يعطى حروب الجيل الرابع طرقا مختلفة للتأثير على موقف الدولة أو القيام بفعل تمهيدى كافِ للتأثير على الحالة المالية للدولة المستهدفة وتشجيعها على المفاوضات، ومن ثم فالهدف هو إحداث حالة من الشلل فى العملية السياسية للدولة المستهدفة. كما تهدف التنظيمات التى تقوم باستخدام مثل هذه الحروب إلى تحقيق نجاح سياسى وليس عسكريا، وتركز على تغيير عقول صناع القرار أى تغيير آراء وسياسات صانعى القرار فى الاتجاه الذى يرغب فيه الخصم وذلك من خلال الضغط النفسى والإعلامى وفق الدراسة.
 
الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان قد قال إنه على طلبة الكليات العسكرية، أن تدرس جيدا وبأمثله عملية كيفية هدم الدول، لاكتساب هذه المعرفة والاستعداد لمثل هذا الأمر متابعا فى كلمة ألقاها أمام طلبة الكلية الحربية، خلال زيارته لها أن هناك علما كبيرا له أدواته وآليات عمله، يستخدم لتدمير الدول، متابعا: «نحتاج كمسئولين عن الدول أن تكون أشكال الصراع والحروب المختلفة، عارفينها كويس، ويكون فيه أمثلة عملية لكل إجراء وآلية تستخدم لتدمير الدول، لافتا إلى أن طلبة الكلية الحربية كمسئولين عن الأمن القومى وحماية الدولة، عليهم تعلم هذا الأمر جيدًا لمعرفته جيدًا وفهمه وكشفه عند تنفيذه ضد مصر، ويكون هناك استعداد جيد له، قائلًا:»لازم نكون فاهمينه علشان لما يتنفذ علينا نكون مستعدين له كويس».
 
وخلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة ألقى الدكتور، محمد الجندى خبير أمن المعلومات والجرائم السيبرانية، كلمة، فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى تحت عنوان « أكتوبر إرادة وتحدي» . ليؤكد فى تصريحات له أن الرئيس حذر من حروب الجيل الرابع، مشددا على أن الحروب تطورت كثير، وأن حروب الجيل الرابع أكثر خطورة.
 
وقال «الجندي» إن أى شخص يضع معلومات على السوشيال ميديا، والمواطنون يقومون بعمل شير لها، تحت شعار «شير فى الخير» من الممكن ان تتسبب فى مشكلات كثيرة، لافتا إلى أن الجميع عليهم التدقيق فى أى معلومة يتم نشرها على الفيس بوك، مؤكدًا أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين من الممكن أن تصبح صديق ومن الممكن أن تصبح عدوا.
 
الكاتب «عمرو عمار» الباحث السياسى قال فى تصريحات له إن حروب الجيل الرابع أصبحت الحروب المميزة لهذا العصر، حيث تحولنا من الحروب التقليدية التى تعتمد على الأسلحة والجيوش إلى الحروب النفسية التى تستهدف إنهاك الدول وزعزعة استقرارها بواسطة الشائعات والإعلام الهدّام.
 
وأضاف «عمار» أن حروب الجيل الرابع تعتمد على أدوات متنوعة وشديدة الشراسة والفتك بمعنويات الدول المستقرة، وهو ما حدث مع مصر منذ قيام أحداث يناير، فقد تم استهداف الدولة المصرية ومؤسساتها بمختلف حروب الجيل الرابع، حيث إنه تم الاعتماد على أدوات الشائعات والأخبار الكاذبة والإرهاب والجماعات المتطرفة والمنظمات الممولة لهز ثوابت الدولة، إلا أن مصر استطاعت التصدى لهذه الحروب بكل قوة وحسم مقارنة بالدول الأخرى فى المنطقة، وتمكّن الرئيس السيسى من الحفاظ على ركائز الدولة وحمايتها من مختلف حروب الجيل الرابع، موضحا أن هذه الحروب تعتمد فى المقام الأول على تكنولوجيا المعلومات والحاسبات، حيث بدأت هذه الحروب منذ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى.
 
ولفت «عمار» إلى أن حروب الجيل الرابع تعتمد على تطويع الإعلام المضلل مستهدفة المتلقى السلبى الذى يقبل المعلومة كما هى دون تفنيدها والتأكد من صحتها، لذا يجب على المواطن التأكد من المعلومات والأخبار التى تصل إليه خاصة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
 
وكشف «عمار» عن أنه يمكن الاستفادة من تجربة إيطاليا فى هذا الشأن، حيث استطاعت التحكم فى الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى من خلال الشراكة مع إدارة «فيسبوك» والمؤسسات التعليمية، حيث قامت بتدريب وتوعية الطلبة فى 800 مدرسة على أحدث البرامج التكنولوجية التى تمكنهم من كشف الأخبار الكاذبة، لذا يجب علينا تحصين النشء والشباب ضد هذه الحروب من خلال تكامل كل من المدرسة والمؤسسات الإعلامية والدينية من أجل حمايتهم من الفكر المتطرف والمضلل.
 
من الوقائع المثيرة للسخرية محاولة الجماعة الإرهابية انتقاد مبادرة القضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية، وهى المبادرة التى تسببت فى علاج الكثير من المواطنين من هذا المرض الخطير خاصة أن وزارة الصحة ردت بشكل غير مباشر لتكذب إعلام الجماعة الإرهابية، حيث أعلنت عن فحص أكثر من 60 مليون مواطن مصرى، منهم 49 مليونا و 900 ألف مواطن مصرى بمبادرة القضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية، إضافةً إلى 3 ملايين و 29 ألف طالب وطالبة ضمن مبادرة القضاء على فيروس سى لطلبة المدارس، كما تم فحص مليون و 570 ألف امرأة بمبادرة صحة المرأة، وفحص 9 ملايين و 227 ألف طالب وطالبة ضمن مبادرة الكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم لطلبة المدارس، مشيرا إلى فحص وعلاج 65 ألفا من ضيوف مصر من غير المصريين.
 
أما  السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، فقد أشاد بالاجتماع الذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة والسكان، مؤكدا فى مداخلة له على احدى الفضائيات أنه «تم خلال هذا الاجتماع مناقشة عدد من الملفات الهامة فى مجال الصحة، أهمها منظومة التأمين الصحى الشامل، ومبادرة قوائم الانتظار، وكذلك أيضا فيروس سى».
 
وأشار إلى ما وصفه بالإنجاز الكبير الذى حققته مصر للقضاء على مرض فيروس سى، وإشادات المنظمات الدولية به، موضحًا أنه سيتم خلال شهر مايو المقبل إعلان مصر خالية من فيروس سى، من قبل منظمة الصحة العالمية.
 
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشادت بمبادرة «100 مليون صحة» خلال زيارة مديرها لمصر بنهاية شهر أغسطس الماضى من خلال تقرير فريق التحقق التابع لها، حيث أشاد بالبيانات والمعلومات التى تتضمنها بطاقات الفحص، بالإضافة إلى الموقع الإلكترونى والخط الساخن بالكارت للمساعدة فى الحصول على المعلومات وتلقى الاستفسارات، كما احتفظ مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم، ببعض بطاقات فحص فيروس سى.
 
فى ظل هذه الإنجازات التى قامت بها الدولة المصرية لم يكن أمام الجماعة الإرهابية عقب سقوطها بعد ثورة 30 يونيو، إلا محاولة التشكيك فيما تنجزه مصر من مشروعات إلا أن الدولة واصلت افتتاح المشروعات والبناء ومنها افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددا من المشروعات تشمل 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان ضمن المرحلة الثانية من قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، بالإضافة إلى مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التى يتم إنتاجها من المشروع ومجمع لإنتاج البذور ليؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن ما قامت به الدولة من مشروعات يعود بالنفع على المواطنين، لافتا إلى أن حزمة المشروعات التى تنفذها الدولة من أقصى الصعيد حتى الإسكندرية يعمل بها 5 ملايين شاب.
 
امتدت مشروعات الدولة إلى المواطن المصرى، وليست الخاصة بالبناء والتعمير فقط، من قبيل مشروعات محطات الكهرباء العملاقة، والمدن الصناعية المتخصصة مثل مدينة دمياط للأثاث، فضلا عن أكبر حقل غاز فى البحر الأبيض المتوسط، وإنشاء محور روض الفرج، ومشروع بشاير الخير، وهدم مثلث ماسبيرو العشوائى بشكل كامل وإعادة بنائه، لتمتد إنجازات الدولة إلى برامج تحاول رفع مستوى معيشة المواطن من قبيل برنامج «تكافل وكرامة»، الذى يساهم بشكل كبير فى دعم الطبقات البسيطة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق